صحافة دولية

جيزيل يازجي.. هل هي زوجة السيسي السرية أم شافيز؟

واشنطن بوست: زعمت يازجي أنها زوجة سرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي- أرشيفية
واشنطن بوست: زعمت يازجي أنها زوجة سرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي- أرشيفية
تقول صحيفة "واشنطن بوست" إن جيران السيدة الساحرة، التي يمكن أن تتحدث لساعات طويلة، وتعيش في شقة 371 الفاخرة، يقولون إنها قادرة على سرد حكايات طويلة وتعد بالثروة، وزعمت أنها زوجة سرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بل إنها تزعم بأنها هي التي سهلت أول مكالمة بين الرئيس المصري والرئيس المنتخب دونالد ترامب

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن جارين في الحي الراقي، شاركا "مدام جيزيل"، كما تعرف، بالحديث على فنجان قهوة تركية، قولهما إن لها مكتبا في البيت الأبيض قريبا من مكتب ابنة الرئيس إيفانكا ترامب "أنا مثل أمها"، كما نقل عنها أحدهما. 

وتعلق الصحيفة قائلة إنه "في عصر واشنطن الذهبي تبدو إشارات مدام جيزيل عن الطائرة الخاصة ومقتنياتها من البيوت الفخمة في واشنطن دي سي ومانهاتن وإسبانيا مقنعة لبعض من أصدقائها، الذين تعرفت عليهم في أروقة ومصاعد البنايات التي يسكنها عدد من العارفين بما يجري في العاصمة، وفي وقت بدت المرأة التي تعيش في شقة 317 واحدة من الشخصيات المثيرة في مدينة مزدحمة بنخبة النخبة من الزوار الأجانب المهمين ورجال الأعمال، لكنها بدأت تعد جيرانها بأن تجعلهم أثرياء، وهناك بدأت الأمور تسير بطريقة غير صحيحة وفوضوية".

بداية الدراما

ويلفت التقرير إلى أنه "على مستوى معين فإن دراما مدام جيزيل هي ودون ترتيب للأحداث عن اتهامات قام بها جاران من جيرانها، اللذان قالا إنها نصبت عليهما وأخذت منهما مالها من خلال قصة محبوكة لبيع قمصان للجيش الفنزويلي ومظاريف محشوة بالنقود، وامرأة تعرف بـ(الشقراء)، وقصة نصب كبيرة في كولومبيا بملايين الدولارات، ورحلة بالمروحية إلى سوريا، وعلى مستوى آخر، كما كشفت مقابلات ومئات الرسائل الهاتفية حصلت عليها (واشنطن بوست)، فهي قصة عن صداقات وثقة، وعن نظرتنا لأنفسنا واعتقادنا وكيف نقوم بالتخلي عن معتقداتنا عندما تصبح أحلامنا قريبة، وفي قلب القصة هناك طفلة صغيرة تحب دمى الحيوانات، وأب على حافة الطلاق، وسفير سابق وابنه نجم تلفزيون، ورجل أجنبي حن دائما للحصول على درجة الدكتوراه". 

جيزيل

وتبين الصحيفة أنه في مركز هذه القصة امرأة تعيش في شقة 317، وتطلق على نفسها جيزيل يازجي، مشيرة إلى أنه منذ أن كشفت الصحيفة عن نشاطات مدام جيزيل، بدأ المحققون في مكتب النيابة في مونتغمري كاونتي بالتحقيق، وعندما اتصلت بها الصحيفة عبر الهاتف، قالت إنها موجودة في كولومبيا، وبأنها تخطط للعودة إلى ميرلاند قريبا، ونفت الكثير من المزاعم، من مثل كونها زوجة سرية للسيسي، ورفضت اتهامات جارين في ميرلاند بأنها سرقت منهما المال، ونفت المزاعم بأن لديها مكتبا في البيت الأبيض، ونفت الاتهامات التي وجهها جار في المحكمة بأنها نصبت عليه وأنكرت ارتكاب أخطاء. 

