ملفات وتقارير

بعد إعدام منفذي اغتيال الفقهاء.. ما مستقبل العملاء في غزة؟

محللون قالوا إن الأجهزة الإسرائيلية بحاجة بين فترة وأخرى أن تثبت للرأي العام الإسرائيلي قدرتها على العمل- أ ف ب
محللون قالوا إن الأجهزة الإسرائيلية بحاجة بين فترة وأخرى أن تثبت للرأي العام الإسرائيلي قدرتها على العمل- أ ف ب
مع استمرار عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية العاملة في قطاع غزة وبالتعاون مع حركة "حماس"، على ملاحقة وكشف عملاء الاحتلال الإسرائيلي واستمرار الأخير بمحاولات التجنيد، تبقى الحرب الاستخباراتية بين الجانبين مفتوحة في ظل تحقيق "انتصارات محدودة" لطرفي الحرب.

وكشف الثلاثاء الماضي، وكيل وزارة الداخلية اللواء توفيق أبو نعيم، عن نجاح الأجهزة الأمنية في اعتقال 45 عميلا لإسرائيل، خلال العملية الأمنية "الواسعة والمتواصلة" التي انطلقت بعد اغتيال الأسير المحرر والقيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام، مازن فقهاء، بغزة في 24 آذار/ مارس الماضي.

وأكد الخبير البارز في شؤون الجيش والأمن القومي الإسرائيلي، فادي نحاس، أن تمكن المقاومة الفلسطينية من كشف العديد من العملاء "يدل على قوة استخباراتية وانتصار محدود، رغم ضعف الإمكانيات والظروف الصعبة التي تمر بها الأجهزة الأمنية في غزة".

اقرأ أيضا : الحكم بالإعدام على قتلة الشهيد مازن فقهاء (صور+فيديو)

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه "في ظل تفاقم أوضاع القطاع على كافة المستويات، ستعمل إسرائيل متى تمكنت من تصفية قيادات عسكرية حمساوية"، مشيرا إلى أن "الأجهزة الإسرائيلية، بحاجة بين فترة وأخرى، أن تثبت للرأي العام الإسرائيلي قدرتها على العمل".

ولفت نحاس، إلى إمكانية "اختراق قطاع غزة من قبل العديد من الأجهزة الأمنية المختلفة، ومنها عربية إضافة إلى الإسرائيلية"، مرجحا أن يكون هناك "تعاون وتنسيق أمني إسرائيلي مع دول عربية وغيرها داخل قطاع غزة".

ونوه الخبير، أن "إسرائيل في السنوات الماضية تتباهى بالأمور الغامضة وغير المفهومة، وتتحدث عن تمكنها من اختراق العديد من الأجهزة الأمنية العربية، وتحاول أن تخلق هاجسا أمنيا بوجود تغلغل أمني في تلك الدول، لكنه على أرض الواقع ما زال في العديد من الحالات غير مثبت علميا؛ وهذا قد يوجد أو لا".

اختراق أمني إسرائيلي

وأضاف: "في لبنان كمثال؛ هناك من المؤكد حالة اختراق أمني إسرائيلي إلى حد ما"، لافتا أنه "مع وجود نوع من المكاشفة، نجد أن إسرائيل تتعاطى مع الأمر بشيء من النشوة وتعزيز قوتها، على الأقل من باب نجاحها في تصفية شخص ما".

ومع الإقرار بأن "هناك إشكالية في أداء حركة حماس، ظهرت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير عام 2014، ووجود العديد من الأشياء المكشوفة والمخترقة على مستويات معنية، تتم هناك عملية تقويم وتصحيح من قبل حماس المحاصرة"، بحسب الخبير نحاس الذي نبه، أنه "إذا بقيت حماس تعمل في ذات المجال ومع مرور الزمن، فستحدث عملية تآكل حتى في الأجهزة العاملة".

اقرأ أيضا : عائلة "أبو ليلة" تتبرأ من ابنها قاتل "فقهاء" وتطالب بالقصاص

من جانبه، أوضح الخبير الأمني إبراهيم حبيب، أن "حرب المعلومات والجواسيس قائمة ومستمرة، وهي جزء من المعركة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال"، منوها أن "المقاومة ستبقى يقظة، وإسرائيل ستسعى جاهدة لتجنيد المزيد من العملاء، عبر ما تمتلكه من أدوات قوة تجعل من تجنيد بعض الضعفاء أمرا يسيرا عليها".

وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن من هذه الأدوات "تحكم الاحتلال في المعابر، الحالة الاقتصادية، والتهديد والابتزاز بأنواعه"، مضيفا: "كما أن المقاومة والأجهزة الأمنية وخاصة جهاز الأمن الداخلي بغزة، لديهم بعض الأدوات والأساليب التي باتت قادرة على مواجهة ألاعيب المخابرات الإسرائيلية".

وأشار حبيب؛ إلى أن "المقاومة في المرحلة الأخيرة كانت لها اليد الطولى، ووجهت ضربة أمنية موجعة للاحتلال، وتمكنت من تجريده من الكثير من العملاء، وما تبقى في اعتقادي هو أعداد محدودة يمكن مواجهتهم والحد منهم بشكل كبير"، مقرا بأنه "مع تلك النجاحات هناك إخفاقات أيضا".

عملاء حاقدون أو مضللون

وحول السبل التي يمكن للمقاومة اتباعها للحد من ضرر العملاء، شدد الخبير على ضرورة القيام "بمجموعة من الإجراءات لمواجهة سعي الاحتلال المتواصل لتجنيد العملاء، منها؛ اعتماد إجراء أمني صارم ومتابعة أمنية حثيثة".

وأضاف: "يجب العمل على إيجاد عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه الارتباط بالاحتلال والقيام بأعمال تستهدف المقاومة أو أبناء شعبنا، مع الاستمرار في عمل حملات توعية لمخاطر الوقوع في براثن العمالة تتعاون فيها الأجهزة الأمنية مع كافة الوزارات المعنية".

ونوه الخبير الأمني، لأهمية "المراقبة الأسرية الجادة لأي سلوك منحرف من قبل أحد أفراد العائلة"، مشددا على أهمية أن "تتحسس حماس، أحوال الناس في ظل استمرار الحصار والوضع الاقتصادي الصعب".

اقرأ أيضا : "عربي21" تحصل على تفاصيل تُكشف لأول مرة عن اغتيال فقهاء

وبخصوص تأثير "الضربة الأمنية الموجعة" التي وجهتها المقاومة للاحتلال، وتأثيرها على دفع العملاء للاستجابة لحملات العفو التي تطلقها الداخلية بين الفينة والأخرى، قال حبيب: "لا أعتقد أنها كافية، فهناك جزء كبير من الجواسيس تمرس في هذا العمل ويظن أنه لن يكشف، في ظل تطمينات ضباط مخابرات لهم".

وفي ظل هذه الظروف؛ "تحقق حملات العفو التي تطلقها الداخلية نجاحات محدودة، وقلة من العملاء المضللين هي التي تبادر بتسليم نفسها، والباقي يبقى مكابرا حتى تأتي لحظة القبض عليه"، بحسب الخبير الذي لفت إلى وجود "جزء كبير من العملاء يعمل جاسوسا بناء على قناعة، وهنا تكمن الخطورة"، وفق تقديره.

ونبه حبيب، لوجود "عملاء حاقدين؛ يتعاونون مع الاحتلال ليس طلبا للمال وإنما لتنفيذ رغباتهم الدنيئة في ضرب المقاومة واستهداف أبناء شعبهم، وهؤلاء من المستبعد أن يبادروا بتسليم أنفسهم".
التعليقات (0)