مدونات

رسالة إلى داعمي انقلاب مصر

سعد يوسف - كاتب مصري
سعد يوسف - كاتب مصري
رسالتي إلى الدول الداعمة للانقلاب على الشرعية وإرادة المصريين على مستوى العالم وخاصة بعض دول الخليج، في الذكرى الرابعة لمذبحة رابعة العدوية ونهضة مصر.

قال الله تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) صدق الله العظيم.

أما آن للدول الداعمة للانقلاب على الشرعية في مصرنا الحبيبة أن تكفر عن خطيئتها في حق الشعب المصري بدعمه المادي والسياسي والمعنوي واللوجستي لقائد الانقلاب بمصر الذي أحرق الأخضر واليابس، وتطاول على ثوابت الأمة وهويتها، ومارس الإرهاب وزاد عليه، وجعل من العدو أخا وصديقا، ومن الأخ والصديق عدوا، وهذا بفضل مساندتكم ودعمكم في السر والعلن.

وما المليارات التي أُنفقت وظهرت في التسريبات ما هي إلا مكافأة وعلاوة استثنائية، ومنحة ملكية لقائد الانقلاب على ما قام به بحق الشعب المصري، من خطف لرئيس منتخب انتخابا حرا نزيها بشهادة العالم والمنظمات الحقوقية وغيرها من المعنيين بهذا الأمر، وكذلك الإطاحة بإرادة المصريين في اختيار رؤسائهم ونوابهم ودستورهم، ووأد مبكر جدا للديمقراطية الوليدة في البلاد.

الآن أصبحت أيديكم وأموالكم ملوثة بدماء المصريين في أكبر عملية قتل جماعي عمد في التاريخ المصري الحديث (مذبحة رابعة والنهضة ورمسيس والحرس الجمهورى والمنصة وباقي ميادين مصر المختلفة) والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف نفس بريئة، وأكثر من خمسة آلاف مصاب، والتي شهدها العالم كله على الهواء مباشرة، وعاجلا أم آجلا سيصيبكم ما أصابنا بل أشد وأفجع بما كسبت أيديكم وهذا عدل السماء، وقتها تندمون وتتحسرون على الأموال التي أنفقت في وقت لا ينفع فيه ندم وتبقى الحسرة هي الشاهد، والله الذي لا إله غيره لتسألنّ يوم القيامة بين يدي الله عز وجل ولن ينفعكم السيسي ولا غيره.

شاهدنا جميعا على الهواء مباشرة آثار دعمكم حرق للجثث والمصابين، وهدم وحرق للمساجد، وتهجير وقتل خط الدفاع الأول لمصرنا الحبيبة أهالى سيناء ورفح، واغتصاب للبنات والنساء، واعتقال الأطفال والطلاب، وكذلك العلماء بلا رحمة ولا رجولة ولا نخوة ولا شهامة، وكما رأينا وشاهدتم معنا حالات الإعدام المتكررة والاختفاء القسري، والتي لم يتوقف حتى هذه اللحظة، والتصفية الجسدية الشبه يومية للأبرياء وأصحاب الرأي وخاصة من التيار الاسلامي المعتدل، والتي لم نسمع لكم صوتا هل هي مباركة لإزهاق الأرواح، أم غض للطرف لاستكمال باقي المؤامرة وتنفيذ أحكام الإعدامات للعلماء والنساء والأبرياء والطلاب وأصحاب الرأي.

هل ماتت الضمائر وانعدمت الإنسانية فيلزم ذلك أربع تكبيرات، أم أنها طمع خبيث في ثروات مصر ومقدراتها، واعتداء صارخ على إرادة شعبها وتضامن كامل مع أعداء الإسلام؟

إن دعمكم أهدى للكيان الصهيوني والمشروع الشيعي هدية لم ولن يحلم بها إزاحة المشروع الإسلامي السني المعتدل القوي الذي كان قادرا على حماية البلاد والعباد من توغل المشروع الشيعي، والذي أصبح خطرا حقيقيا يهدد دول الخليج خاصة والمنطقة بأكملها.

