مقابلات

محسوب يتحدث لـ"عربي21" عن تدشين الجبهة الوطنية المصرية

أكد محسوب أن الجبهة لا تطلب من أطرافها التخلي عن أفكارها
أكد محسوب أن الجبهة لا تطلب من أطرافها التخلي عن أفكارها
* ندعو الجميع للعمل معا لاستكمال خطوات تأسيس الجبهة وتنسيق جهود العمل المشترك.
* امتداد الجبهة بين الخارج والداخل قفزة جديدة في اتجاه توحيد الجماعة الوطنية.
* لن نحتكر بناء الجماعة الوطنية، بل سنستكملها مع الجميع.
* عودة الرئيس مرسي ليست مطلبا إخوانيا فقط، بل مطلب جزء من أبناء الجماعة الوطنية.

كشف وزير الشؤون القانونية والبرلمانية المصري الأسبق، محمد محسوب، عن أن الجبهة الوطنية المصرية، التي تم الإعلان عنها الاثنين، ستبدأ فعاليات داخل مصر قريبا.

ودعا محسوب، في مقابلة مع "عربي21"، الجميع للعمل يدا بيد في استكمال خطوات تأسيس الجبهة، وتنسيق جهود العمل المشترك؛ لتحقيق أهداف ثورة يناير ومكتسباتها.

وأشار إلى أن مؤسسي الجبهة تواصلوا مع عدد كبير من الشخصيات والرموز والقوى الوطنية داخل مصر وخارجها، مؤكدا أن امتداد الجبهة بين الخارج والداخل يُمثل "قفزة جديدة في اتجاه توحيد الجماعة الوطنية".

ونوه محسوب، وهو عضو بالهيئة التنسيقية للجبهة الوطنية المصرية، إلى أن الظروف الراهنة اقتضت تأجيل إعلان أعضاء الهيئة التنسيقية للجبهة من الداخل، خاصة في ظل ما وصفه بـ"الأسلوب القمعي المنفلت والمهووس الذي يتبناه النظام"، مستدركا بقوله: "لكن هذا الأمر سيتغير قريبا".

وأكد محسوب، من جهة أخرى، أن مطلب عودة الرئيس محمد مرسي ليست مطلبا إخوانيا فقط، بل هو "مطلب جزء من أبناء الجماعة الوطنية".

وقال محسوب إن الجبهة لم تطلب من أي فريق أو فصيل أن يتنازل عن رأيه الخاص في أي مسألة، واصفا الجبهة بأنها "مظلة؛ ليتكامل تحتها الجميع، ويتناقشوا فيما اختلفوا فيه برقي، وبما يستحقه الوطن من مسؤولية".

وفيما يلي نص المقابلة:

* هل تواصلتم مع أحزاب وقوى وشخصيات أخرى في الداخل بشأن تدشين الجبهة الوطنية؟ ولماذا لم تظهر بين الموقعين؟

- تواصلنا مع عدد كبير من الشخصيات والرموز والقوى الوطنية، لكن لاحظ أن الدولة المصرية حجمها هائل، والنخبة السياسية والاجتماعية المصرية حجمها يتناسب مع ذلك، ومن ثمّ لا يُمكننا أن نزعم أننا استطعنا أن تواصل مع الجميع. لكن بالتأكيد تواصلنا مع الأغلبية، بالإضافة إلى أن جهود الجبهة -قبل الإعلان عن بدء نشاطها تحت التأسيس- هي جهود معلنة ومتواصلة، وبالتالي من لم نتواصل معه وجها لوجه فإن رؤية الجبهة وصلت لكل القوى السياسية التي نقدرها جميعا، وبالتالي نشكر كل من تواصلنا معهم، ونعتذر لكل من عجزنا عن الوصول إليهم.

وقد حرصنا أن يكون رئيس الجبهة الأول من الداخل، وهو السفير المناضل إبراهيم يُسري، وتوافق معنا العشرات من الرموز والقوى السياسية الذين تواصلنا معهم من الداخل، وإن اقتضت ظروف المرحلة في هذه اللحظة أن نؤجل إعلان أعضاء الهيئة التنسيقية من الداخل بالنظر للأسلوب القمعي المنفلت والمهووس الذي يتبناه النظام، لكن الأمر سيتغير قريبا، وستبدأ فعاليات الجبهة في الداخل قريبا إن شاء الله.

