أمام ضبابية المشهد يبقى الترقب والتوقع لردود الفعل الفلسطينية في الساحات الرئيسية، الضفة الغربية وليس بعيدا عنها غزة، متعدد الأوجه، ومن مختلف الاتجاهات الفلسطينية الرئيسة الفاعلة سواء فتح والسلطة من جانب، وحماس وفصائل المقاومة من جانب آخر
تتجه حكومة الاحتلال الافتراضية (الطوارئ) لاختبار مبكر في حال نجت من شبح الانتخابات الرابعة، حيث ستقرر ما إذا كانت "ستطبّق السيادة" على أجزاء من الضفة الغربية ضمن رزمة الجوائز التي منحتها صفقة ترامب للكيان على حساب الفلسطينيين.
"إسرائيل" التي لا تؤمن بالاتفاقيات والعهود، تبعث رسالة إلى مصر بأن هناك بديلا عنها لتصريف الغاز إلى أوروبّا، حتّى لا تملي أيّ شروط مستقبلاً على نسبة مرور الغاز من أراضيها
أمام هذه الصورة الملتبسة فلسطينيا فإن من مصلحة المقاومة في غزة تأخير المواجهة العسكرية مع الكيان خلال الشهور القادمة، مع استمرار الضغط بضرورة توسيع نطاق التسهيلات في غزة، واستثمار حالة الإرباك السياسي في الكيان لتمتين الجبهة الداخلية، استعدادا للمرحلة القادمة التي قد تشهد تطورات دراماتيكية
وتعتبر المدة الزمنية الطويلة التي نجح فيها المصدر البشري الذي جندته "المقاومة" لصالحها في تضليل ضباط الشاباك؛ نجاحا استخباريا، وتعكس في المقابل القدرات العالية لدى الطاقم التشغيلي للمقاومة، من خلال الإدارة الذكية لعملية التضليل والخداع
المهمة انقلبت لصالح المقاومة وتمكنت من اختراق الستار الأمني الذي يحيط بعقل المؤسسة العسكرية، اختراق نقل المواجهة إلى نقطة فارقة، حيث تمكنت المقاومة من تفكيك العديد من العمليات السرية بعد "حد السيف"، لم يتم الإعلان عن تفاصيلها حتى اللحظة
ترى حركة "فتح" في الدعوة للانتخابات فرصة لإعادة تفعيل قنوات اتصال مع "حماس"، بعدما كانت قررت سابقا مقاطعتها، كما يمكنها ذلك من كسر العزلة التي وضعت نفسها فيها، وقد توجت بمبادرة الثماني لإتمام المصالحة.
في حال نجاح قادة الاحتلال في تشكيل حكومتهم، بناء على نتائج الجولة الحالية من الانتخابات أو بعد التوجه إجباريا لجولة ثالثة، فإن معطيات المشهد الفلسطيني والإسرائيلي ستفرض ملفات طارئة
يتضح من مراقبة مواقف قيادة المقاطعة في رام الله أن تركيزها على الحلبة السياسية الإسرائيلية؛ يفوق اهتمامها بترميم الجبهة الداخلية الفلسطينية، بل ان حرصها على إزاحة بنيامين نتنياهو من المسرح السياسي في "إسرائيل"، لا يوازي الجهد المبذول لاستعادة الوحدة الوطنية
تطبيقاً لهذه الخريطة الاقتصادية الشرق أوسطية، يحاول جاريد كوشنر البناء على فرضية الفصل بين المسارين الاقتصادي والسياسي الذي يعتمد مبدأ الأرض مقابل السلام، وتغليب المسار الاقتصادي
انتهت جولة المواجهة التي أخذت شكل كل من التصعيد والحرب، وكان اللافت في نتائجها النقلة النوعية في قدرات المقاومة التي تمكنت من ضرب الاحتلال بشكل دقيق وإيقاع الخسائر به،
يستشعر الرئيس محمود عباس الخطر الذي يقترب منه في رئاساته الثلاث، حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، لذا باتت تصرفاته عدائية وأصبح يمارس الإقصاء بحق كل من يخالفه من داخل السلطة وحتى من حركة فتح، وازداد الحديث مؤخرا في أوساط الدائرة القريبة منه عن نظرية المؤامرة.