إن دماء الشهداء ودموع الأطفال الأيتام، وعويل النساء الأرامل، وصراخ الأمهات على فقدان ذويهم لتلاحقكم في نومكم ويقظتكم، وصباحكم ومسائكم وفي الليل والنهار تؤرق عليكم معيشتكم وحياتكم، وسوف يكون الجزاء من جنس العمل، فمن خان القسم لا يؤتمن، وما مؤتمر غروزني والتصويت لصالح المشروع الروسي ودعم الطاغية بشار الأسد، وتطاول الإعلام المصري على داعمي الرز، عنا ببعيد.

استعدوا لدعاء أصحاب المظالم عليكم بالليل والنهار والصباح والمساء، والله لندعوهم أن يصفوا قلوبهم قبل إقدامهم لله تعالى مبتهلين بالدعاء على كل من مكن لهذا الانقلاب بمليونيات دعاء وقنوط سنتحرى فيها أوقات الإجابة ليقتص المولى - عز وجل - من كل من مكّن لهذا الانقلاب ولو بشطر كلمة لنرى عاقبة دعم الظالمين، وثقتنا بالله كبيرة، وأنه ناصر الحق لا محالة، وما جاءت به التسريبات من تطاول على بعض دول الخليج والنيل منها بكلمات حقيرة نرفضها، وهذا يدل على شخصية من دعمتموه، وما جاءت به التسريبات قليل من كثير، وما خفي كان أعظم.

إن في رقبتكم مظالم كثيرة وكبيرة في حق الشعب المصري سوف تسألون عنها بين يدي الله.

هل من وقفة لتصحيح المسار الذي يوحد الصف، ويلم الشمل، ويجمع الأشقاء، وينهي الانقلابات لتستقر المنطقة، ويعيد اللحمة الوطنية إلى سابق عهدها بعد ما اكتشفنا جميعا خطورة هذا الانقلاب على مصر والمنطقة بأثرها.

الآن الآن وقبل فوات الأوان كفروا عن دعمكم وخذوا من الإجراءات ما يلزم لتصحيح المسار وعودة الشرعية كاملة غير منقوصة للشعب المصري، ورفع الحصار الظالم عن الأشقاء، وذوي الرحم، وتشكيل تحالف سني قوي يعيد للإسلام مجده وكرامته، وكذلك يعيد لبلاد الحرمين مكانتها إن كنتم باحثين عن مكانة مشرفة بين الأمم.

• إعلان التخلي الكامل عن قائد الانقلاب دون لبس أو غموض.
• الاعتراف بأن ما حدث في مصر انقلاب عسكري ومؤامرة كبرى حيكت بليل.
• احترام إرادة الشعوب في اختيار من يمثلهم خط أحمر لا يمكن لأي قوة أن تتجاوزه.
• الاعتراف بشرعية د. محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، وأن شرعيته لا تقل في المشروعية عن شرعية عبد ربه منصور هادي.
• الاعتذار الرسمي للشعب المصري وخاصة أصحاب المظالم لعلهم يقبلون العذر.
• تقديم الدعم الكامل للشرعية الدستورية في مصرنا الحبيبة. 
• رفع الحصار الظالم عن دولة قطر دون قيد أو شرط وما هو إلا نتيجة لدعم الانقلاب، مما يزيد من حجم المظالم في أعناقكم بين يدى الله عز وجل.

أتقدم بهذه الرسالة من مواطن مصري محب للخير وللعدل وللحق، وكلي ثقة بأنها ستجد آذانا صاغية، وقلوبا وعقولا واعية، ومسؤولية كاملة ليشهد الله والتاريخ والعالم والأجيال القادمة أن في الأمة رجال لا تقبل الضيم ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة، وأنها مع الحق حيث كان.

أتقدم بهذه الرسالة وأنا على يقين بأن الله ناصر ثورتنا لا محالة، وأن قطر ستخرج من هذه المحنة أشد صلابة مما كانت عليه على كل المستويات، وإنما هي دعوة ليسطر التاريح بحروف من نور مواقف الأمراء والزعماء والملوك والرؤساء ودعمهم للحق وأهله وتصديهم للباطل وحزبه.

وأختم رسالتي مذكرا كل العقلاء بقول الله تبارك وتعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون).

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
التعليقات (1)
عبدالكريم علي
الأحد، 03-12-2017 09:25 م
اخي يبدوا انك متفائل جدا. السعودية والإمارات يبالغون في كراهية الثورات والإسلام السياسي بشكل مهووس مع انها لم تشكل خطرا على أنظمتهم. الأرجح انهم وكلاء عن قوى غربية فقط.

خبر عاجل