مقالات مختارة

ترامب وجه الرأسمالية الحقيقي

وليد الرجيب
1300x600
1300x600
إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخروج من الاتفاقية الدولية الخاصة بالمناخ والاحتباس الحراري، الموقعة من أكثر من مئة دولة، هو قرار مستغرب. لكن لم يعد اليوم شيء في التحولات الدولية أو سلوك ترامب ما يدعو إلى المفاجأة والاستغراب، فقد عودنا هذا الرئيس المثير للغضب والجدل أن نستيقظ كل يوم على قرار أو سلوك أو تصريح غريب.

إن أعتى الدول الرأسمالية تعترف بأن العالم يتجه لتدمير كوكب الأرض، إذا ما استمرت هذه الدول في طريقة تعاملها مع البيئة التي أصبحت من أخطر ما تواجهه البشرية، حيث تعادل خطورتها الحروب واستخدام أسلحة الدمار الشامل.

ولم تتجرأ الدول الرأسمالية الصناعية على ردع المصانع التي لا تعبأ بتلوث البيئة وآثاره على كوكب الأرض والإنسان، لكن كعادتها تتحرك عندما تصبح الأمور على شفا الهاوية، فهي تدمر ثم تحذر من النتائج ثم تدعو إلى التحرك، فهي تصنع الأسلحة النووية ثم تحذر من استخدامها ومن خطورتها ثم تدعو إلى اتفاقيات للحد من التسلح النووي، وتنتهك حقوق الإنسان في كل مكان وبشتى الطرق ثم تدعو إلى إنشاء منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان... وهكذا.

ومع ذلك لم تكن جادة في يوم من الأيام للحفاظ على البيئة أو الحد من سباق التسلح أو وقف انتهاكات حقوق الإنسان، بل لم تكن جادة في القضاء على الإرهاب في العالم، الذي خرج من عقاله وبدأ يضرب يمينا ويسارا في أرجاء الأرض.

وحده الرئيس الأمريكي يبدو منسجما مع نفسه ومع سياسته الاقتصادية ومبادئه الرأسمالية اللاأخلاقية، ففي الوقت الذي تدعي فيه الدول الرأسمالية في أوروبا على عكس ما تفعله وتؤمن به، يظهر ترامب وجه الرأسمالية البشع ويجاهر به دون حياء ويسمي الأشياء بمسمياتها.

إن ترامب كالعدسة أو الكاميرا عالية الجودة والدقة، التي تعكس بصدق بشاعة الرأسمالية، فلا تستطيع أن تخدع الإنسان بادعاءاتها، وكأنها تسعى إلى حتفها الحتمي دون تسويف، لم يعد لترامب ما يخفيه، فهو يقول بصراحة سأدمركم وسأدمر الكوكب، وسأستولي على خيراتكم وثرواتكم وعرق جبينكم.

الرأي العام الكويتية
0
التعليقات (0)