صحافة دولية

أي دور للمرأة السعودية بالبرنامج الاقتصادي لمحمد بن سلمان؟

جيتي
جيتي
نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله للدور الذي تلعبه المرأة ضمن الاقتصاد السعودي، خاصة أن عددا من النساء السعوديات نجحن في التألق في مجال الأعمال، على غرار سيدة الأعمال هدى الجريسي، التي فازت خلال الانتخابات البلدية في سنة 2015، وسارة السحيمي، رئيسة شركة السوق المالية السعودية.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سيدة الأعمال، هدى الجريسي، تعدّ أول امرأة تحظى بمقعد في المجلس البلدي في الرياض، بعد فوزها في الانتخابات البلدية سنة 2015. وتجدر الإشارة إلى أن الجريسي تدير منذ عشر سنوات معهد عصر الأريبة النسائي للتدريب والتوظيف، وهو مركز متخصص في تدريب سيدات الأعمال الشابات، وتقديم دروس في الإنجليزية، فضلا عن تنظيم ورشات عمل في الاختصاصات الإعلامية والمحاسبة.

وأكدت الصحيفة أن سارة السحيمي باتت تترأس مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية منذ شهر شباط/ فبراير الماضي. وفي الأثناء، أصبحت المرأة السعودية تعمل في مجال تجارة التجزئة، إضافة إلى المحاماة. فضلا عن ذلك، اقتحمت النساء السعوديات مجال بعث الشركات. في المقابل، لا تزال المرأة السعودية تحتاج لوكيل عنها عند العمل أو الدراسة أو السفر أو زيارة الطبيب.

وأوضحت الصحيفة أن رؤية هدى الجريسي لريادة الأعمال النسائية تتوافق مع برنامج "رؤية 2030"، الذي وضعه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. والجدير بالذكر أن هذا البرنامج يهدف إلى إرساء اقتصاد لا يعتمد بصفة كلية على النفط، فضلا عن القطع مع النظام القديم للمملكة.

ومن المثير للاهتمام أن ابن سلمان يخطط لإدماج المزيد من النساء في سوق الشغل، حيث من المنتظر أن تشغل النساء 28 بالمئة من مواطن الشغل في أفق سنة 2020. وفي هذا الصدد، أوردت الجريسي أن "دخلا واحدا ليس كافيا بالنسبة للعديد من العائلات السعودية".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية تعاني من مشكلة تفشي الفقر. ووفقا لآخر التقديرات، يعيش حوالي 4 ملايين مواطن سعودي تحت خط الفقر. بالإضافة إلى ذلك، أصبح نظام الرعاية الصحية السعودي لا يتوافق مع النمو السكاني المطرد.
 
وأوضحت الصحيفة أن مستويات الدخل في السعودية من المتوقع أن تتردى أكثر فأكثر في حال تم تخفيض الدعم على الماء والكهرباء والغاز، مقابل فرض الضرائب على المواطنين. من هذا المنطلق، تعمل هدى الجريسي في المجلس البلدي في الرياض على منح المرأة المزيد من التراخيص التجارية، وتشجيع النساء على الدخول في سوق الأعمال التجارية المربحة.
 
وأوردت الصحيفة أن الحكومة السعودية، من جهتها، تعمل بالشراكة مع القطاع الخاص على خلق المزيد من فرص الشغل. وخلال السنة الحالية، خفض صندوق النقد الدولي من توقعاته فيما يتعلق بنسبة النمو في السعودية إلى 0.1 بالمئة. ويعزى ذلك نسبيا إلى انخفاض أسعار النفط. وفي هذه الحالة، قد يؤدي انخفاض إنتاج النفط وفرض الأداء على القيمة المضافة إلى إبطاء نسق النمو الاقتصادي.
 
وذكرت الصحيفة أن النساء السعوديات ممنوعات من العمل في محلات بيع الملابس الداخلية، حيث تعمل في الغالب بائعات فلبينيات. وحين أصدر وزير العمل والتنمية الاجتماعية أمرا يقضي بتعويض العاملات الأجنبيات ببائعات سعوديات، اعتبر مفتي المملكة، عبد العزيز آل شيخ، ذلك بمنزلة جريمة.
 
