سياسة دولية

شركات الإنترنت تحاول محاصرة "العنصريين البيض" في أمريكا

لام ترامب طرفي الأزمة ما أثار جدلا في أمريكا - أ ف ب
لام ترامب طرفي الأزمة ما أثار جدلا في أمريكا - أ ف ب
تضاعف الشركات العملاقة في مجال الإنترنت جهودها للتصدي لخطابات الكراهية، القائمة على تمجيد القتل باسم التفوق العرقي أو القضاء على أي صوت عقائدي معارض، خصوصا بعد مقتل متظاهرة معادية للعنصرية في مدينة شارلوتسفيل على يد أحد أنصار النازيين الجدد.

وأجمعت مجموعات التكنولوجيا في سيليكون فالي التي تواصلت معها وكالة فرانس برس، على أن الترويج للعنف والكراهية يمثل انتهاكا لقواعد الاستخدام المشار إليها بوضوح للخدمة، ما يؤدي إلى إقفال حسابات أو إزالة مضامين.

وغداة مقتل متظاهرة ضد العنصرية خلال تجمع لأنصار نظرية تفوق البيض، ألغت شركة "غودادي" الكبرى المضيفة لأسماء النطاق الإلكترونية موقع "دايلي ستورمر"، الذي أسهم في تنظيم التجمع في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا؛ احتجاجا على إزالة تمثال لأحد جنرالات الحرب الأهلية الأمريكية.

وتحول تجمع "يونايت ذي رايت" (وحدوا اليمين) إلى مأساة، مع صدم جيمس فيلدز المشتبه في تأييده النازيين الجدد بسيارته حشدا من المحتجين الرافضين للعنصرية؛ ما أدى إلى مقتل امرأة وجرح 19 آخرين.

وقال مدير وحدة الجرائم الرقمية في "غودادي" بن باتلر في بيان عبر البريد الإلكتروني: "عادة لا نتخذ أي خطوات إزاء الشكاوى التي قد تشكل رقابة على المضمون وتمثل ممارسة لحرية الرأي والتعبير عبر الإنترنت".

وأضاف: "في تحديدنا للأمور خصوصا بالنظر إلى الأحداث المأساوية في شارلوتسفيل، تجاوزت +دايلي ستورمر دوت كوم+ الحدود وشجعت على العنف وروجت له".

وانتقل "دايلي ستورمر" إلى خدمة "غوغل دوماينز". غير أن التسجيل ألغي سريعا بسبب "انتهاك قواعد الاستخدام الخاصة بنا"، بحسب ما أكد متحدث باسم "غوغل" لوكالة فرانس برس.

وتعرض الموقع الإلكتروني للنازيين الجدد على ما يبدو لهجوم من مجموعة "إنونيموس" لقراصنة المعلوماتية؛ ما أدى إلى حجبه من نتائج محركات البحث.

كذلك اتخذت الشبكة الاجتماعية الأولى عالميا "فيسبوك" وخدمة المحادثة المجانية عبر الإنترنت "ريديت" إجراءات ضد حسابات أو مضامين مرتبطة بخطابات الكراهية، في أعقاب مسيرة شارلوتسفيل الدامية.

 تصفية جسدية

وحظرت "ريديت" مجموعة تحمل اسم "الإزالة الجسدية" تدعو إلى إقصاء الديموقراطيين عن المجتمع في العالم الحقيقي. وقد سخرت المشارَكات من الامرأة التي قتلت في التجمع.

وقال متحدث باسم "ريديت" لوكالة فرانس برس، "إننا نسعى جاهدين إلى أن نكون منصة منفتحة ومتاحة للجميع من خلال الثقة بمستخدمينا؛ للحفاظ على البيئة التي تزرع نقاشات حقيقية وتتمسك بسياسة المحتوى لدينا". 

كذلك لدى "فيسبوك" سياسة لإزالة المواد التي تهاجم الناس على أساس العرق، أو التي تشيد بأعمال العنف أو مجموعات الكراهية. 

وقد مسحت "فيسبوك" المنشورات التي تم تشاركها عبر شبكتها لمقال من "دايلي ستورمر" يهاجم المتظاهرة المقتولة، إلا في حال تم إرفاقها بشرح يندد بالمضمون. وقد طبقت الشبكة الاجتماعية القواعد المستخدمة عينها في إزالة المحتوى الخاص بالجماعات الإرهابية. 

وتمت إزالة صفحة لحدث خاص بمجموعة "وحدوا اليمين" من "فيسبوك" خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن أصبح من الواضح أنها تروج لإلحاق الأذى في العالم الحقيقي بدلا من الترويج لحدث افتراضي.

وتشمل الحسابات أو الصفحات الأخرى التي تمت إزالتها من "فيسبوك" أو من خدمتها للصور "أنستغرام"، الناشط المعروف بمواقفه العنصرية كريستوفر كانتويل.

 تجفيف منابع التمويل

كذلك أغلقت خدمة "ديسكورد" الشعبية لدى محبي الدردشة بين لاعبي الفيديو هذا الأسبوع، حسابات من الواضح أنها تستخدم للترويج لسياسات القوميين البيض بدلا من التحادث في مواضيع ألعاب الفيديو. وأشادت مجموعات للمحادثات الإلكترونية علنا بالزعيم النازي أدولف هتلر وبالإبادة الجماعية النازية، واستخدمت للمساعدة في تنظيم تجمع "وحدوا اليمين" في شارلوتسفيل وفقا لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز". 

ورفضت منصات جمع الأموال والدفع على الإنترنت أن يستخدمها أصحاب نظرية تفوق البيض، الذين يسعون للحصول على أموال لصالح فيلدز المسجون، الذي يواجه اتهامات عدة بينها القتل. وتطبق خدمة المعاملات المالية عبر الإنترنت "باي بال" منذ زمن طويل قاعدة تحظر استخدامها للأذى الجسدي أو للترويج للتعصب العنصري. 

وقال نائب الرئيس لشؤون الشركات في "باي بال" فرانز باشه في مدونة: "نعمل لضمان عدم استخدام خدماتنا لقبول المدفوعات أو التبرعات للأنشطة التي تعزز الكراهية والعنف والتعصب العنصري. وهذا يشمل المنظمات التي تنادي بآراء عنصرية".

وفي الوقت نفسه، وجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه في عاصفة سياسية يوم الأربعاء بعد تصريحاته اللافتة حول الاضطرابات في شارلوتسفيل.
التعليقات (0)