ويستدرك التقرير بأنه رغم موافقتها على مقابلة صحافية بعد عودتها للولايات المتحدة، إلا أنها تجاهلت الأسئلة والمطالب اللاحقة عبر البريد الإلكتروني كلها، وردت قائلة: "لو رغبت في نشر أخبار مزيفة عني أو شائعات بعثها شخص أو جار يريد تشويه سمعتي، فكن حرا بنشر ما تريد، ولا أعتقد أن شخصا مسؤولا سيقدم على فعل هذا الأمر مع معرفته أنني سأقوم بملاحقته وصحيفته قضائيا".

قصة بوب

وتلفت الصحيفة إلى أن بوب أندروود كان يعمل في التنمية الدولية عندما دخلت مدام جيزيل حياته، حيث كان يمر في مرحلة حرجة من حياته وعلى أبواب الطلاق، ودخلت بيته هن طريق ابنته، التي أصبحت تتلقى هدايا ثمينة منها، زرافة وعلب حلوى ودعوى لبيت السيدة، الذي لا يبعد سوى أمتار عن شقته، ويقول بوب إنه لم يطور علاقة رومانسية مع مدام جيزيل، وكانت كل علاقته من خلال ابنته البالغة من العمر 7 سنوات، لكنه دعي إلى بيتها ودعته للمطاعم، حيث كانت تتصرف على أنها ثرية وتعطي النادل مئة دولار إكرامية، ولاحظ أن بيتها ممتلئ بالتحف وقطع الكريستال الثمينة، وفي بعض الأحيان كانت تخرج هاتفها وتريه بيتها في إسبانيا، وأخبرته جيزيل، التي دخلت الخمسين من عمرها، أنها من لبنان وأنها بعيدة عن أولادها، وتحصل شهريا دخلا يقدر بـ2.1 مليون دولار، ويقول بوب: "أعطتني انطباعا بأنها محطمة القلب". 

ويفيد التقرير بأنه مع مرور الأيام بدأت ترشح معلومات جديدة منها، وأخبرت بوب أنها تقدم الاستشارة للبيت الأبيض وإدارة أوباما حول باكستان، وتستخدم مكتبا في البيت الأبيض، وقالت إنها تزوجت الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، وقدمت حكايات منمقة عن سفرها مع شافيز المريض إلى كوبا، ووصفت المستشفى وتشخيص الأطباء ولقاء راؤول كاسترو "في تفاصيل دقيقة"، كما يقول بوب، وفي الحالات التي شك فيها بما تقول كانت تذكر أسماء غريبة، مثل أقارب شافيز ومسؤولين ثانويين في الحكومة، وفي الليل وعند عودته لشقته كان يبحث عنهم في "غوغل"، وتظهر أنها أسماء حقيقية، ويبدو أن لديها "معرفة موسوعية" كما يقول. 

وتبين الصحيفة أنه نظرا لقلق بوب فإنه لم يكن ينام كثيرا، مشيرة إلى أن نظره وقع في ليلة على مقال في مدونة مجهولة، يتحدث عن مستشارة للرئيس الغاني السابق جون كافور، حيث قدمت مدام جيزيل تفاصيل عديدة عن مغامراتها في السياسة الغانية، وعندما كان يشكك في ثروتها كانت تفتح له خزنتها وتكشف عن الثروة التي تملكها، ويقول بوب: "لم أقابل امرأة مثلها في حياتي".

خطة

ويذكر التقرير أنه مع زيادة مصاعب بوب المالية بسبب الطلاق، فإنه قرر تسجيل ابنته في مدرسة حكومية، وعندما علمت مدام جيزيل بذلك، فإنها حثته على نقلها لمدرسة خاصة، فشرح لها أن إمكانياته المالية لا تسمح، عندها تقدمت بخطة، وهي بيع قمصان للجيش الفنزويلي، ووعدته بأن الاستثمار سيعود عليه بالكثير من المال؛ نظرا لعلاقاتها في فنزويلا، وقالت في رسالة هاتفية: "أحب ابنتك، إنها أجمل وألطف طفلة".