وشددت الصحيفة على أن العائلة المالكة السعودية تسعى حتى اليوم إلى كسب ولاء رجال الدين؛ عن طريق توفير المؤسسات الدينية التي تقوم بنشر الفكر الراديكالي في الخارج، علاوة على منح الامتيازات للأئمة والدعاة لتنظيم الحياة الاجتماعية والثقافية في البلاد. وفي نهاية المطاف، أصدر هؤلاء الدعاة فتاوى تفرض قيودا على المرأة، وتمنع بناء دور السينما والمسارح.
 
وأفادت الصحيفة بأن مدينة جدة تعد أكثر تحررا من العاصمة الرياض، حيث تعلو موسيقى أصوات الروك، في حين تجد نساء يمارسن الرياضة. وفي الأثناء، تعدّ مثل هذه الممارسات محرمة في نظر رجال الدين المحافظين وطيف واسع من المواطنين السعوديين المحافظين.
 
وتوقعت الصحيفة أن ترتفع وتيرة مقاومة الفئة المحافظة السعودية لشتى مظاهر التغيير في حال تم تنفيذ برنامج "رؤية 2030" على أرض الواقع. في المقابل، بلغت نسبة البطالة في السعودية 12.7 بالمئة، مع العلم أن هذه النسبة أعلى في صفوف الشباب الذين لا يتجاوزون 30 سنة. وفي الأثناء، أخذ الشباب السعودي يتخلى تدريجيا عن ثوابته وقيمه، في محاولة للتمرد ضد الوضع في المملكة.
 
ونوهت الصحيفة إلى أن المرأة السعودية اقتحمت ميدان الرياضة. ومن بين أشهر الرياضيات نذكر هالة الحمراني، التي تعدّ أول ملاكمة سعودية، كما أنها تملك مدرسة لتعليم الفنون القتالية موجهة للنساء، علما أن أغلب النساء اللاتي يتوافدن على هذا المكان ينحدرن من العائلات الراقية.

وفي هذا الصدد، صرحت الحمراني قائلة: "لم يثر نشاطي أي انزعاج عندما اقتصرت على الإشهار من خلال صفحات موقع "فيسبوك" باللغة الإنجليزية. لكن سرعان ما تصاعدت الأصوات الرافضة عندما اعتمدت اللغة العربية. وفي الأثناء، سيشعر المزيد من الأطراف بالامتعاض؛ نظرا لأنني لا أرتدي الحجاب". 
 
وبينت الصحيفة أن الحمراني لا تعدّ أول ممرنة ملاكمة في المملكة العربية السعودية فحسب، بل تعد أيضا أول امرأة سعودية تكشف عن وجهها وعضلاتها في حملة دعائية. وفي الأثناء، تلقت هالة الحمراني العديد من الدعوات لتعليم النساء الملاكمة في كافة أنحاء المملكة. ومن المنتظر أن تبادر الحمراني بفتح مدارس أخرى في كافة المدن السعودية. 
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الحمراني تدرب بعض الفتيات في سن الرابعة على رياضة الملاكمة. ومن هذا المنطلق، من المحتمل أن تتوج فتاة سعودية جديدة ببطولة الملاكمة بحلول سنة 2030.
 
التعليقات (1)
شرحبيل
الثلاثاء، 05-09-2017 04:14 م
يا حسرتي على المرأة العربية والاسلامية وليس السعودية فقط ..إنها والله الذي لاإله غيره ، مظلومة أشد الظلم ...إنها حبيسة قمقم أبدي مختوم بالشمع الأحمر منذ أيام النبي سليمان عليه السلام ...وينظر إليها من قبل مجتمعات الرق والعبودية على أنها آلة للتفريخ فقط ، متغافلين عن مقاصد الشريعة الغراء بمنحها الحق في الحياة والتعليم والعمل و التعبير عن نفسها وعن أحلامها ...نسبة الكاتبات والشاعرات في اوروبا 5% من عدد السكان ..ونسبتها في الوطن العربي 1 / مليون ...الكاتبة الكندية ( اليس مونرو ) رحمها الله وقد توفيت عن ثلاثة وثمانين عاماً لديها خمسة وثلاثين كتبباً في القصة القصيرة فقط ...أين نحن من ذلك ....؟؟؟