سياسة عربية

الهدف الإسرائيلي الخامس في سوريا.. ما هو؟

بضع عشرات من الدروز في الجولان قطعوا السياج الفاصل وتسللوا لسوريا لمساعدة الدروز خلف الحدود- تويتر
بضع عشرات من الدروز في الجولان قطعوا السياج الفاصل وتسللوا لسوريا لمساعدة الدروز خلف الحدود- تويتر
استعرض خبراء ونخب إسرائيليون السياسة الإسرائيلية تجاه التدخل في الحرب السورية، وخاصة بعد صدور بيان لافت من الجيش الإسرائيلي يتحدث عن إمكانية التدخل لحماية الدروز في قرية الخضر بالجولان السوري المحتلة.

عملية شديدة
وأوضح الخبير العسكري الإسرائيلي، يوسي ملمان، في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "إسرائيل عملت خلال الحرب الأهلية السورية المتواصلة منذ ستة أعوام ونصف ضد نظام بشار الأسد وحلفائه؛ حزب الله وإيران".

وأكد أن "سلاح الجو الإسرائيلي هاجم قوافل ومخازن سلاح، ولاسيما صواريخ بعيدة المدى، ومعظمها نفذ دون أن تعلن تل أبيب مسؤوليتها عن الهجوم"، زاعما أن "السياسية الرسمية الإسرائيلية (المعلنة) في سوريا هي؛ عدم التدخل".

ومنذ أول أمس، ولأول مرة منذ بدء الحرب السورية، "تعلن إسرائيل أنها ستتدخل فيها، وذلك بسبب عملية تفجير شديدة لسيارة أدخلها عناصر جبهة النصرة، للقرية الخضر الدرزية الكبيرة التي تقع على سفوح جبل الشيخ".

وكشف ملمان، أن "بضع عشرات من الدروز في الجولان قطعوا السياج الفاصل وتسللوا لسوريا لمساعدة الدروز خلف الحدود، وهو ما دفع جهاز الأمن والقيادة السياسية، ممن تخوفوا من أن يهيج الدروز في إسرائيل فينضموا للحرب في سوريا، للرد والإعلان بأن الجيش الإسرائيلي سيتدخل في الحرب ولن يسمح بالمس بالدروز السوريين".

وأما المفارقة هنا، "هي أن قرية الخضر وسكانها الدروز مؤيدين للأسد، وفي الماضي جند حزب الله من صفوفهم مقاتلين حاولوا تنفيذ عمليات على طول الحدود مع إسرائيل (فلسطين المحتلة)"، وفق الخبير العسكري.

ولفت إلى أن "لإسرائيل أربعة أهداف (معلنة) وضعتها لنفسها في الحرب في سوريا وهي؛ عدم التدخل، الحفاظ على الهدوء على الحدود، الرد بالنار على كل خرق لسيادتها ومنع نقل السلاح المتطور إلى حزب الله"، مضيفا: "وهنا أضيف هداف خامسا لإسرائيل وهو؛ حماية الدروز في سوريا البالغ عددهم نحو مليون نسمة".

التجمع الأكبر
وأكد ملمان، أن الهدف الإسرائيلي الخامس "لا ينطبق فقط على الدروز قرب الحدود، بل أيضا في جبل الدروز في جنوب شرق سوريا حيث يتواجد التجمع الأكبر لهم".

من جانبه، أوضح المحلل العسكري الإسرائيلي لدى صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن "التهديد الإسرائيلي الفريد بالدفاع عن قرية الخضر الدرزية، جاء عقب توجه قيادة الطائفة الدرزية في إسرائيل لرئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، حيث أثار الهجوم على القرية قلق الدروز".

وكشف هرئيل، أن زعيم الطائفة الدرزية في "إسرائيل"، موفق طريف، اتصل بآيزنكوت وطلب من مساعدة عسكرية للدروز في الخضر، وجاء في بيان للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن "الجيش الإسرائيلي جاهز ومستعد لمساعدة سكان قرية الخضر، وأنه سيمنع المس بها أو احتلالها وذلك من خلال واجبه نحو السكان الدروز".

ونشر بيان الجيش هذا، عقب حديث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في محاضرة له في "تشاتهام هاوس" بلندن، والتي أكد فيها أن "إسرائيل لا تتدخل في القتال في سوريا".

وأوضح المحلل العسكري، أن ليس المقصود هو "إرسال جنود إسرائيليين للقتال والتعرض للإصابة داخل سوريا"، موضحا أن "تهديد الجيش باستخدام النيران المضادة مثل؛ هجوم من الجو أو دبابات ومدافع؛ يكفي لردع قوات النصرة من مواصلة التقدم نحو القرية الدرزية".

مصلحة إسرائيلية
بدوره، حذر وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، يوسي بيلين، في مقال له، الأحد، بصحيفة "إسرائيل اليوم"، من خطوة التدخل الإسرائيلي في "المستنقع" السوري، وقال: "على إسرائيل الامتناع عن الدخول في حرب ليست لنا، رغم الضغوط الدرزية المتزايدة".

وأوضح بيلين، أن نحو 20 ألف درزي يعيشون في هضبة الجولان؛ القليل منهم مؤيد لإسرائيل وأغلبيتهم العظمى يؤيدون الأسد، مشيرا إلى أنه عندما "ضمت (احتلت) إسرائيل الجولان عام 1981، منحت السكان هناك إمكانية الحصول على الجنسية الإسرائيلية ولكن فقط حوالي 700 منهم قاموا بذلك حتى اليوم".

وأضاف: "في المقابل؛ الدروز الذين يعيشون في إسرائيل؛ يشعرون بتماثل معها ويخدمون في الجيش الإسرائيلي".

وتساءل الوزير، "هل دخول الجيش في مشاركة ملموسة يشكل مصلحة إسرائيلية؟"، مضيفا: "ألا يشكل ذلك خضوعا للضغط العنيف من قبل الدروز، وهل سنحارب ضد جبهة النصرة، وننقل القرية لأيدي المخلصين لحكومة سوريا، المدعومة من حزب الله؟".

فالحديث "هنا لا يدور عن بلدة مقربة بشكل خاص من إسرائيل، فهناك من انضم من شبابها في السنوات الأخيرة لحزب الله وتسببوا بالضرر لجنود إسرائيليين أثناء تشغيلهم من قبل سمير قنطار".

وألمح بيلين، إلى إمكانية طلب "إسرائيل" المساعدة من روسيا وأمريكا لبذل الجهود للدفاع عن الخضر، كما أن على "تل أبيب ألا تجتاز الجدار وألا تنضم إلى حرب ليست لنا".
التعليقات (1)
الحر
الإثنين، 06-11-2017 12:59 ص
ما هو راي فيصل القاسم بالموضوع يتسائل مواطن عربي !!!