سياسة عربية

إنزال أمني بشاطئ مغربي يثير سخرية نشطاء التواصل (شاهد)

طالب المحتجون بالشاطئ إلى الإفراج عن كافة معتقلي الحراك- فيسبوك
طالب المحتجون بالشاطئ إلى الإفراج عن كافة معتقلي الحراك- فيسبوك
أثار حصار قوات الأمن لنشطاء توجهوا لشواطئ مدينة الحسيمة (شمال المغرب) للاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 وجاء هذا الإنزال الكثيف للقوات الأمنية بشواطئ المدينة بعد النداءات التي انتشرت على صفحات "فيسبوك" دعت إلى تنظيم مسيرة احتجاجية أمس الأحد من شاطئ اصفيحة إلى شاطئ السواني للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحراك.

وقال الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال (معارض) تعليقا على الإنزال الأمني، إن منظر قوات الأمن على شاطئ البحر بالحسيمة "مثير للسخرية وأشياء أخرى"، في حين تساءل الناشط محمد أمزيرن: "على شاطئ البحر.. ليس هناك قطع طريق ولا تكسير ولا حماية لأملاك المواطنين.. فلماذا إذن نزلت قوات الأمن للشاطئ؟".

في حين قال عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الريف، المحامي إسحاق شارية، على حسابه بـ"فيسبوك": "البحر وراءكم والقوات العمومية أمامكم، فليس لكم إلا النصر بالسلمية، والإبداع في سبيل إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق المطالب العادلة". 

ولفت شارية في تدوينة أخرى إلى أنه "من يمس بهيبة الدولة، هو من أعطى التعليمات لقوات الأمن للنزول إلى الشواطئ، ودخول البحر من أجل منع المحتجين من التعبير عن مطالبهم".

فيما قال أحد النشطاء ساخرا إن "قوات السيمي (القوات المساعدة) أصبحت برمائية بفضل حراك الريف وسننتظر في الأيام المقبلة تدخل قوات المارينز".

بدوره علق عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، حسن حمورو، على المشهد قائلا: "ظهر "القمع" في البر والبحر!"، فيما قال الصحافي نور الدين البيار ساخرا: "من تعويم الدرهم إلى تعويم الاحتجاج... إبداع مغربي خالص"، في السياق ذاته قال ناشط آخر: "الدولة قررت تعويم الدرهم والريف قرر تعويم المخزن".

وتساءل نشطاء حول الهدف من إعطاء تعليمات لقوات الأمن والدرك بالنزول إلى الشاطئ والدخول إلى البحر لمطاردة المحتجين رغم أنهم كانوا سلميين.

الصفحات المهتمة بمدينة الحسيمة وحسابات نشطاء حراك الريف على "فيسبوك"، امتلأت بدورها بصور قوات الأمن على شواطئ المدينة، مع تعليقات ساخرة، جاء في بعضها: "لأول مرة بعد الاستقلال.. المغرب في استعداد من أجل تحرير جزيرة النكور من الاستعمار الإسباني"، و"وفاة 3 جنود إسبان بجزيرة النكور المحتلة، والطبيب الشرعي كيحلف ويعاود (يقسم ويعيد) أنهم ماتوا من شدة الضحك".

بالمقابل، اعتبرت النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، حنان رحاب، أن الاحتجاجات في شواطئ الحسيمة هي "خطأ كبير وتعدي على حرية المصطافين، وضرب لجزء أساسي من اقتصاد المنطقة"، مشيرة إلى أنها تتضامن مع الحراك وتساند الاحتجاجات والمطالب التي ينادي بها النشطاء.

واعتبر الإعلامي محجوب بن سيعلي في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك" أن من قرر نقل الاحتجاج إلى شواطئ الحسيمة "يدق آخر نعش في الاقتصاد الموسمي للمنطقة ويدفع كثيرين إلى إعلان الإفلاس، وآخرين للمغادرة وتغيير وجهات اصطيافهم بعدما قرروا من باب التضامن قضاء عطلهم على شواطئ الحسيمة".

كما انتقد من أعطى الأوامر بنزول الأجهزة الأمنية إلى الشواطئ بطريقة وصفها بـ"الكاريكاتورية"، وقال إن هذا الفعل "يشوه صورة الوطن ويزيد الطين بلة ويزيد من تكريس الأزمة، أما من حول الحدث إلى تنكيت فلا تعليق لدي... طلقوا الدراري وفتحوا باب الحوار راه وصل السيل الزبى... لم ينتهي الكلام".

وطوقت قوات الأمن عددا من شواطئ مدينة الحسيمة، أمس الأحد، لتفريق احتجاجات نظمها نشطاء الريف داخل البحر وعلى رمال الشواطئ، وهو ما خلق حالة هلع بين صفوف المصطافين الذين يتواجد من بينهم عدد من السياح الأجانب.

وأظهرت مقاطع "البث المباشر" على موقع "فيسبوك"، إنزالا كثيفا لقوات الأمن والدرك الملكي على شواطئ السواني واصفيحة، حيث منعت الأجهزة الأمنية المتظاهرين من إتمام مسيرتهم التي انطلقت من شاطئ اصفيحة في اتجاه شاطئ السواني، عصر أمس.

المحتجون رفعوا شعارات نددت بحملة الاعتقالات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، وطالبوا بإطلاق سراح كافة المعتقلين ورفع "العكسرة" والتهميش عن المنطقة، معتبرين أن احتجاجاتهم على شواطئ المدينة، يأتي في ظل تطويق شبه تام لقوات الأمن لمختلف الشوارع والساحات التي كانت تشهد احتجاجات في المدينة منذ ما يقارب 8 أشهر.

                            
                            
                            
                            
                            
                            
التعليقات (0)