وتورد الصحيفة نقلا عن بوب، قوله إن قصة حب ابنته كانت الوسيلة للوقوع في شباكها، حيث بدأت المطالب، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، رغم أنه لم يحصل على أوراق العقد، وصلت له رساله منها تطلب منه وضع 1870 دولارا لتسجيل العقد، واشترطت أن يكون "شيكا" سياحيا، أو أن يضع المال بالمغلف ويدخله من تحت باب شقتها، حيث تقوم مساعدتها بأخذه، وأكدت له أن لا خطر في ذلك؛ لأن الأمن الأمريكي لديه مفاتيح لشقتها؛ نظرا للخدمات التي تقدمها للبيت الأبيض. 

وتقول الصحيفة: "يبدو أن بوب صدق الحيلة، ووعد إن نجح الاستثمار بأن يشرب نخبه معها بتناول خمرة باهظة الثمن، ومع مرور الوقت زادت المطالب المالية، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر2015 أرسلت رسالة اعتذارية، تطلب فيها 1200 دولار؛ لأن المحامي الذي يعمل على المشروع طلب مبلغا إضافيا، و(طلبت منه أن يخفض السعر)، لكنها قالت إنه لن يقبل فهو من أفضل المحامين، وجاءت رسائلها الهاتفية له في معرض جولات لها، فهي في دمشق التي طارت إليها عبر مروحية من اليونان، ومرة تقوم بمرافقة الجنرالات الفنزويليين".

اختلاس في مصر

ويكشف التقرير عن أنها قالت في رسالة إن محفظة يدها، التي تبلغ قيمتها 7 آلاف دولار، وكان فيها 3 آلاف دولار سرقت منها في مصر عندما غادرت فندقها دون حارسها الشخصي، وأرسلت لبوب رسالة تقول إنها لن تخبر الرئيس عن الحادث، وافترض أنها تتكلم عن الرئيس السيسي، الذي زعمت أنها زوجته السرية، وفي كانون الأول/ ديسمبر عقدت فنزويلا انتخابات لم تكن نتائجها جيدة للحزب الحاكم، إلا أن جيزيل كتبت لبوب رسالة، تقول فيها: "لقد وقعوا العقد الآن"، وطلبت منه تقبيل ابنته نيابة عنها وأن يشرب نخب النجاح، وبعد 8 ساعات أرسلت رسالة من بيونيس أيرس في الأرجنتين تطلب منه خدمة، وقالت إن مساعدتها بحاجة إلى مبلغ من المال لتسجيل الشركة، وقالت إنها جلبت معها بطاقة الائتمان المصرفي الخطأ، وبأنها ستكون ممتنة لو وضع بوب ألف دولار في حسابها، ووافق، خاصة أنه حصل على عقد كبير، فما قيمة ألف دولار؟ لكنه لم يحصل على شيء من الاستثمار، وبدأ يشعر بالقلق، وبأنه لو فشلت الخطة فإنه سينهار. 

وتستدرك الصحيفة بأن جيزيل واصلت طلباتها المالية، فبعد نهاية العام الجديد أرسلت له رسالة، قالت فيها إنها تحدثت مع وزير الاقتصاد الفنزويلي، وطلب مبلغا إضافيا مقداره 3673 دولارا، تقول فيها: "أرجوك أمّن المال لأنني أريد إنهاء العقد"، وعندما اشتكى من كثرة المطالب وعدم ظهور أي نتيجة، كتبت له رسالة غاضبة، تقول فيها: "يا إلهي لقد دفعت أكثر مما دفعت لمساعدتك، وما دفعته لا يساوي الملايين التي دفعتها".

ويقول بوب إنه غير سكنه في العمارة ليتجنب مقابلة المرأة التي وعدت بمساعدته، ورغم وعدها دفع تكاليف التسجيل، إلا انه لم يحصل على شيء، وشعر بالحرج والإهانة لعدة أشهر، وأحصى خسائره بـ50 ألف دولار في آذار/ مارس، أي بعد عام من قطع علاقته مع جارته، تقدم بدعوى قضائية يطالبها بتعويضات 1.7 مليون دولار، وهو المبلغ الذي وعدته بالحصول عليه من الاستثمار، ونفت جيزيل يازجي كل ما ورد في الدعوى، ووصفتها بالكذب "لم يدفع لي أي شيء بل تكاليف".

