ملفات وتقارير

زيارة عباس لأنقرة .. هل تحدث اختراقا في ملف المصالحة؟

جبريل الرجوب وصل العاصمة التركية أنقرة الأربعاء الماضي التقى فيها مسؤولين أتراك تمهيدا لبرنامج الزيارة- أرشيفية
جبريل الرجوب وصل العاصمة التركية أنقرة الأربعاء الماضي التقى فيها مسؤولين أتراك تمهيدا لبرنامج الزيارة- أرشيفية
يعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة العاصمة التركية أنقرة، يوم الإثنين القادم، للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان وفق ما أعلنته وزارة الخارجية التركية الخميس.

وكان وفد رفيع المستوى من حركة فتح برئاسة أمين سر اللجنة المركزية للحركة، جبريل الرجوب قد وصل العاصمة التركية أنقرة الأربعاء والتقى بمسؤولين من الجانب التركي، وأوضح في تصريح صحفي فور وصوله، أن الجانبين (عباس، أردوغان) سيبحثان ملف المصالحة الوطنية مشيرا إلى أن كبار مستشاري أردوغان طلبوا عقد هذه القمة؛ حرصا من القيادة التركية على تحقيق المصالحة نظرا للعلاقات الطيبة التي تربطهم مع حركة حماس.

وكانت صحيفة الحياة اللندنية أشارت في تقرير لها أن الجانب التركي بصدد إطلاق مبادرة جديدة للمصالحة بين حركة حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن لقاء عباس المرتقب مع أردوغان يأتي للتباحث في هذه المبادرة، التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى اللحظة.

المصالحة الوطنية

بدوره أشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صالح رأفت، إلى أن "قمة الرئيس عباس مع أردوغان ستناقش دور تركيا مع حركة حماس من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، موضحا أن مطالب القيادة الفلسطينية تتلخص في أن تقوم حركة حماس بحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في آذار/ مارس الماضي".

وشدد رأفت في حديث لـ"عربي21" على "ضرورة تبني حركة حماس لرؤية الرئيس عباس في المصالحة الوطنية، وعدم استغلال سيطرتها على القطاع في تمرير أجندتها الخارجية والعدول فورا عن تفاهماتها مع المدعو محمد دحلان".

حماس ترحب

من جانبه رحب المستشار السياسي السابق لرئيس المكتب السياسي لحماس، أحمد يوسف، بالجهود التي يبذلها الجانب التركي في "دعمه لجهود المصالحة الوطنية، مؤكدا أن حماس مستعدة للجلوس والتباحث مع أي وسيط عربي أو دولي يكون قادرا على إنهاء حالة الانقسام الموجودة، شريطة ألا يستثنى أي فصيل أو حزب سياسي فلسطيني من هذه التفاهمات".

ونوه يوسف في حديث لـ"عربي21" أنه "حتى اللحظة لم تتلق الحركة أي دعوة رسمية من الجانب التركي، فيما يخص مبادرة المصالحة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام".

وتابع يوسف أن "حماس تضع كامل ثقتها بقدرة القيادة التركية في إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، متمنيا أن يضفي اجتماع الرئيس عباس مع أردوغان لنتائج مبشرة، يتم الانطلاق منها لطي صفحة الانقسام".

ورأى يوسف في حديث لـ"عربي21" أن "أول خطوات المصالحة وفق رؤية حركة حماس تتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية ضمن توافق وطني، والتوقف فورا عن كل الإجراءات التي اتخذت في الأشهر الأخيرة، والدعوة لإجراء انتخابات وطنية شاملة، ودمج موظفي حكومة غزة في مؤسسات السلطة الوطنية أسوة بنظرائهم في الضفة الغربية".

وتشير أوساط سياسية إلى أن دخول الجانب التركي في طريق المصالحة الفلسطينية، يهدف لقطع الطريق على الجهود الذي تبذلها مصر في المصالحة بين حماس والقيادي دحلان المدعوم إماراتيا، التي تعتبره القيادة التركية مدبرا لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشل قبل نحو عام من الآن.

الدور التركي

من جانبه أشار الباحث الفلسطيني في الشؤون التركية، عماد أبو الروس، إلى أن "زيارة الرئيس عباس لأنقرة تأتي في إطار الجهود التي تبذلها القيادة التركية لتأدية دور أكبر في الشرق الأوسط من بوابة القضية الفلسطينية".

وأضاف أبو الروس أن "تركيا في ظل التطورات المتلاحقة في المنطقة خصوصا بعد الأزمة القطرية، باتت ترى أن ملف المصالحة الفلسطينية ملف تم استهلاكه، لذلك فهي ترى بأن هنالك ملفات فلسطينية ذات ثقل وأهمية أكبر من ملف المصالحة الوطنية، وتحديدا ملف غزة والقدس ومسار المفاوضات مع الإسرائيليين وهذا ما سيتم التركيز عليه في قمة أردوغان مع الرئيس عباس".

ونوه أبو الروس إلى أنه "إن جرى التأكيد عن وجود مبادرة تركية لإنهاء الانقسام فلن تكون بالمستوى المطلوب، الذي يحقق الوحدة الوطنية بين الرئيس عباس وحركة حماس". وفق تقديره.

وتابع أبو الروس في حديث لـ"عربي21" أن "عباس يسعى لإحراج حركة حماس من خلال التوجه لكل من قطر وتركيا الحليفان الأكبر لحماس، ومن جهة أخرى فهو يحاول قطع الطريق على تفاهمات الحركة مع النظام المصري، خصوصا بعد اللقاءات الأخيرة التي جمعت الجانبين، والتي تهدف حماس منها إلى إنهاء حالة الحصار الخانق، خصوصا بعد إجراءات الرئيس عباس بحق القطاع". 
 
التعليقات (1)
محمد
السبت، 26-08-2017 11:05 ص
انهم يستمرون في مشوار كذبهم,فبعد ان تخلت حماس عن الحكومة لصالح المصالحة رفضوا القيام بواجباتهم حتى لا تستمر حماس بالوجود و النهوض و الاستمرار لان هدفهم النهائي القضاء عليها حتى يبقوا هم الاسياد رغم كوارثهم بحق فلسطين.