سياسة عربية

جرحى و"صحون طائرة" في مؤتمر أقدم حزب في المغرب (شاهد)

مواجهات بين انصار المرشيحن خلفت جرحى وتكسيرا لقاعة المؤتمر ـ فيسبوك
مواجهات بين انصار المرشيحن خلفت جرحى وتكسيرا لقاعة المؤتمر ـ فيسبوك
تحول عشاء المنتدبين للمؤتمر 17 لحزب الاستقلال (أقدم حزب بالمغرب) إلى ساحة حرب حقيقية، استعملت "الصحون" و"الكراسي" كأسلحة بين أنصار الأمين العام الحالي، حميد شباط، وأنصار مرشح الأمانة العامة، نزار بركة.
 
المواجهات التي انفجرت ساعة العشاء من ليل الجمعة، أسفرت عن إصابات متفاوتة بين منتدبي المؤتمر 17 لحزب الاستقلال، نقل بعض مصابيها إلى المستشفى، فيما قدم الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال اعتذارا عما وقع. 

اعتذار الناطق الرسمي

وقدم الناطق باسم حزب الاستقلال، عادل بنحمزة، اعتذارا للمغاربة عما جرى في افتتاح أشغال الدورة 17 من مؤتمر الحزب، في اليوم الثاني من أشغال المؤتمر.

وقال عادل بنحمزة، في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صباح السبت، إن "ما وقع مساء الجمعة في المؤتمر الوطني السابع عشر للحزب، أمر مخجل و لا يشرف الاستقلاليات و الاستقلاليين، و هو أمر مرفوض أيا كانت أسبابه و مبرراته".

وتابع بنحمزة "فالحزب يمر بظرفية دقيقة لا يمكن اختزالها في الطموحات الشخصية، سواء فيما يتعلق بالأمانة العامة، أو باللجنة التنفيذية، بل من واجبنا اغتنام فرصة المؤتمر الوطني، لطرح الأسئلة الجوهرية فيما يتعلق بواقع بلادنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي صلب هذا الواقع مسار الانتقال الديمقراطي الذي يراد له أن يكون بلا محطة وصول، و أساسا عن دورنا كحزب سياسي و ما مدى مسؤوليتنا فيما تعرفه بلادنا من تراجعات على مختلف الأصعدة".

وزاد "إن الاستقلاليات والاستقلاليين مطالبين اليوم بكثير من نكران الذات، وبإعمال أنبل ما تركه فينا الزعيم علال وهو النقد الذاتي، علينا أن نمتلك شجاعة الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت بصفة جماعية، وعلينا أن نستشرف المستقبل، ونحن نستحضر بأننا نتحدث عن حزب الاستقلال و ليس عن أي حزب آخر طارئ على الحياة الحزبية و السياسية، لكننا مطالبين أيضا وبنفس القدر، أن نكون على وعي تام بأن حياة الأحزاب معرضة للانتكاسات والأمراض و التعب بل و الموت أيضا".

وأفاد "إن أي حزب يتخلى عن وظيفته و رسالته، لا يمكن أن يبقى له من مبرر للوجود. لهذا فإننا نخوض اليوم بصورة جماعية، معركة أساسية هي معركة الوجود، وهي معركة تسعى للحفاظ على الحزب و على حظوظه في المستقبل".

وختم قائلا: "باسمي الشخصي و باسم كافة الاستقلاليات و الاستقلاليين، أعتذر عن المشاهد الصادمة التي أنتجتها سلوكات غير مسؤولة، أزعجت بابتذالها كثيرا ممن يختلفون مع حزب الاستقلال، لكنهم يريدونه قويا و موحدا، لأنه ليس ملكا لمناضلاته و مناضليه فقط، بل هو ملك لكافة المغاربة على اختلاف انتماءاتهم السياسية و اختياراتهم الأيديولوجية".

معركة الصحون الطائرة

وتحولت القاعة المخصصة لعشاء المؤتمرين، إلى حلبة للصراع بين أنصار نزار بركة وأنصار حميد شباط.
وبحسب مصادر متطابقة فإن الصراع بين الطرفين بدأ عندما حمل أنصار الأمين العام الحالي، حميد شباط، رئيس الحزب على الأكتاف ورفعوا شعارات تنادي باسمه أمينا عاما داخل القاعات المخصصة للأكل ساعة العشاء".

وقام عدد من أنصار شباط برفع الأخير على أكتافهم هاتفين بحياته ومتوعدين بانتصاره على خصمه نزار بركة، فيما قام أنصار بركة أيضا برفع شعارات تتعهد بانتصار بركة، قائلين: "الشعب يريد نزار".

وتابعت المصادر أن أنصار المرشح المنافس نزار بركة، رفعوا شعارات مضادة، أعلنوا رفضهم استمرار شباط على رأس الحزب ونادوا برحيله مرددين شعار "ارحل".

وتابعت المصادر، أنه مع احتدام الشعارات وتقارب الطرفين فيما بينهما، بدأ التدافع وتحول إلى لكم، ليتم بعدها استعمال الصحون والكراسي وموائد الطعام كأسلحة في الاشتباكات التي امتدت فترة محدودة من الزمن قبل أن تتوقف".

ووفق مصادر الجريدة، فإن الصراع بين الطرفين خلف جرح ثلاثة استقلاليين جرى نقلهم بواسطة الوقاية المدنية إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج، في حين استطاع المنظمون السيطرة على الأوضاع.

                                                 

                                                 
كلمة هادئة سبقت العاصفة

في خطاب مطول ناهز أكثر من أربعين دقيقة، تحاشى الأمين العام المنتهية ولايته لحزب الاستقلال حميد شباط، الحديث بلغة التصعيد وذلك في كلمته أثناء افتتاح أشغال المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب علال  الفاسي.

وعكس المتوقع، اختار شباط تخصيص الجزء الأكبر من خطابه للحديث عن قضية الوحدة الترابية للمغرب، مفضلا عدم الحديث عن الأمور الداخلية للحزب، قائلا إن ذلك سيتم مناقشته في أشغال المؤتمر خلال أيامه الثلاث.

كما تحاشى شباط قصف منافسة في الوصول الأمانة العامة نزار بركة، غير أن لمح وحذر من تدخل الأجهزة الأمنية في انتخابات الأمين العام المقبل، داعيا إلى ترك الأمور للاستقلاليين من أجل تدبر أمورهم.

وتعهد شباط من خلال كلمته بكشف أسباب انسحاب حزبه من رئاسة الحكومة سنة 2013، مشيرا أنه سيتحدث في هذا الأمر بتفصيل أثناء مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، معتبرا وهو يوجه كلامه لبنكيران الحاضر في اللقاء أن حزبه طوى خلافاته مع حزب العدالة والتنمية.

ورغم أجواء العنف غير المسبوق بين أنصار المرشحين إلا أن المؤتمر استأنف أشغاله ليل الجمعة إلى الساعات الأولى من صباح السبت، ويرتقب أن يحسم الحزب في مصير المرشحين ليلة السبت، وسط توقعات بحصول تفاهمات بين تيارات الحزب من أجل الحفاظ على وحدته.  
التعليقات (0)