صحافة دولية

الغارديان: هل بات إقلاع السيارات الطائرة وشيكا؟

سيارات طائرة
سيارات طائرة
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن تسابق كبرى الشركات العالمية لإصدار السيارات الطائرة الخاصة بها، على غرار شركة ليليوم الألمانية، التي أطلقت رحلات تجريبية لنماذجها لعرض مختلف مزايا وخاصيات سيارة المستقبل.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه السيارات الطائرة تذكرنا بأفلام الخيال العلمي، التي تنطلق فيها السيارات الصغيرة البيضاء بسرعة. ولكن ذلك لم يعد من الخيال، فالآن توجد هذه السيارات في مطار في ألمانيا، وليس في كوكب تاتوين.

وأوردت الصحيفة أن أصداء حرب النجوم قد تكون السبب الأكبر وراء حصول شركة "ليليوم" في الأسبوع الماضي على استثمار بقيمة 90 مليون دولار، من قبل العديد من الشركات، من بينها شركة "تينسنت" العملاقة في مجال التكنولوجيا الصينية. وفي إطار العمل على تحقيق هدف الشركة الرئيسي المتمثل في حل مشاكل النقل، أقر رئيس ليليوم، ريمو جيربر، بأن "العالم أصبح يشهد مدنا مزدحمة للغاية، ويمكننا أن نفعل أشياء لتحسين الأمور".

وقدمت الصحيفة النماذج التجريبية الستة التي تسعى إلى "جلب المستقبل إلى الحاضر"، أولها النموذج الذي أطلقته الشركة الألمانية "ليليوم". في الواقع، تعمل شركة الطيران، التي تأسست سنة 2014، على إطلاق طائرة أجرة جوية ذات خمسة مقاعد، على أن يتم إطلاق أول رحلة تجريبية لها سنة 2019.

والجدير بالذكر أن سرعة طائرة الأجرة تصل إلى 300 كلم في الساعة، وتعمل بالطاقة الكهربائية، فضلا عن أنها تتمتع بإقلاع وهبوط عمودي. في هذا الصدد، أكد صانعوا هذه الطائرة أن المستخدمين سيكونون قادرين على الوصول إلى مراكز المدينة؛ عن طريق استدعاء طائرة أجرة بكبسة زر واحدة.

وذكرت الصحيفة، ثانيا، سيارة "تيرافوجيا" الطائرة، التي دخلت في طور التطوير منذ سنة 2006، وتعمل كسيارة نموذجية على الأرض، ويمكن وضعها في مرأب سيارات عادي، مع العلم أنه من الممكن الآن طلبها مسبقا انطلاقا من سعر 300 ألف دولار. 

بالإضافة إلى ذلك، تبلغ السرعة القصوى لهذه السيارة الطائرة 161 كلم في الساعة، بينما يمكن أن تصل مسافة رحلاتها إلى 400 ميل، وتشحن بالبنزين الخالي من الرصاص. وتتطلب قيادة هذه السيارة شهادة الولايات المتحدة الرياضية التجريبية، التي يمكن أن تحصل عليها في أقل من 20 ساعة، لكن ماذا لو لم يكن هناك مدرج بجوار المرأب؟

واستعرضت الصحيفة، ثالثا، نموذج شركة كيتي هوك، المتمثل في طائرة مفتوحة تعمل باستخدام المروحية، وتم ابتكار هذا النموذج من خلال دعم موجه من قبل المؤسس المشارك لشركة غوغل، لاري بيدج، للاستخدامات الترفيهية. بنهاية هذه السنة، ستكون نسخة هذا النموذج متوفرة للبيع بالتجزئة.

والمثير للاهتمام أن هذه الطائرة تعمل بالطاقة الكهربائية، ويبلغ الحد الأقصى لرحلاتها 22 دقيقة، فضلا عن أنها تتمتع بنظام إقلاع وهبوط عمودي على الماء. وهنا ينبغي الإشارة إلى أنه يمكن لأي شخص في الولايات المتحدة أن يقودها دون الاستناد على رخصة طيار.

وذكرت الصحيفة، رابعا، نموذج شركة "أوبر"، الذي عينت لأجله الشركة باحث ناسا، وتخطط لاتخاذ تقاسم الركوب فيها إلى مستوى عمودي. ولكن، لا تزال هذه الشركة تعالج إشكالية حواجز قابلية التنفيذ في الأسواق، على غرار الشهادات وتكنولوجيا البطاريات والبنية التحتية. وتتمتع هذه الطائرة بنظام إقلاع وهبوط عمودي وتعمل بالطاقة الكهربائية.

في هذا السياق، قال المصنعون إن استخدام نظام الدفع الكهربائي التوزيعي، أي محركات صغيرة متعددة، يجعل صوت محركات السيارة بالكاد مسموعا، ما يجعلها مناسبة للمناطق الحضرية. 

وتحدثت الصحيفة، خامسا، عن نموذج شركة "إيرباص"، التي عرفت بطائراتها ذات الطابقين، من طراز "إي 380"، والتي ساهمت في حل مشكلة النقل الحضري في معرض جنيف الدولي للسيارات، في آذار/ مارس الماضي. وتتكون كبسولة الركاب في طائرة بوب آب من ألياف الكربون، حيث يمكن أن تعمل كسيارة كهربائية ذات مقعدين عندما يتم تعليقها على هيكل السيارة، أو كطائرة عندما يتم إزالة الكبسولة من الهيكل، وكل ذلك من خلال استدعاء طائرة دون طيار بواسطة الهاتف الذكي.

علاوة على ذلك، تعمل هذه الطائرة بالطاقة الكهربائية، وتصل مسافة السفر على متنها إلى 62 ميلا، ولكنها تحتاج إلى تقنيات، على غرار تقنية الدفع الكهربائي، التي لم يتم تطويرها بشكل جيد بعد؛ لذلك قد لا نشهد صعودها في وقت قريب.

وعرضت الصحيفة، سادسا، نموذج "إيروموبيل"، الذي يجسد مشهد التحوّل من السيارة إلى الطائرة في غضون ثلاث دقائق، ويقربنا أكثر من تحقيق حلم الخيال العلمي. فقد بدأت الشركة السلوفاكية المصنعة لإيروموبيل بقبول الطلبات المسبقة لهذه الطائرات المرخصة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي سيتم طرح نماذجها الأولى سنة 2020 ، مقابل مليون دولار.

في الحقيقة، تعتمد هذه الطائرة على الطاقة الكهربائية عند تنقلها على الطريق، بينما تعتمد على وقود الطائرات التقليدية عند وجودها في الجوّ. بالإضافة إلى ذلك، تبلغ السرعة القصوى لهذه السيارة الطائرة 160 كلم في الساعة، وتتمتع بنظام إقلاع وهبوط عمودي.

في المقابل، بين مصنعو هذه الطائرة أنها تجسد السيارة الطائرة حقا، وهي كذلك بالفعل، ولكن تحتاج إلى مدرج للإقلاع و الهبوط. ويبقى احتمال أن تكون قادرة على الطيران في أي مكان ومواصلة الرحلة بشكل جيد أمرا مثيرا.
التعليقات (0)