صحافة دولية

معلق أمريكي: ترامب أفرح الديكتاتوريين حول العالم

واشنطن بوست: يقوم ترامب بإسعاد الديكتاتوريين وتوسيع التأثير الروسي- أ ف ب
واشنطن بوست: يقوم ترامب بإسعاد الديكتاتوريين وتوسيع التأثير الروسي- أ ف ب
تحسر المعلق مايكل غيرسون في مقال له في صحيفة "واشنطن بوست" على تراجع القيادة الأمريكية للعالم. 

ويقول الكاتب: "نرى الآثار المحزنة لنبذ الرئيس دونالد ترامب القيادة الأخلاقية على السياسة والثقافة الأمريكية، وتلاشي الأخلاق المدنية والمثالية والاحترام والاحتقار والتحيز والانقسام العنصري، الذي تلخصه عقيدة (أمريكا أولا)، وتؤثر على مكانة أمريكا في العالم، وهل هذا يهم؟".

ويضيف غيرسون في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، قائلا: "لقد طرحت هذا السؤال على السياسي والناشط في مجال حقوق الإنسان ووزير التعليم السابق في زيمبابوي ديفيد كولتارت، الذي قال: (لو كانت ردة الفعل على نظام هراري تمثل نموذجا، أعتقد أن الكثير من الديكتاتوريين الأفارقة كانوا في منتهى السعادة بسبب صعود ترامب إلى السلطة؛ لأنه لن يحاسبهم على ممارسات حقوق الإنسان ضمن المعايير الدولية".

ويورد الكاتب نقلا عن كولتارت، قوله إنه في زيمبابوري بدأ وزراء النظام ومسؤولوه باستخدام مصطلح "الأخبار المزيفة"، في عملية قمع الإعلام، بالإضافة إلى أن علاقة ترامب القريبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطت غطاء للرئيس روبرت موغابي، الذي يريد بناء علاقات قوية مع روسيا، حيث يشعر الديكتاتوريون أن ترامب سيعامل حلفاء بوتين برفق، بحسب ما يقول كولتارت. 

ويقول الوزير السابق إن خطط إدارة ترامب خفض ميزانية وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية أرسلت عددا من الرسائل، "فمن الناحية التاريخية كانت الولايات المتحدة تدعم منظمات حقوق الإنسان التي عملت على نشر الديمقراطية واحترام الدستورية"، ويضيف كولتارت: "يبدو الآن أنه في حال حصل تخفيض حاد لتمويل منح خاصة، التي ستؤثر بشكل كبير على قدرة هذه (المنظمات غير الحكومية) على العمل، سيكون هذا منتهى ما يطمح إليه الديكتاتوريون، ومصدر حزن الجماعات المدنية والديمقراطية".

ويعلق غيرسون قائلا: "هذا بالضبط ما يقوم ترامب بعمله، من خلال تخليه عن وسائل السياسة الخارجية المثالية، وهو إسعاد الديكتاتوريين، والهجوم الصارخ  على الإعلام، وتوسيع التأثير الروسي، وخيانة المعارضين والمنفيين".

ويجد الكاتب أن "هذا موقف يضر بالمعارض السياسي الصيني، أو المسؤول الأوكراني، أو مريض الإيدز في أوغندا، حيث سيشعرون أنهم معزولون، أو يعيشون في خوف شديد، وربما ماتوا، لكن لماذا يجب على الأمريكيين الاهتمام؟".

ويقول غيرسون: "طرحت هذا السؤال على المؤرخ الدبلوماسي ويليام إنبودن في جامعة تكساس في أوستن، حيث قال: (إن معظم النجاح البارز للسياسة الخارجية الأمريكية عندما عملت قوتنا وقيمنا في سياق واحد، وأدت إلى توسيع مصالحنا القومية)".

ويلفت الكاتب إلى أن "إنبودن أشار إلى عملية إعادة إعمار اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث حولت الأعداء إلى أصدقاء، بالإضافة إلى إنشاء النظام الاقتصادي الدولي، الذي أسهم في إخراج الملايين من الفقر المدقع، وجعل الولايات المتحدة أغنى دولة في التاريخ، وكذلك الإشراف على تشكيل معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، التي حدت من انتشار التهديدات القاتلة، ووفرت أمريكا القيادة لتقوية السلام بين إسرائيل ومصر في عهد جيمي كارتر، وتدخلت في البوسنة وكوسوفو لوقف التطهير العرقي، وأعادت الاستقرار إلى أوروبا، والخطة الطارئة لمساعدة مرضى الإيدز، التي أنقذت الملايين من براثن الموت، وكانت محل ترحيب في القارة الأفريقية كلها".

ويتساءل غيرسون قائلا: "هل بالإمكان اتخاذ هذه الخطوات كلها في ظل سياسة ترامب الخارجية التي تقوم على (أمريكا أولا)؟"، ويرد إنبودن قائلا: "لو قمنا بالتخلي عن قيمنا في مجال السياسة الخارجية، فإننا سنقوم بنزع سلاحنا بأنفسنا والتخلي عن رصيدنا المهم". 

ويعلق الكاتب قائلا: "هذا هو ما يحصل بالضبط، حيث تقوم أمريكا بإعادة التفكير في دعمها للحرية والإنسانية والكرامة والإنسانية، حيث يقول إنبودن: (لا يزال بقية العالم في حالة من الصدمة والتشوش حول ما تعنيه رئاسة ترامب)، ويضيف: (بدأت دول أخرى بإعادة النظر بالكيفية التي ترد فيها على العالم، دون القيادة الرئيسية الأمريكية". 

ويرى غيرسون أن "هذا مدعاة للكارثة الأخلاقية والاستراتيجية، ويقدم منفعة للصين وروسيا، حيث تصبح أولويات الولايات المتحدة في العالم تشبه أولويات هاتين الدولتين، حيث أصبحت أمة كرست نفسها للقيم العالمية وجذب الاحترام والتقليد قوة قومية أخرى، ورقص الأشرار كلهم لهذا التطور".

وينوه الكاتب إلى أن المعارضة والشاعرة السوفييتية إيرينا راتوشينساكيا ماتت الشهر الماضي متأثرة بالسرطان، حيث سجنت في الغولاغ؛ لدعوتها للتظاهر السلمي ضد النظام السوفييتي، وطالب الرئيس رونالد ريغان أكثر من مرة لإطلاق سراحها الذي حدث في عهد غورباتشوف، وهربت قبل عامين من الإفراج عنها و10 من السجناء، مذكرة سرية إلى ريغان تهنئه على إعادة انتخابه عام 1984. 

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن "المذكرة لا تزال معروضة في مكتبة ريغان، حيث جاء فيها: (ننظر بأمل إلى بلدك الذي يسير على طريق الحرية واحترام حقوق الإنسان)، فهل سيكتب معارض ملاحظة لترامب اليوم؟".
التعليقات (1)
تحسين
الأربعاء، 23-08-2017 08:53 ص
أعلن ترامب سابقا أنه يدعم الديكتاتوريين في الدول المتخلفة لأن هذه ليست شعوبا وانما """ بهائم """ تدب على الأرض ويجب حكمها ديكتاتوريا كي لا ترعى " على كيفها ".