سياسة عربية

كاتبة سعودية تُغضب المصريين.. فكيف ردوا عليها؟

المنتقدون لمقال الكاتبة تفاجؤوا من غياب أي لوم للحكومة أو لسلطات الانقلاب - ا ف ب
المنتقدون لمقال الكاتبة تفاجؤوا من غياب أي لوم للحكومة أو لسلطات الانقلاب - ا ف ب
أثار مقال لكاتبة سعودية عن أزمة جزيرتي "تيران وصنافير" الأربعاء، غضب المصريين.

وفي جريدة "جود نيوز جورنال" وجهت الكاتبة زينب علي البحراني حديثها للمصريين تحت عنوان "ما يعرف وما لا يقال"، وقالت إنهم قبضوا ثمن جزيرتي (تيران وصنافير)، وأن المملكة تعبت من كثرة تقديم المساعدات لمصر دون مقابل، مؤكدة أن العمالة المصرية بالسعودية يمكن الاستغناء عنها في الوقت الذي لا تستطيع فيه مصر توفير فرص عمل للمصريين بالسعودية.

وزعمت أن السعودية لو عرضت مليار جنيه على كل مصري مقابل أن تحصل السعودية على مصر كاملة فإن أكثر المصريين سيقبلون ما عدا قلة ثورية وصفتهم بالذين يملكون كرامة أصيلة.

اقرأ أيضا: هل زار الملك سلمان جزيرتي تيران وصنافير؟

وقالت البحراني إن "جزءا من الشعب المصري يرتدي ثوب (الثائر لكرامة أرضه) ثم سرعان ما ينسى الأمر عندما يلمح (عقد عمل) في السعودية".

وتساءلت: "هل الحكومة المصرية مستعدة لاسترداد ملايين المصريين العاملين بالسعودية وتوفير أعمال بأجور كريمة لهم بمصر؟ الجواب: (لا)، هل ملايين العاملين بالسعودية مستعدون للعودة والاستقرار في مصر وترك حياتهم إلى الأبد بالسعودية؟ الجواب: (لا)، هل حقا أعمال المصريين بالسعودية مهمة ولا يمكن للشعب والاقتصاد السعودي الاستغناء عنها؟ أنا كسعودية أعرف الظروف لدينا جيدا وأقول لكم: (لا)".

وأضافت الكاتبة السعودية: "وما فتح أبواب استقدام العاملين من مصر إلا في إطار اتفاقات سياسية تساعد بها الحكومة السعودية حكومة مصر على تجاوز الأزمة وليس لاحتياج حقيقي في سوق العمل".

وعادت لتتساءل "هل تستطيع مصر إرجاع كافة المساعدات المادية التي تلقتها من السعودية سابقا؟ الجواب هو: (لا)، هل تستطيع إرجاع المليارات التي تم دفعها مقابل (تيران وصنافير)؟ الجواب: (لا)، سؤال أخير: لو تم دفع مليار لكل مصري مقابل أن يترك مصر، ويتخلى عن الجنسية المصرية، ويقيم بالسعودية مقابل أن تأخذ السعودية مصر كلها وتسجلها باسمها هل سيرفض كل المصريين ذلك أم سيقبله أكثرهم ويرفضه أقلّهم؟".

وأكدت البحراني أن السعودية اشترت الجزيرتين بأموالها، قائلة: "مصر كانت بحاجة إلى دعم مالي، والسعودية سئمت من دفع الأموال دون مقابل، وكان لا بد من اتفاقية تحل المشكلة، وهكذا كان ما كان".

وأضافت: "بالتأكيد هناك شريحة نادرة من الأصدقاء المصريين المثقفين الذين يملكون كرامة أصيلة، وهم على استعداد للموت دون التفريط بشبر واحد من أرض مصر، لكن ما أثر هؤلاء مقارنة بالأكثرية الساحقة التي تريد أن تعيش والسلام؟".