* أي كيان أو جبهة ينبغي أن يكون له هيكل واضح (رئيس ونائب رئيس وأمين عام ومتحدث رسمي و...)، فلماذا لم تعلنوا عن هيكل واضح للجبهة الوطنية؟ 

- الجبهة لم يُعلن تأسيسها، بل أُعلنت الخطوة الأولى ببدء الطريق إلى تكوينها، ونحن لن نستقل ببناء جبهة وطنية بمفردنا، ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك، ولذلك دعونا الجميع لنبدأ يدا بيد في استكمال خطوات التأسيس، وتنسيق جهود العمل المشترك لتحقيق أهداف ثورة يناير ومكتسباتها. وقد أعلنا رئيسا شرفيا للجبهة، وأعلنا هيئة تنسيقية لها متنوعة الانتماءات؛ لتعبر عن طيف سياسي متنوع، وهو شكل أولي يتناسب مع كون الجبهة "تحت التأسيس"، ومع المهام الموكولة لها بهذه المرحلة.

* ما الذي يجعل الجبهة مختلفة عن غيرها من الكيانات التي تم تأسيسها سابقا؟

- الجبهة ليست كيانا مُغلقا، ولم تطرح رؤية محددة تسعى لفرضها على أبناء الوطن، وتؤمن أن أعظم رؤية وأعظم خطة وأعظم كيان هو ما تبنيه أطراف الجماعة الوطنية معا؛ لذا فهي ليست كيانا منافسا لأحد، بل مظلة جامعة لكل المختلفين.

كما إنها لم ولن تدعي أنها تجمع الوطنيين الوحيدين أو أصحاب الرأي الصائب الذين لم يُخطئوا، بل هي رابطة تجمع من أخطأ ومن لم يُخطئ -إن وُجد- كما أنها لا تعبر عن وجهة نظر فصيل أو تيار بعينه، ولن تسمح بأن يُعبر عنها فصيل أو تيار، بل تسعى لتجمع كل الأصوات المختلفة؛ لتؤلف منها موسيقى متناغمة لصوت وطني واحد، وإن اختلفت نغماته، لكنه يخلق في مجمله مقطوعة فنية تعبر عن وحدة الوطن، بالإضافة إلى أن امتدادها بين الخارج والداخل يُمثل قفزة جديدة في اتجاه توحيد الجماعة الوطنية.

* البعض يصف الإعلان عن الجبهة الوطنية بأنه الخطوة الأهم والأكبر بالنسبة للثورة المصرية.. فهل هي كذلك بالفعل؟ ولماذا؟

- إعلان الجبهة دون احتكار للرؤى ولا للوطنية ولا للحقيقة هو العمل الأول منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، بل منذ أن اختلفنا في اليوم الـ19 بعد انفضاض ميدان التحرير في 11 شباط/ فبراير 2011؛ لأنها لا تستند إلا إلى روح المواطن، والتمسك بالوطن، والسعي لجعله في المكانة التي يستحقها، وليجعله وطنا يسع الجميع، ويمنح الجميع العدل والسعادة والرخاء.

* هل تعتقدون أن الإعلان عن هذه الجبهة تأخر كثيرا، خاصة أنه أتى بعد مرور أربعة أعوام على الانقلاب؟

- بالفعل، تأخر كثيرا جدا، ويبدو أن كل الحركات الوطنية في مواجهة مستحقات ثورة وواجبات مناهضة انقلاب على هذه الثورة تحتاج لأن تكرر كل الأخطاء لتعود للقناعة الأساسية والقاعدة الأولى؛ أنه لا يستطيع أن يبني وطنا أو يُحقق حلم شعب إلا جماعة وطنية واحدة موحدة.

