ملفات وتقارير

هل كشف هجوم الواحات الغطاء عن صراع الرئاسة بمصر؟

"صراع" حفيقي أم "تضارب مصالح" آني فقط؟
"صراع" حفيقي أم "تضارب مصالح" آني فقط؟
أثار الحديث عن تعرض قوات الشرطة المصرية للخيانة من جهة داخلية في مجزرة الواحات، والذي جاء على لسان الفريق سامي عنان والفريق أحمد شفيق، التساؤلات حول وجود صراع قوي بين رجال دولة المخلوع حسني مبارك ودولة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وكان رئيس أركان الجيش الأسبق، الفريق سامي عنان، والمرشح الرئاسي الأسبق الفريق أحمد شفيق، ورئيس أكاديمية الشرطة السابق اللواء أحمد جاد منصور، والإعلامي عمرو أديب، قد تحدثوا جميعا عن وجود خيانة من طرف جهة داخلية؛ أدت إلى مقتل العشرات من عناصر الأمن في كمين في منطقة الواحات في الصحراء الغربية بمصر.

وتحت هاشتاغ "#الواحات_خفايا_وأسرار"، تساءل الحقوقي المصري محمود جابر فرغلي، الاثنين: "هل الأيام القادمة على مصر ستشهد صراعا بين مراكز القوى بسبب انتخابات 2018، وهل حادث الواحات هي بداية ذلك الصراع؟"، مجيبا بقوله: "ربما".

‏وتحدث المقرر القانوني لتكتل القوى الثورية والاتحاد المصري لحقوق الإنسان‏، حسين حسن بدران، عن التضارب الإعلامي والسياسي في حادث الواحات، وقال عبر صفحته في فيسبوك: "صراع الأجنحة على أشده، وإذا لم يتم توحيد الجهود والقضاء على مراكز القوى وثورة تصحيح سوف تضيع الدولة"، بحسب تعبيره.

وأشار بدران إلى "مؤشرات الصراع" بقوله: "تامر عبد المنعم (إعلامي) يتقدم ببلاغ على الهواء ضد الفريق شفيق، وعمرو أديب، لحديثهما عن وجود خيانة"، مضيفا: "وأماني الخياط تتهم مصطفى بكري والفريق شفيق، وأحمد موسى يذيع تسجيلا ويتم رفعه من الصفحة في أقل من ساعة، ومصطفى بكري يكتب تدويتة ويحذفها، والفريقان عنان وشفيق متفقان في الرؤية حول واقعة الواحات".

الخيانة تعني الصراع

وفي تعليقه على تلك الرؤية، يرى المستشار محمد سليمان أن الأيام القادمة قد تشهد صراعا بين مراكز القوى في مصر، خاصة بعد حادث مقتل جنود وضباط الشرطة في الواحات، مشيرا إلى "ما تم الحديث عنه من وجود خيانة كانت هي السبب في مقتل جنود وضباط الشرطة".

وقال سليمان لـ"عربي21": "صراع أجنحة دولة مبارك ودولة السيسي وارد جدا، خاصة إذا أجريت انتخابات 2018"، وفق تقديره.

صراع أم خلاف مصالح؟

أما عضو حزب الوسط المصري المعارض، وليد مصطفى، فقال إن "هذه المنظومة لا يحدث بها صراع داخلي، وإنما يختلفون، وفي النهاية تحكمهم علاقة المصالح".

وأضاف: "استمرار تماسك تلك المنظومة هو طوق النجاة الوحيد لهم جميعا، سواء كانوا ظاهرين بالمشهد أو لا"، معتبرا أن "أكبر دليل على تماسكهم هو مبارك وما ينعم به من أمن وأمان، دون أي ملاحقة أو عقاب".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد مصطفى، "أن انتخابات 2018 تقلق فقط من يدير المشهد الآن؛ لأنه يعلم أنه لا يملك أية شعبية الآن، وأن حشد المواطنين أمام لجان الانتخابات هو أمر في غاية الصعوبة، وفي نفس الوقت هو يعلم جيدا أن أي مرشح منافس سيحصل على تأييد المواطنين، ليس بسبب شعبية المنافس، ولكن لرغبتهم (المواطنين) في الخلاص منه، مثلما حدث في انتخابات برلمان 2005"، كما قال.