سعدي 

ويفيد التقرير بأن بوب طرق باب شخص يتحدث لغة إنجليزية فصيحة وإن بلهجة شرق أوسطية في حزيران/ يونيو، وقال إنه يريد الحديث عن جيزيل، ولم يكن بوب سعيدا برؤيته وشك به، لكنهما وجدا أرضية مشتركة كلما تحدثا "لقد نصبت عليك"، وقال سعدي الذي يعمل مع شركة أمريكية و"نصبت علي أيضا"، ووجد بوب وسعدي تشابها في الطريقة التي دخلت جيزيل فيها حياتهما، حيث قابلها سعدي في الممر، وعندما دعت نفسها عام 2014 لشرب القهوة شعر سعدي وزوجته أنه لا يمكن رد الضيف، وبدأت المرأة التي يطلق عليها مدام جيزيل بتقديم الهدايا له ولزوجته، عطور ومحافظ يد باهظة الثمن، ويقول: "بدت وكأنها سيدة ثرية"، وكلما زادت الثقة بينهما تحدث سعدي عن أحلامه، فرغم أنه لا يحصل على راتب كبير، إلا انه كان يطمح إلى تحسين وضعه والعودة إلى الجامعة، وإكمال رسالة الدكتوراه التي بدأها. 

وزود سعدي "واشنطن بوست" بمئات الرسائل الهاتفية والـ"واتس أب"، التي تكشف عن طريقة تطور العلاقة، وخاطبت جيزيل جارها بـ"المنسيور"، أما هو فخاطبها بـ"مدام"، ووصلته رسالة منها في حزيران/ يونيو 2015، تسأل عن إمكانية الحديث عن أمر مهم ولمدة ساعة حين يسمح وقته وزوجته بذلك، وقال سعدي إن جيزيل أخبرته تلك الليلة أنها اشترت حاوية من القمصان من مزاد ثري مات، ودون وثائق وافق سعدي على تقديم مبلغ خمسة آلاف دولار، حيث كانت مقنعة بدرجة كبيرة كما قال لبوب، وكانت الحكاية ذاتها، ثقة عمياء ووعود، ومن ثم الضغوط لتقديم المال، وعندما تطرح أسئلة يتلقى رسائل غاضبة من مدام جيزيل. 

ويورد التقرير أن جيزيل أضافت بعدا للحبكة في تموز/ يوليو، عندما أخبرت سعدي بأن شقيقها اختطف في بوغوتا، وأنها سافرت إلى كولومبيا، ودفعت فدية ثلاثة ملايين دولار، وباستعادة ما حدث يقول سعدي إن القصة خدمت هدفين؛ الأول أن جيزيل هي سيدة مقتدرة تستطيع دفع ملايين الدولارات فدية، والثاني جذب التعاطف معها. 

وتنوه الصحيفة إلى أنه بمرور الوقت أخذ مزاج سعدي يتعكر، حيث لم يحصل على ما يريد من الصفقة، فيما تراوحت رسائل جيزيل بين الغضب واليأس، وتلقى سعدي في بداية آب/ أغسطس رسالة منها، تخبره كما أخبرت بوب أندروود، أنها خسرت الكثير لتحقيق صفقة القمصان، وفي بعض الأحيان كانت رسائلها تتسم بالتفاؤل، حيث استحضرت الإيمان المسيحي في حديثها مع صديقها المسلم، قائلة: "أعلم أنها ستحل الكثير من المشكلات، وتقول للعالم إن مسلما ومسيحية من الشرق الأوسط ساعدا بعضهما"، وكانت جيزيل ترسل عشرات الرسائل الهاتفية لكل من سعدي وبوب، دون أن يعرف أي منهما القصة؛ لأنهما لم يلتقيا، وفي كانون الثاني/ يناير 2016، أي في الوقت الذي طلبت فيه جيزيل من بوب مبلغ 3673 دولارا لإكمال صفقة القمصان مع الجيش الفنزويلي، فإنها طلبت من سعدي المبلغ ذاته، وكان سعدي في حالة من التعب النفسي، ويواجه مصاعب لدفع إيجار الشقة، وطلب منها إعادة ما أعطاها إياه، وهو 19 ألف دولار، وعندما اشتكى دفعته لبيع بعض من سجاده الإيراني الذي شاهدته في الشقة، مع أن تاجر السجاد عرض عليه سعرا منخفضا، ولم يكن سعدي يعلم ما هي التجارة التي يتعاونان بها، وعندما سألها قالت له إن مساعدتها ستسجل الشركة وستحصل الأرباح له.

