طب وصحة

الصوم المتقطع أم الحمية الغذائية التقليدية لتخفيف الوزن؟

يشكل السكر مصدر قلق أساسي لخبراء الحمية والسمنة - أ ف ب (أرشيفية)
يشكل السكر مصدر قلق أساسي لخبراء الحمية والسمنة - أ ف ب (أرشيفية)
نشر موقع "لايف ساينس" الأمريكي تقريرا، سلط من خلاله الضوء على دراسة جديدة أثبتت أن حمية الصوم، التي لقيت رواجا كبيرا حول العالم، لا تختلف في الواقع كثيرا عن الحمية الغذائية التقليدية فيما يتعلق بإنقاص الوزن الزائد.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الباحثين بادروا بإجراء دراسة حول أحدث الطرق المعتمدة لإنقاص الوزن، التي تعرف "بالصوم المتقطع". وتعتمد هذه الطريقة على تقليص كمية السعرات الحرارية بشكل كبير، خلال أيام الصوم. في المقابل، يعمد متبعو هذه الحمية إلى تناول كمية طعام أكثر من المعتاد في بقية الأيام العادية.

وأفاد الموقع أن الباحثين قاموا باختيار عشوائي لمئة شخص من البالغين، يعانون من السمنة المفرطة، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تعتمد الصوم المتقطع، ومجموعة تتبع حمية غذائية تقليدية، ومجموعة ثالثة لم تكن تخضع لحمية غذائية على الإطلاق.

وبين الموقع أن المجموعة الأولى، قد اكتفت خلال فترة الصوم بنسبة 25 في المئة فقط من السعرات الحرارية التي اعتادوا التزود بها طوال اليوم، أي ما يقارب 500 سعرة حرارية، في حين أنهم استهلكوا 125 في المئة من السعرات الحرارية في بقية الأيام. في المقابل، عمد المشاركون ضمن مجموعة الحمية الغذائية التقليدية إلى استهلاك 75 في المئة من مقدار السعرات الحرارية التي اعتادوا التزود بها يوميا.

وأشار الموقع إلى أن المشاركين في كلتا المجموعتين، قد فقدوا 7 في المئة من أوزانهم خلال ستة أشهر، مقارنة بالمجموعة التي لم تعتمد حمية غذائية على الإطلاق. وبعد مرور سنة على انطلاق هذه الدراسة، حافظ المشاركون في المجموعتين، على معدل خسارة يتراوح بين 5 و6 في المئة.

وعلى ضوء هذه المعطيات، أفاد الباحثون أنه لا يوجد فرق فعلي بين المجموعة التي خضعت لحمية الصوم المتقطع، وتلك التي اتبعت الحمية الغذائية التقليدية.

وأضاف الموقع أن نسبة 38 في المئة من الأشخاص الذين التزموا بحمية الصوم المتقطع، قد انسحبوا قبل انقضاء سنة منذ بداية الدراسة. وفي الأثناء، أعرب هؤلاء المشاركون عن عدم رضاهم عن هذه الحمية. من جانب آخر، تراجع 29 في المئة من المشاركين ضمن المجموعة الثانية عن مواصلة اتباع الحمية.

ولاحظت الدراسة أن المشاركين ضمن مجموعة الصوم المتقطع يميلون إلى عدم الالتزام بشروط الحمية، حيث أقدموا على تجاوز المقدار المسموح به من السعرات الحرارية في أيام الصوم، في حين كانوا يستهلكون نسبة سعرات حرارية أقل من المقدار المحدد في الأيام العادية، وفقا لما أكده الباحثون.

ونقل الموقع تقييم الباحثين الذي ورد في مجلة "جاما" للطب الباطني، حيث بينوا  أنه "تم الترويج لحمية الصيام المتقطع على اعتبارها بديلا محتملا للحمية الغذائية التقليدية. وقد ادعى الكثيرون أنها وسيلة أسهل للحد من السعرات الحرارية بصفة يومية".

من جهة أخرى، أوضح الباحثون، أن "المعطيات الجديدة أثبتت عكس ذلك، حيث لا تعد حمية الصوم المتقطع حلا ناجعا على المدى الطويل؛ مقارنة بالتقيد باستهلاك سعرات حرارية محددة بشكل يومي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة".

وذكر الموقع أن الدراسة قد كشفت أنه لا وجود لاختلاف يذكر بين المشاركين في المجموعة الأولى والثانية فيما يتعلق بمعدل ضغط الدم ونبضات القلب، فضلا عن ومستوى الدهون ومستوى السكر في الدم والأنسولين.

وأوضح الموقع أن حمية الصوم المتقطع التي تعرف أيضا "بحمية 5:2"، والتي ترتكز على صوم يومين من الأسبوع على أن يتناول الشخص 500 سعرة حرارية فقط وتناول الطعام بصفة طبيعية في الأيام الأخرى، قد لاقت رواجا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. 

ومن المثير للاهتمام أن بعض الأبحاث السابقة قد أشارت إلى أن الحميات الغذائية التي تعتمد بالأساس على آلية الصوم من شأنها أن تساعد على فقدان الوزن بشكل أسرع. فضلا عن ذلك، من السهل الالتزام بمثل هذه الحمية بالمقارنة بالحميات التقليدية، علما أن هذه الأبحاث قد أجريت على نطاق ضيق وفي فترة زمنية وجيزة.

وأكد الموقع أن الدراسة قد شملت أشخاصا يعانون من السمنة، في حين أنهم لا يعانون من مشاكل على مستوى عملية التمثيل الغذائي. وبالتالي، لم يكن  هؤلاء الأشخاص يواجهون أية مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسكري. من جانب آخر، أشار الباحثون إلى أن نتائج هذه الأبحاث قد لا تنطبق على الجميع.

وتطرق الموقع إلى حقيقة أن بعض الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يحبذون حمية الصوم المتقطع على الحمية التقليدية، على الرغم من أنه لا وجود لفرق فعلي بين النظامين سوى أن الحمية التقليدية أكثر صرامة.
التعليقات (0)