كتاب عربي 21

رؤية اسلامية لبنانية للتحديات المقبلة: حماية الوحدة وتقديم النموذج الحضاري

قاسم قصير
1300x600
1300x600
دعا مرجع اسلامي لبناني بارز في بيروت  الجهات الدينية الاسلامية والمسيحية الى مواجهة التحديات المختلفة التي بدأت تبرز في العالم العربي والاسلامي والتي قد يكون لها تداعيات خطيرة على الاديان عامة وعلى الدين الاسلامي بشكل خاص. 

واعتبر هذا المرجع خلال لقاء خاص مع وفد من شبكة الامان للسلم الاهلي التي اطلقها العلامة السيد علي فضل الله ، :" اننا نعيش اليوم مرحلة خطيرة جدا في ظل انتشار ظاهرة البعد عن الاديان ولجوء الشباب الى خيارات اخرى بسبب ما يرونه من ممارسات باسم الدين والاسلام ، وانه اذا لم تتم مقاربة التحديات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي نواجهها اليوم بروح تجديدية وجريئة  وتقديم النموذج الحضاري الاسلامي فأننا سنكون امام مخاطر كبرى قد تطيح بكل الايجابيات التي تحققت في سنوات الصحوة الاسلامية". 

واوضح هذا المرجع :" ان المهمة الاولى اليوم التي علي المؤسسات الدينية الاسلامية التركيز عليها حماية الوحدة الاسلامية كمدخل لحماية الوحدة الوطنية في كل بلد عربي او اسلامي، لان اي خطر يصيب الوحدة الاسلامية سينعكس على كل وطن ولذا المطلوب تجاوز الخلافات الفقهية والفكرية القديمة والبحث عن مساحات مشتركة للعمل بين جميع الاطراف دون ان يتنازل اي طرف عن وجهة نظره ، لانه اذا لم نبحث عن المساحات المشتركة سنغرق جميعا في الصراعات والمشاكل". 

واعتبر المرجع الاسلامي:" ان لبنان يقف على رأس الجهود الاسلامية في البحث عن تطوير الخطاب الديني وتقديم النموذج العملي في العيش المشترك وفي التعاون مع مختلف الجهات العربية والاسلامية والدولية لمواجهة الاصطفافات المذهبية ومد الايدي لاخواننا في بقية الاديان من اجل ارساء ثقافة الحوار وقبول الاخر والدعوة لدولة المواطنة القائمة على التنوع". 

وشرح المرجع بشكل مفصل الخطوات التي قامت المؤسسات الدينية في لبنان والعالم العربي ولا سيما دار الفتوى اللبنانية والازهر الشريف وبالتعاون مع بقية المؤسسات الرسمية والاهلية في الوطن العربي والعالم الاسلامي من اجل التوصل الى اطلاق سلسلة وثائق اسلامية – مسيحية تدعو لدولة المواطنة وحماية التعددية والتنوع ، ومن ثم العمل من اجل انزال هذه الوثائق الى الواقع العملي من خلال الجامعات والجمعيات الاهلية والمدارس والمساجد. 

لكن المرجع الاسلامي يعترف : انه رغم كل الجهود التي تبذل لمواجهة التطرف والعنف ونشر ثقافة الحوار والاعتدال وقبول الاخر، فاننا امام مشكلات كبرى تنتشر في العالم العربي والاسلامي وتمتد الى بقية انحاء العالم ، وخصوصا انتشار موجة التطرف والتشدد وفي ظل الحروب والصراعات التي تنتقل من بلد الى اخر وتهدد كل الجهود المبذولة من اجل الحوار ونشر السلم الاهلي. 

ومن اجل كل ذلك اكد المرجع : ان المطلوب اليوم تكثيف الجهود من قبل جميع المعنيين في الساحة الاسلامية لحماية الوحدة الاسلامية وحل المشكلات العالقة وخصوصا التي تبرز احيانا عبر بعض وسائل الاعلام  وفي الواقع المعيشي، وان على جميع المؤسسات الرسمية والاهلية التعاون اليوم فيما بينها وابراز ودعم الاصوات المعتدلة ومحاصرة الاصوات المتطرفة من اية جهة اتت. 

ما قاله هذا المرجع الاسلامي البارز في بيروت تسمعه ايضا في العديد من اللقاءات وورشات العمل التي تجريها مؤسسات دينية او حوارية سواء في بيروت او في العديد من العواصم العربية والاسلامية او في بعض الدول الاوروبية، لكن المشكلة انه عند الخروج من القاعات المغلقة الى عالم الحقيقة او الذهاب الى الفضائيات المنتشرة او الدخول الى بعض الحوزات الدينية او المؤسسات المعنية بالتعليم الديني، تجد ان هناك فارق كبير بين هذا الخطاب الحواري والمعتدل وبين الواقع القائم، فمتى نصل الى المرحلة التي لا نحتاج فيها للمزيد من الدعوات وورش العمل والندوات والمؤتمرات ونعيش جميعا في دولة المواطنة  التي تحترم الانسان بصفته مواطنا كامل الصفات ولا تميز بينه وبين اخيه الانسان بسبب ارائه او افكاره او انتمائه الديني والمذهبي. 
0
التعليقات (0)