* جماعة الإخوان المسلمين ترى أن من سلبيات وثيقة مبادئ العمل المشترك عدم النص صراحة على عودة الرئيس مرسي وعودة الشرعية التي أفرزها الشعب المصري في كل انتخاباته.. فلماذا لم يتم النص صراحة على هذا؟

- لم نسمع من جماعة الإخوان المسلمين ذلك، فقد كانت كلمات ممثليهم في الهيئة التنسيقية للجبهة واضحة بإدراكهم وقبولهم بالمعادلة التي تسعى الجبهة للتوافق عليها. ومطلب عودة الرئيس مرسي ليس مطلبا إخوانيا فقط، بل هو مطلب جزء من أبناء الجماعة الوطنية، نقدره ونحترمه، وتقديرنا لكل القوى الوطنية بكل أطيافها وانتماءاتها، لكن الجبهة لم تطلب من أي فريق أو فصيل أن يتنازل عن رأيه الخاص في أي مسألة، فكل ما يقتضيه الوجود داخل الجبهة أن تكون قابلا للاستماع للمختلف معك، وللوصول إلى آليات لحل الخلافات وإدارتها؛ حتى لا تتحول لنزاعات لا يستفيد منها سوى الاستبداد الذي يعتاش على انقسام الجماعة الوطنية. والجبهة ليست منصة للتنازل عن شيء، بل مظلة ليتكامل تحتها الجميع، ويتناقشوا فيما اختلفوا فيه برقي، وبما يستحقه الوطن من مسؤولية.

ووثيقة "مبادئ العمل المشترك" تضمن لكل طرف أن يتمسك بما يعتبره ثوابته، والجبهة تصنع دائرة تحدد المتوافق عليه، وأخرى للمختلف فيه، وتضع للمتفق عليه آليات لتفعيله، وللمختلف فيه أدوات لنقاشه وآليات لحسم الخلاف إن استعصى على الحل. فالجبهة مظلة تعاون بين المختلفين، وليست حزبا سياسيا يفرض على كل أطرافه الإيمان برأي واحد ورؤية محددة.

* لكن الإخوان تحدثوا عن "سلبيات" وثيقة "مبادئ العمل المشترك" في وثائق داخلية خاصة بهم، بينما أنت تقول لم نسمع بذلك؟

- ما لم أسمعه ممن ينتمون للإخوان في الجبهة هو أنهم اعترضوا على الوثيقة، ففارق بين أن الوثيقة لا تلبي 100 في المئة من متطلبات أي طرف، وأن يكون أي طرف بالجبهة رافضا لها. الجميع يقبلها مع علمه أنها لا تتطابق مع رؤيته 100 في المئة؛ لأن التعاون يقتضي أن يكون في المتفق عليه وفتح الطريق لمناقشة المختلف فيه.

أما تحفظهم بهذا الشأن (عودة الرئيس مرسي والشرعية)، فهو ثابت في كل حواراتنا خلال فترة التجهيز لإطلاق الجبهة. وبهذه المناسبة، أوجه التحية لكل من سعى لإطلاق هذه الجبهة، وهو يدرك أنها لا تتطابق 100 في المئة مع رؤيته؛ لعلمه أنها تجمع أغلبية أبناء الجماعة الوطنية.

* هل وضعتم آليات وخططا لتقييم ومراجعة أداء الجبهة على المستوى القصير والمتوسط والطويل؟

- حوكمة أي عمل وإعادة النظر فيه وتقييمه كل فترة هو أساس نجاحه، والجبهة وهي تبدأ خطواتها الأولى بدأت بتقييم يومها الأول في اليوم التالي، ومسموح لكل مواطن ولكل من يهتم بالشأن العام أن يقدم رؤيته لعملها ومقترحاته؛ لتعظيم أثر جهودها، وسيكون لنا وقفة كل ثلاثة أشهر وتقرير حول الإيجابيات والسلبيات.

* هل لديكم رؤية واستراتيجية ومشروع متكامل لكسر الانقلاب العسكري، ومرحلة ما بعد إسقاطه؟

- الرؤية المكتملة تبنيها جبهة مكتملة، ولن نحتكر بناء هذه الرؤية ووضع الاستراتيجية، إنما ستقوم بذلك جبهة مكتملة تضم الجميع، وما قدمناه هو خطوط عامة؛ لتكون أسسا للبناء عليها، ونملك مقترحات ودراسات نعتقد أنها شاملة ومُبدعة، خصوصا أن خلف بعض منها متخصصين كبارا وأكاديميين مرموقين، وسنضع ذلك تحت عين الجماعة الوطنية في اللحظة التي يكتمل فيه بناء الجبهة.

