صحافة دولية

صحيفة إيطالية: الدعاية الجهادية باقية وتتمدد على الإنترنت

تنظيم الدولة
تنظيم الدولة
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن المعركة القائمة بين الاستخبارات والجماعات الجهادية التي تروج للفكر الإرهابي في العالم، خاصة أنها باتت تستعمل الإنترنت لنشر رسائل الكراهية والخطط الموجهة للأعمال الإرهابية.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجماعات الإرهابية أصبحت تستعمل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع وبطريقة يستعصي على الاستخبارات اختراقها باستعمال الطرق التقليدية. في هذا الصدد، أجرى مركز البحث البريطاني، بوليسي إكستشاينج، تحليلا لهذه الظاهرة التي اكتسحت الإنترنت.
 
وأضافت الصحيفة أن خلية التفكير كانت تهدف إلى تحليل كيفية استعمال الجماعات الإرهابية للشبكة العنكبوتية، وذلك بالاستناد على بعض البيانات التي وفرتها وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات. في الواقع، وجد الباحثون أن العملية كانت أكثر تعقيدا مما كانوا يعتقدون، لكنها ساعدتهم في إظهار مدى خطورة الإنترنت على مستخدميها والتهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن التحليل الذي أجراه مركز البحث البريطاني أصبح متوفرا على الإنترنت تحت عنوان "ذي نيو نات وور" أو حرب الإنترنت الجديدة. كما أوضح القائمون على هذا البحث أن الإنترنت يعدّ الوسيلة المثالية للترويج للإرهاب في العالم، ويتم ذلك بطريقة سريعة وفي كنف السرية، دون ترك أثر وراءهم.
 
وبينت الصحيفة أن الجماعات الإرهابية قادرة على الوصول إلى كل المستخدمين المتصلين بشبكة الإنترنت في مختلف أنحاء العالم، بمن في ذلك الأفراد المتعاطفون مع التنظيم، الذين يمكن أن ينفذوا هجمات إرهابية. وتجدر الإشارة إلى أن فريق البحث توصل إلى معرفة أكثر الدول عرضة لخطر الدعاية الإرهابية، وذلك عن طريق تحليل هويات ومواقع أكثر مستعملي الإنترنت ولوجا إلى مواقع الجماعات الإرهابية.
 
وذكرت الصحيفة أن الأبحاث كشفت عن الدول التي سجلت أعلى نسب تصفح لمواقع الدعاية الإرهابية في النصف الأول من سنة 2017، وهي على التوالي تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والعراق والمملكة المتحدة.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تفوقت بدرجة كبيرة على الولايات المتحدة في عدد النقرات على هذه المواقع المروجة للإرهاب، حيث بلغت حوالي 16 ألف نقرة. أما الولايات المتحدة، فقد سجلت ما يربو على 10 آلاف نقرة، وهو تقريبا المعدل ذاته الذي سجلته المملكة العربية السعودية. بطبيعة الحال، لا يمكن اعتماد هذه الأرقام بصفة مطلقة، وينبغي الأخذ بعين الاعتبار عدد السكان ومدى انتشار الإنترنت في تلك الدولة.
 
فعلى سبيل المثال، من الواضح أن الولايات المتحدة تتضمن عدد سكان أكبر مقارنة بالمملكة العربية السعودية، فضلا عن أنها تملك شبكة إنترنت أوسع بكثير مقارنة بالشرق الأوسط. لذلك، كان يجب احتساب كثافة هذه النقرات على عدد السكان. ومع ذلك، يعد وجود الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بين هذه الدول الخمس من أهم الحقائق التي توصل إليها الفريق.
 
وأوردت الصحيفة أن الاختلاف بين النتائج في كل من العراق والولايات المتحدة والمملكة المتحدة أثار العديد من التساؤلات. في الواقع، يعدّ تصفح مستعملي الإنترنت في العراق لمواقع الدعاية الإرهابية شيئا عاديا مقارنة بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وذلك نظرا لوجود تنظيم الدولة على الأراضي العراقية، وسيطرته على العديد من المناطق.
 
في المقابل، تعدّ ظاهرة الإرهاب في المملكة المتحدة والولايات المتحدة غامضة؛ ففي تلك الدول، تستخدم الجماعات الجهادية الإنترنت وسيلة للنشر والتبشير. ولكن، هناك فرق كبير بين اختراق الشبكة البريطانية لاستدراج الناس ودفعهم لتنفيذ هجمات إرهابية، وبين الترويج للإرهاب في دول متشددة مثل السعودية، التي تعمل على استخدام هذه المواقع لتعزيز التواصل مع مراكز إرهابية أخرى في أجزاء أخرى من العالم.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تعدّ حالة خاصة؛ لأنها الدولة المتضمنة لأعلى نسبة تصفح لهذه المواقع، وهذا من شأنه أن يبرز مدى خطورة هذه النتائج في هذا الوقت بالذات. ففي الآونة الأخيرة، أصبحت تركيا تواجه مشاكل متعلقة بالفكر الجهادي أو الإرهاب، خاصة في خضم الصراعات التي تواجهها سوريا والعراق.
 
وأضافت الصحيفة أن ألمانيا كانت ثاني أكثر الدول الأوروبية تصفحا للمواقع المرتبطة بالجماعات الإرهابية؛ لذلك، ينبغي ربط البيانات الألمانية مع بيانات رقمية أخرى، والأخذ بعين الاعتبار النسبة الكبيرة من اللاجئين التي تتضمنها، بالإضافة إلى المواطنين المسلمين.
 
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن التصادمات الثقافية بين الشعب الألماني والجالية التركية أصبحت واضحة جدا في ألمانيا، وتشهد تناميا ملحوظا. وهذا من شأنه توفير أرضية خصبة أخرى للجماعات الإرهابية لنشر رسائل الكراهية والفكر المتطرف.
 
الصحيفة: لي أوكي ديلا غويرا

الكاتب: لورنزو فيتا

الرابط:

 https://www.occhidellaguerra.it/cresce-la-propaganda-jihadista-sul-web-tutti-paesi-rischiano-piuhttps://%20http//www.occhidellaguerra.it/cresce-la-propaganda-jihadista-sul-web-tutti-paesi-rischiano-piu
التعليقات (0)