 أهانت الشعب وتجاهلت الانقلاب

منتقدو المقال أكدوا أنه يجر الحديث نحو الشعب المصري ويتهكم على أوضاعه الاقتصادية والإنسانية وفيه شيء من التعالي والمعايرة؛ دون أن توجه الكاتبة أي لوم للحكومة أو لسلطات الانقلاب.

وفي رده على مقال البحراني، قال لها المصري بشار طلال، من قبيلة المساعيد العربية بسيناء، إن "حديثك؛ سهم ذو رأسين، وكلماتك ضرب وجزرة، وعين وعيد"، مؤكدا أن "مصر وأبناءها المغتربين سيعودون إليها؛ عندما نسترد حقوقنا بالداخل قبل استرداد (تيران وصنافير)".

وأضاف عبر تعليق بالصحيفة ناشرة المقال: "ماذا كان احتياج مصر لكم حينما كنتم بلا زرع ولا ماء ولا بترول، وكانت مصر تطعم معظم أهل الجزيرة العربية، ولم تكل أو تمل وكان أهلوكم يأتون مصر بقوافل لأخذ الحبوب والدقيق والسكر والأرز والشاي والسمن والملابس، وبأوامر ملكية تأخذون ما تريدون من خير مصر؛ وكانت مصر بالنسبة لكم كمن صعد برحلة للفضاء".
 
مبروك لإسرائيل
 
ولفت الناشط إيهاب خليل، انتباه الكاتبة السعودية إلى أصل القضية كما يراها المصريون، وقال في تعليقه إن المملكة لن تستفيد من "تيران وصنافير"، وأن المستفيد الأكبر من وضعهما تحت السيادة السعودية هو الكيان الصهيوني، وأن هذا هو ما أغضب الشعب المصري، وليس كرها في السعودية، وختم رده بقوله: "مبروك لإسرائيل السيادة على البحر الأحمر".
 
جت تكحلها عمتها
 
ووجه الإعلامي المصري، عماد البحيري، انتقاده لكاتبة المقالة وقال إن "هذه الكاتبة نفذت المثل المصري القائل (جت تكحلها عمتها)".
 
وأضاف البحيري في حديثه لـ"عربي21"، أن الكاتبة السعودية "حاولت أن تبرر عدم تصدي إعلام وحكومة المملكة لموضوع سعودية (تيران وصنافير)؛ فإذا بها تعترف أن الرياض تحصلت على الجزيرتين مقابل المعونات التي تدفعها للنظام في القاهرة".

اقرأ أيضا: السعودية تشرع في بناء جسر يربطها بمصر خلال أيام
 
وطالب البحيري هيئة الدفاع عن مصرية (تيران وصنافير) بضم مقالة زينب البحراني لعريضة الدعوى، مؤكدا أنها تعد اعترافا سعوديا ببيع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي للجزر مقابل الحصول على أموال سعودية.
 
وأضاف البحيري أن "باقي المقال والذي يحتوي على معايرة المصريين بظروف عملهم في المملكة أو بمستوى معيشتهم في مصر؛ فإن أبلغ رد عليه هو التجاهل، وحتى لا نعايرهم بأيام كانت تطعمهم القاهرة في التكية المصرية قبل حكم العسكر لها في 1952".
 
واقعية بلا تأدب
 
أما الكاتب الصحفي المصري، محمد منير، فأكد أن المقال راصد لواقع حقيقي؛ لكنه بدون تأدب، ورغم ما به من مداخل اعتذارات في تأدب مصطنع إلا أنه يحمل شماتة وحقدا دفينا ليس على النظام الحاكم وإنما على الشعب المصري كله".

وأوضح منير لـ"عربي21"، أن "هناك تحاملا بالمقال على الشعب وخلطا أشك أنه متعمد بين جريمة تنازل النظام عن الجزيرتين وفساده بحق المصريين وبين مأساة الشعب المصري وظروفه بالداخل والخارج".
 
وأشار منير إلى معايرة المصريين واحتقارهم بما تقدمه المملكة من مساعدات للنظام، وقال إن "الكاتبة السعودية تقر حقيقة مهينة وهي أنه طالما نعطيك مساعدة فلا كرامة لك".
التعليقات (0)