* ما هي الخطوات التي تعتزمون اتخاذها خلال الفترة المقبلة؟ وما هو المأمول والمنتظر من الجبهة الوطنية؟

- الجهد الأساسي سيستمر لفترة في اتجاه التواصل مع القوى الوطنية واستكمال خطوات بناء الجبهة الوطنية، لكن ذلك لن يمنع عن إدارة بعض الملفات ذات الطابع العاجل، ومن بينها قضية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير ومضيق تيران الاستراتيجي والمهم للأمن القومي العربي والمصري، وكذلك قضايا التعذيب والاعتقالات وأحكام الإعدامات، وملف الفساد والأموال المنهوبة، وسنُعلن عن بعض الجهود في هذا المجال لاحقا.

* ما هو موقف الجبهة من انتخابات الرئاسة القادمة؟ وكيف ستتعاطون معها؟

- الجبهة لن تحمل رؤية تفرضها على القوى السياسية، إنما ستكون مظلة لإدارة نقاش موسع ووضع رؤية موحدة للخروج من هذا العار التاريخي الذي تمر به حياة الأمة المصرية في هذه الفترة؛ لذلك ندعو كافة القوى السياسية ألّا يُخطئوا مرة جديدة بالانسياق وراء رؤية سياسية قصيرة ويتبنوا مواقف منفردة بعيدا عن الجماعة الوطنية.

ولا أُفضل أن أعلق على مواقف أي طرف، أو أي ابن من أبناء الجماعة الوطنية المصرية، لا سلبا ولا إيجابا، إنما أفضل أن أدعو كل صاحب مشروع خاص أو حزبي أن يحمله لحضن الجماعة الوطنية، التي تفصل فيه برأي يجمع أطرافها، ويُحقق مصلحة الوطن في مواجهة سلطة لا تعرف للوطن كرامة، إلا أنه بقرة يحلبونها، ولا قيمة للانتخابات إلا أنها فرصة للإيهام بأن لهم شرعية شعبية يصطنعونها اصطناعا بإجراءات مخجلة وتشريعات مقيدة وممارسات قمعية، ولن يكون لأي مشروع فرصة نجاح إلا إذا كان مشروعا واحدا لجماعة وطنية واحدة، وهو ما نسعى له.

* هل أنتم متفائلون بنجاح الجبهة الوطنية خلال الأيام المقبلة؟ أم أنها ستكون مثل غيرها من الكيانات التي ظهرت ولم تحقق الهدف من وجودها؟

- النجاح مأمول، والفشل هو جزاء أي عمل تشوبه التطلعات الخاصة، أو تختلط به أغراض حزبية أو فئوية أو طائفية، فكلما تخلصنا من أمراض الشخصنة والتحزب والتخندق خلف الأيديولوجيا، وتقدمنا نحو رحاب الوطن وأرضية المواطنة وصفّ مقاومة الظلم والاستبداد والإفقار والتفريط في الأرض سيكون النجاح حليفنا إن شاء الله.
3
التعليقات (3)
يوسف حسن
الخميس، 06-07-2017 11:28 ص
ليس لهم وزن ولا تأثير على أرض الواقع، ليس لهم قاعدة شعبية مؤثرة، الدليل على ذلك هو صناديق الانتخابات.
يوسف حسن
الخميس، 06-07-2017 06:56 ص
(1)المفروض أن يكون التفاوض بين القوتين المتصارعتين وهما الإخوان والنظام الحاكم، أما التفاوض مع غير النظام الحاكم فهو تفاوض بين طرف قوي وطرف ضعيف على أرض الواقع، وبالتالي فإن الإخوان يهدرون قوتهم. (2)عندما يتنازل الإخوان عن عودة مرسي ولو بشكل جزئي؛ فهم يتنازلون عن شئ لا يملكونه، ويتنازلون لطرف ضعيف دون مقابل من الطرف القوي الحقيقي وهو النظام الحاكم، وسوف يصبح هذا التنازل أمراً واقعاً، وسوف يتبع ذلك المطالبة بتنازلات أخرى واحداً تلو الآخر، وهذا التنازل هو تكرار لأخطاء الإخوان السابقة.
همام الصعيدى
الخميس، 06-07-2017 05:03 ص
دا من جماعة السلمية و ثورجية الميكروفونات. ابقى قابلني لو فلحتم. افتحوا السيفون.