من يقف مع المظلوم، ويعاونه، ويقف مع الشعوب وخياراتها لا ضدها، ومع الضعفاء المظلومين، ومع رد المظالم، فهذا أنا مطالب شرعا أن أؤيده، أيا كان لونه أو جنسه أو عرقه، وقد وقف القرآن الكريم مع يهودي مظلوم، ضد مسلم ظالم، ونزل القرآن ينهى عن الوقوف بناء على العصبية الدينية أو السياسية..
أكبر مغالطة تتم في الأمر، تصوير القضية على أنها مسألة تتعلق بتحويل كنيسة لمسجد، والحقيقة هي تتعلق بعودة مسجد وقف إسلامي، بعد أن تحول لمتحف، أما تحويله من كنيسة لمسجد، فهي معركة تمت وانتهت منذ ستمائة عام، وقت أن حولها محمد الفاتح في ظروف سياسية وتاريخية معروفة..
لو عاد مفتي مصر إلى جبهة علماء الأزهر، والتي تكونت سنة 1946م، والتي كان مقرها في أحد أروقة الجامع الأزهر، والتي كان من أهم بنود التعريف بها، وبدورها: الإشراف على القوانين، لتكون موافقة للشريعة الإسلامية، والعمل على تطبيقها.
في بعض الأحيان نخطئ في تصورنا للتدين، وتصورنا في فهم الأوامر والنواهي الإلهية والنبوية، فنركز في كثير من الأحيان على الشكل، وما يتعلق بشكل الإنسان من حيث تعاليم الشرع، بينما كانت تعاليم الدين تركز على الشكل والجوهر..
من يتأمل أمر خلع الحجاب في هذه المرحلة فسيجد أنه كان بعد انتكاسات أصابت المجتمع، فالمجتمعات بعد كل انتكاسة تراجع كثيرا من أفكارها وسلوكها، ولذا فإننا سنجد أنه بعد انقلاب الثالث من تموز (يوليو) في مصر، زادت هذه الظاهرة أو الموجة..
إننا نخطئ عندما نريد أن نغرس القيم الإسلامية في نفوس أطفالنا عن طريق الدرس الديني فقط، وهذا ضرب من الخطأ التربوي والديني، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بالساعات يلقي محاضرات ليغرس في نفوس أصحابه القيم، بل كان يجعلها تأتي عرضا عن طريق مواقف الحياة المختلفة،
مات مرسي وهو معدود في الشهداء، منعت صلاة الجنازة عليه، ليصلي عليه الناس في ربوع المعمورة، لاهجة ألسنتهم بالدعاء له، والترحم عليه، وقد كانت وفاته شهادة على أن من أحبه الله فقد كفاه هذا الحب، رضي الحاكم أم سخط، فلا قيمة لسخط البشر، وقد ختم الله له بالوفاة في سجون الظلمة.
نحن بحاجة شديدة الآن، من ذوي الكفاءات والقدرات، لفضائية، وموقع، يعبر بوضوح عن الوسطية الإسلامية، بعد أن حوربت من أنظمة رأت في وجودها خطرا عليها، لأنها تؤيد الربيع العربي، يكون هم هذه القناة، والموقع، هو الخطاب الشرعي، والهم الإسلامي الديني، يجد فيه الناس بغيتهم الدينية، بعيدا عن خطاب السلاطين..
نتابع ما يدور في مصر من احتجاجات للأطباء، وتهديد بالاستقالة من أطباء آخرين في مصر، وذلك بسبب عدد حالات الوفاة التي حدثت في صفوفهم، إذ بلغت نسبتها 3% من أعداد المتوفين في مصر، فأحس الطبيب بأنه لا قيمة له، وأن الدولة لا تهتم به..
لست هنا في مقام الحديث عن فرج ولا عن فكره، بل حديثي هنا عن قميص يتم المتاجرة به، وجر الناس للحديث عن قضايا لن تفيد في حاضرهم، بل هي أشبه بمخدر وإلهاء لهم عن الواقع المعيش بكل مصائبه ومخازيه.
كانت دار الإفتاء المصرية في كثير من فتواها تسير مسيرة علمية، إلا أنه بعد انقلاب الثالث من تموز (يوليو) سنة 2013م، تحولت على يد مفتي مصر الدكتور شوقي علام، إلى فرع من الشؤون المعنوية للقوات المسلحة المصرية، فأصبحت صوتا وسوطا في يد العسكر، لا تنطلق من صحيح الدين، بقدر ما تنطلق من صوت المخابرات..
الطبلاوي لم يكن مفتيا أحل دماء أحد، بل قال رأيا عن صواب أو خطأ، عن خوف أو لا؛ عن فترة حكم الرئيس مرسي، وهو قارئ للقرآن الكريم، يشفع له القرآن إن شاء الله، فنترحم عليه، وسيفنى جسد الطبلاوي، وتبقى تلاوته للقرآن الكريم..
أقعد وباء كورونا الكثيرين من الناس في البيوت، وجاء شهر رمضان، وحُرم الناس من المساجد، وصلاة التراويح، والأعمال الاجتماعية التي كانت تصحب الشهر الكريم، لكن الله عز وجل منح المسلمين فرصة مهمة لعودة الطاعة إلى البيوت، فإن خوت بيوت الله من العمار، فلم تخل بيوت الصالحين من عبادته وذكره..
الحامد وإخوانه من العلماء والمناضلين القابعين خلف القضبان في سجون السعودية، يعطون صورا غير الصورة النمطية التي يعرفها الناس عن المواطن السعودي، والعالم السعودي، إنها صورة المناضل الذي يدفع ثمن نضاله، ويدفع ضريبة أفكاره.
أعود لرسالة المرشد التي نفاها منير للأسف، وادعى أنها تخيل، إن الرسالة ثابتة وحقيقة، لا مرية فيها، وشهودها أحياء يرزقون وخارج مصر، وكلهم في طرف الأستاذ منير وليسوا في طرف خصومه، وأنا مستعد للإدلاء بذلك ولكن ليس له ولا لأطرافه، بل لطرف تحدده جهة منصفة...
آن الأوان لتنفذ هذه القيادات رسالة كان قد أرسلها إليهم الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين منذ حوالي ثلاث سنوات تقريبا، وقد كان يستشعر أن الجماعة ستدخل مرحلة انشقاق، أو انشطار، كما أخبر أحد إخوانه في إحدى جلسات المحكمة..