ورأى مصطفى أن "الأهم؛ هو موقف المعارضة المصرية التي لم تنجح حتى الآن في الوصول إلى حالة اصطفاف وإعطاء الأمل للمواطن في إمكانية التغيير، وأن التغيير للوصول إلى مسار ديمقراطي سيحقق العدل والأمان والرخاء للمواطن المصري المطحون"، على حد وصفه.

صراع غير مؤثر الآن

وأكد الإعلامي عماد البحيري أن "حديث الخيانة لم يأت على لسان شفيق، وعنان فقط، وإنما جاء على لسان الإعلامي عمرو أديب في حسابه على تويتر"، واصفا إياه بـ"رجل المخابرات الأول في الإعلام المصري".

وعن احتمالات أن تشهد الأيام القادمة صراعا بين مراكز القوى في مصر، يعتقد البحيري، في حديث لـ"عربي21"، أن "صراع الأجنحة، لو وجد، لن يكون مؤثرا الآن؛ لأنه لا بد أن تظهر قوته قبل الانتخابات بفترة".

وقال: "في الحقيقة يبدو أن هناك إجماعا على أن جناحا ما في الدولة شارك في جريمة الواحات، ولكن غير معروف من هو ولصالح من يعمل؟"، وفق قوله.

وأضاف البحيري: "الشواهد تقول إنه بعد أن عقد السيسي مصالحة مع حماس، وأصبح من غير المقبول أن يتم إلصاق أية تهمة بها، من الأعمال الإرهابية التي تحدث في سيناء، لجأ السيسي الى فتح الجبهة الغربية".

وأوضح أن أهداف السيسي من فتح تلك الجبهة تتمثل في "أولا: في أن يستمد السيسي قوته من إيهام الغرب بأنه يحارب الإسلام الأصولي، لذلك لا بد من خلق عدو دائم حتى يتم الإبقاء عليه".

وأضاف البحيري "وثانيا: بعد طول أزمة قطر وضعف احتمالية حصول السيسي على تعويضات منها كما نصت لائحة المطالب؛ فإن ليبيا تعتبر البديل الأمثل ببترولها وأموالها".

ورجح أن "يسعى السيسي جاهدا لكي يكون له قدم فيها"، معتبرا أن "هذا لا يتم إلا عبر إشعال الحدود الغربية ولو على حساب دماء أبناء مصر من الجيش والشرطة"، وفق تقديره.

بوستات خجولة

من جانبه، أكد الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة، أن مسألة الصراع "لن يتجاوز الأمر حولها أبدا أكثر من بوستات متواضعة المستوى، وعلى خجل؛ ذلك أن هذا وذاك وغيرهما لهم من الملفات الكثير التي يمكن فتحها في الوقت المناسب"، مضيفا: "نحن أمام نظام لا يتورع عن فعل أي شيء، حتى لو كان على سبيل التلفيق"، وفق قوله.

وقال سلامة لـ"عربي21": "أعتقد أن الأمر حينما يصل إلى الردح، نكون أمام الأسوأ مستقبلا"، مضيفا: "الحديث عن انتخابات 2018 أكبر من حجمه. ذلك أنها سوف تكون انتخابات صورية، بمرشحين كومبارس إلا إنها سوف تشهد أقل إقبال في تاريخ مصر، وبما لا يتجاوز 5 في المائة، وبذلك سوف نكون أمام استفتاء على الرئيس أكثر منه انتخابات"، وفق تقديره.
التعليقات (1)
مصري جدا
الثلاثاء، 24-10-2017 09:26 م
لن يكشف الغطاء الا بعد ان يحصل الخليج والغرب على كل ما يريد من السيسي وبعدها تبدآ لعبة جديدة بلاعب جديد وهذا لن يتم الان ولا في القادم القريب لان السيسي لهم فرصة لن تتكرر نظرا لطموحه الذي لا سقف له وتنازلاته التي لا قاع لها ،، اما سامي عنان وشفيق فهي اوراق محروقه ولها ملفات قذرة لدى السيسي الذي كان رئيس المخابرات الحربية ،،وديتهم معروفه كما يقول المثل ،، قليل من المصالح والمنافع والاموال والاراضي والشقق وخلاص ،،، يا سيدي لا رهان على هؤلاء جميعا ،، الرهان على الشعب الذي خرج ولم يرجع بعد،،

خبر عاجل