مقالات مختارة

ترامب وكوريا الشمالية والبديل الصيني

1300x600
1300x600
أفاقت الولايات المتحدة على تصريحات ترامب المنعشة والإشكالية حول الجدار الحدودي مع المكسيك، دعا فيها ترامب نظيره المكسيكي إلى ضرورة تقسيط ثمن إنشاء الجدار. في المقابل، نامت اليابان على خبر إطلاق صاروخ بالستي عابر للأجواء اليابانية، مثيرا الذعر، ومطلقا صفارات الإنذار في المدن اليابانية.

المشهد بمجمله بات شبه اعتيادي وروتيني، تصريحات ترامب الإشكالية وصواريخ بيونغ يانغ الاستعراضية، غير أن الجديد في أزمة الصواريخ تصريحات رئيس الوزراء الياباني بان التجربة الصاروخية تهديد غير مسبوق تبعه تهديدات يابانية لكوريا الشمالية، ولأجل إظهار التعاطف والجدية أعلنت الولايات المتحدة عن اختبار صاروخ نووي للتعرف على فعاليته، خصوصا وانها سحبت أسطولها السابع من الباسفيك وجنوب شرق آسيا بعد كارثة البارجة الأمريكية قبالة سنغافورة مخلفة فراغا امنيا؛ ما دفع بيونغ يانغ إلى القول بان أمريكا تدفع المنطقة إلى الكارثة في إشارة إلى ضرورة العودة إلى بكين وموسكو كبديل.

التهديدات والاستعدادات طالت كوريا الجنوبية التي أخذت باستعراض قدراتها الصاروخية فالكل بات يرقص على وقع تحركات بيونغ يانغ، فكوريا الشمالية تحاول الاستثمار في الثغرات الأمنية والسياسية التي تظهر بين الحين والآخر لدى الولايات المتحدة الأمريكية المنشغلة بأزمتها وتصريحات رئيسها، فاختبار الصاروخ النووي محاولة أمريكية لملء هذا الفراغ الناجم عن تراجع فاعلية أسطولها في المنطقة وتراجع مصداقية رئيسها في العالم والولايات المتحدة الأمريكية.

الثغرات الناشئة عن الارتباك الأمريكي تتراكم يوما بعد يوم وتتحول إلى ضغوط كبيرة على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية المذعورين، والذين لا يبحثون عن حرب مع كوريا الشمالية وعلى رأسهم سيؤول وطوكيو بل عن وساطة ودور أمريكي مفقود لمواجهة الصين وروسيا.

 رئيس كوريا الجنوبية اعلن قبل أسبوع بان الولايات المتحدة الأمريكية لن تشعل حربا أو تشن هجوما على كوريا الشمالية دون موافقتها، فحجم الأضرار المتوقعة لأي حرب ستدفع هذه الدول ثمنا باهظا لها، ولا ترغب بان تكون جزءا من المحرقة، إلا أن إصرار بيونغ يانغ على تجاربها الصاروخية، التي تمر من الأجواء اليابانية، تذكير دائم لطوكيو وسيؤول بضرورة العودة إلى بكين لاحتواء الموقف وعدم الاستكانة والانتظار طويلا، فبيونغ يانغ تضغط بقوة، ولا تريد للإقليم أن يرتاح دون إدخاله في مساومات كبرى لا ترغب الولايات المتحدة القيام بها على الآن على الأقل.

السبيل الأردنية
0
التعليقات (0)

خبر عاجل