قضايا وآراء

سلة أوروبا تتسع لمزيد من البيض الفلسطيني.. هل آن الأوان؟

رائد أبو بدوية
1300x600
1300x600
ضربتان من العيار الثقيل، انفصال بريطانيا من جهة، والسياسة الأمريكية الجديدة تجاه أوروبا من جهة ثانية، إضافة إلى العديد من التحديات التي تواجه صمود الاتحاد الأوروبي.

من الواضح أن أوروبا لم تعد بأمنها واقتصادها وأزماتها ووحدتها، مركز اهتمام رئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية.

رب ضارة نافعة. فلعل ما يسلكه ويصرح به ترامب تجاه أوروبا سيشكل رافعة لها لتنهض بنفسها ووحدتها، وتعيد اعتبارها كفاعل سياسي رئيسي في رسم سياسات العالم، وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط. هذه المنطقة من العالم التي تؤثر وتتأثر بأوروبا وأزماتها، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

أصبح واضحا أن سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط يحكمها محركان رئيسيان، أولهما إحياء وتغذية علاقات تحالفية تقليدية مع بعض دول المنطقة، وذلك للحد من التغلغل الروسي الإيراني في المنطقة، وثانيهما دعم إسرائيل اللامحدود وهي الحليف الأمريكي صاحب حق الامتياز من بين باقي الحلفاء.

ففي ظل انشغال واضح لكثير من الدول العربية في تعزيز أواصر الصداقة مع ترامب الضامن لاستقرار ووجود كثير منها في مواجهة التحديات الإقليمية، ستستمر سياسة الدعم اللامحدود لإسرائيل تجاه إدارة الصراع وفق الرؤية والشروط الإسرائيلية، والتي تتجه إلى بقاء الحال على ما هو عليه في الأراضي الفلسطينية (حكم ذاتي محدود) في ظل استمرار إسرائيل في خلق واقع ديمغرافي جديد يميل لكفة المصالح الإسرائيلية، وهو ما من شانه عمليا إنهاء رؤية حل الدولتين الذي تتبناه أوروبا قد يعقبه وتفجر للأوضاع.

وطالما ظل حال هذا التحول في السياسة الخارجية تجاه أوروبا عامة، والسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة وتجاه القضية الفلسطينية خاصة والتي لا تأخذ بعين الاعتبار كثيرا المصالح الأوروبية في المنطقة. ونظرا لما يشكله الشرق الأوسط واستقراره من عوامل مهمة لاستقرار أوروبا، وما تشكله القضية الفلسطينية وما يشكله حلها أو تصعيدها، أو حتى إدارتها، من أثر بالغ على أوروبا. ستجد أوروبا نفسها مضطرة أن تلعب دورا مغايرا عما اعتادت عليه الحكومات الأمريكية السابقة.. دورا تقل معه نقاط الالتقاء مع الرؤية الإسرائيلية والأمريكية حول الصراع.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل أدرك الفلسطينيون الضربة التي تلقتها القضية الفلسطينية بمجيء ترامب إلى الحكم؟! وهل هذا هو الوقت المناسب للدخول في تسويات خطيرة مع الإسرائيليين في ظل حكم اليمين الإسرائيلي وحكم ترامب؟

من الواضح أن ما يحتاجه الفلسطينيون اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ قليل من الوحدة، مع تحريك للشارع وإطلاق حراك دبلوماسي في المؤسسات الدولية المختلفة، بالإضافة إلى وضع كمشه من البيضات الفلسطينية في سلة أوروبا، لما فيه مصلحة مشتركة للسلة والبيضات.
التعليقات (0)