لامونا

ويبين التقرير أنه عندها بدأ سعدي بالبحث عن جيزيل في الإنترنت، ووجد المئات من المقالات، خاصة على محرك "غوغل" باللغة الإسبانية، ووجد مقالا عن سرقة كبيرة للجيش الكولومبي، وكانت الفاعلة امرأة اسمها جيزيل جيلر الملقبة بـ"لامونا" أي الشقراء، ومن الصور التي عثر عليها لجيزيل جيلر على الإنترنت لم يعد لديه أي شك بأن جارته جيزيل يازجي هي المرأة التي كانت في مركز فضيحة كولومبيا نفسها. 

وتذكر الصحيفة أنه بحسب مقال في مجلة "سيمانا"، فإن جيلر استخدمت جمالها للنصب على مصرفيين كولومبيين، وأكد المتحدث باسم النائب العام الكولومبي في مقابلة معه، أن السلطات حققت في قضية في التسعينيات من القرن الماضي، واتهمت جيلر التي كانت متزوجة من ضابط كبير في الشرطة، حيث سرقت عشرات الآلاف من الدولارات من خلال فتح حسابات بأسماء مزيفة في المصرفين، وعادت جيزيل للظهور في بوغوتا، حيث استخدمت اسم شقيقتها رولا جيلر في عملية احتيال جديدة على الجيش، وعندما تم الاتصال بشقيقتها، التي تعيش اليوم في فلوريدا، فإنها وصفت جيزيل بالمجنونة، وقالت: "لا نريد أن نعرف شيئا في هذه الدنيا"، وأضافت: "إنها كابوس، شقيقتي كابوس للعائلة". 

وبحسب التقرير، فإن السلطات الكولومبية اتهمت جيزيل جيلر بعدم الوفاء بشروط العقد وتوفير المواد التي من المفترض تزويدها للجيش، وأنها نصبت عليه بمبلغ مليون دولار، واعتقلت وأرسلت للسجن في حزيران/ يونيو 1995، إلا أن قاضيا أطلق سراحها بشرط عودتها؛ لأنها كانت حاملا في الشهر الثالث، لكنها لم تعد، وأصبحت مطلوبة للعدالة. 

وتقول الصحيفة: "كان على ما يبدو لجيلر صلات مع أمريكا، وظهر اسمها في شركتين في فلوريدا، وظهرت جيزيل في تموز/ يوليو 1997 في مقابلة تلفزيونية على القنال 1 الكولومبي، وعندما شاهد جارا جيزيل المقابلة، أكدا أنها هي المرأة التي تسكن في شقة 317، وتطلق على نفسها اسم جيزيل يازجي، وفي المقابلة التلفزيونية معها اعترفت بأنها انتحلت شخصية شقيقتها رولا؛ حتى تحصل على عقد من الجيش الكولومبي، وبأنها رشت المسؤولين في كولومبيا عبر كتابة سندات قبض لزوجاتهم، وكانت تبتسم، وبأنها دفعت رشاوى للمسؤولين؛ لأنهم طلبوها وصورت نفسها على أنها سيدة أعمال". 

ويستدرك التقرير بأنه رغم الفضيحة التي انتشرت في كولومبيا، إلا أنها ظلت طليقة، وقال مكتب النائب العام إنه لم يتم تحديد مكانها وجلبها للسجن، لافتا إلى أنه عندما اختفت فضيحة "لامونا" من الذاكرة، وانقضت المدة القانونية على تقديمها للمحاكمة، عادت جيزيل إلى كولومبيا عام 2010، وحاولت الحصول على سحب 20 مليون دولار من مصرف إسباني، وهو ما دعا لتقديمها للمحاكمة، ففي الوقت الذي كانت تضغط فيه على بوب وسعدي لدفع المال لها، كانت تواجه محكمة في بوغوتا، ولا تزال القضية جارية، لكنها أجلت عدة مرات بسبب مناورات جيزيل، كما يقول النائب العام.

تحذير

وتشير الصحيفة إلى أن سعدي شعر عندما اكتشف القصة في كولومبيا أن قلبه يهبط، وقرر أن يخبر أي شخص يراه واقفا معها في الممر، لافتة إلى أن جيزيل تزعم أن سعدي يكرهها لأنها مسيحية وهو مسلم، وهو ما ينفيه بشدة، لكنه مقتنع أن السيدة التي تسكن قريبا منه هي نفسها المرتبطة بفضيحة كولومبيا.

ويورد التقرير أنه بحسب السجلات، فإن جيزيل عاشت في ميامي قبل الانتقال إلى واشنطن، وهناك سجلات عدة في فلوريدا تربط بين يازجي وجيلر، بما في ذلك تاريخ الميلاد وبطاقة التصويت وهوية قيادة السيارة ورقم الخدمة الاجتماعية، وتزوجت مرتين كلاهما انتهيا بالطلاق.

وأنكرت جيزيل يازجي في مقابلة مع الصحيفة أن تكون هي نفسها جيزيل جيلر المرتبطة بفضيحة النصب في كولومبيا، لكنها قالت إنها تعرف عن قصة الشقراء، ووصفتها بالمرأة القوية.

عائلة كارلسون

ويلفت التقرير إلى أن سعدي التقى في محاولته تحذير العالم من جيزيل، بباتريشا وكارلسون، اللذين يسكنان في شقة في البناية ذاتها، وكانت عائلة كارلسون، وهما والدا تاكر كارلسون "مذيع فوكس نيوز"، يتزاوران في الأشهر الماضية مع جيزيل، مع أنها لم تطلب منهما مالا إلا أنهما ساورتهما شكوك حولها.  

وتذكر الصحيفة أن ديك كارلسون كان منتجا تلفزيونيا كبيرا في هيئة الإذاعة العامة في تسعينيات القرن الماضي، وعمل سفيرا في سيشل أثناء إدارة جورج دبليو بوش، وقام بالاتصال بعدد من أصدقائه، بمن فيهم مدير سابق لـ"أف بي أي"، وكلهم سألوا عنها ولم يجدوا من يعرف باسمها من قبل.

ويفيد التقرير بأن باتريشا كارلسون التقت مع جيزيل يازجي في ممر المبنى، وقدمت لها أيقونة دينية، وأخذت جيزيل على عشاء في مطعم "كابيتال غرايل" المشهور بتقديم قطع اللحم البقري، تحدثهما عن علاقتها مع إيفانكا ترامب، وكيف قدمت النصيحة لابنة الرئيس في الطائرة الرئاسية، وأخبرتهما عن مكتب إلى جانب مكتب إيفانكا في البيت الأبيض، وكشفت عن زواجها السري من السيسي، الذي أبقي سرا نظرا للحساسية الدينية، وقالت إنها هي التي قدمت الرئيس المصري لترامب في مكتبه البيضاوي، و"اتصلت به، ومن ثم أعطيت الهاتف لترامب، وبهذه الطريقة بدأ حديثهما الأول". 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أنه في عشاء آخر رن هاتفها، واعتذرت قائلة: "هذا رئيس أنغولا"، وعلقت قائلة: "دائما يلاحقني"، ولم يصدقها كارلسون، لكنه ظل يستمع إليها لأنها متحدثة لا تتوقف، وأثناء حديثها نظرت حول المطعم وقالت إن هناك أربعة أو خمسة حرس لها، "إنهم هنا، لكنكما لا تستطيعان رؤيتهما".
التعليقات (0)