سياسة عربية

هل نفذ ترامب أحد وعوده الانتخابية على يد ابن سلمان؟

الوليد بن طلال اشترى حصة ترامب في فندق بلازا الشهير بنيويورك- جيتي
الوليد بن طلال اشترى حصة ترامب في فندق بلازا الشهير بنيويورك- جيتي

أعاد تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة الاعتقالات الجارية في السعودية بحق أمراء ووزراء وإشارته إلى أن بعضهم كان "يحلب" بلاده لسنوات إلى الأذهان التراشق الذي جرى بين الأمير الملياردير الوليد بن طلال وترامب خلال حملة انتخابات الرئاسة عام 2016.

وخلال الحملة الانتخابية لترامب العام الماضي، صدرت العديد من المواقف من قبل الوليد ضد ترامب والتي وصفه في إحداها عبر حسابه بـ"تويتر" بأنه رجل "عار على الحزب الجمهوري وأمريكا كلها" وعليه أن "ينسحب من الانتخابات لأنه لن يفوز".

 

.@realDonaldTrump
You are a disgrace not only to the GOP but to all America.

Withdraw from the U.S presidential race as you will never win.


ترامب رد بتغريدة مماثلة في حينه وقام بشتم الوليد وقال إنه "غبي" واتهمه بمحاولة "التحكم بالسياسيين الأمريكيين عبر نقود والده".

 


Dopey Prince @Alwaleed_Talal wants to control our U.S. politicians with daddy’s money. Can’t do it when I get elected. #Trump2016



وهدد ترامب في تلك التغريدة الشهيرة الوليد بأنه في حال وصوله للرئاسة "لن يسمح له بفعل ذلك".

وطرحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تساؤلا حول وجود دور لترامب في اعتقال الوليد بن طلال الذي كان واحدا من المستثمرين الذين اشتروا فندق "بلازا" في نيويورك والذي كان ترامب واحدا من مالكيه في السابق.

وعلاوة على شراء حصة ترامب في الفندق، اشترى الوليد يختا باهظ الثمن كان يملكه ترامب أيضا.

وترى الصحيفة أن المواقف الشخصية السلبية لترامب من الوليد عززتها العلاقات "الدافئة" والقوية مع ولي العهد السعودي الذي صعد بشكل مفاجئ للسيطرة على أهم مركز في البلاد.

ويرى مراقبون أن تغريدة ترامب التي قال فيها إن "بعض أولئك الموقوفين" كان يقصد بها الوليد بن طلال حين وصفه بأنهم كانوا "يحلبون" بلادهم لسنوات.

المحلل السياسي وسام الكبيسي قال إنه لو ثبت لدى مراكز القوى في الولايات المتحدة أن ترامب تدخل في مسألة الاعتقالات الجارية في السعودية لدوافع شخصية فإنه بالتأكيد سيكون أمام مأزق داخلي.

 

إقرأ أيضا: ترامب.. أثق بسلمان.. وبعض المعتقلين "حلبوا" بلادهم لسنوات


وأوضح الكبيسي لـ"عربي21" أن إقحام الرئيس أو المسؤولين الأمريكيين آراءهم الشخصية في الشؤون العامة التي تمس الولايات المتحدة أو تصرفهم بناء مصالح ذاتية يعد خطا أحمر ولطالما عرض رؤساء سابقون العديد من المشكلات.

وأشار إلى أنه "لا يمكن استثناء وجود دوافع شخصية ونفسية" وراء تأييد ترامب لحملة الاعتقالات الجارية في السعودية خاصة أنه سبق له التراشق مع الوليد بن طلال، لكن في الوقت ذاته لفت إلى أن "سياسات الدول تتجاوز كل هذه الجوانب ويتعداها الأمر إلى علاقات استراتيجية ومفصلية مع دولة حليف منذ إنشاء المملكة مطلع القرن الماضي".

وأضاف: "الأمر أكبر من النزاع الشخصي لكن ترامب عودنا على أسلوبه الذي يفتقر للدبلوماسية السياسية التقليدية التي تراعي الألفاظ وكيفية تصدير مواقفها ويطغى عليه أسلوب رجال الأعمال أكثر من السياسيين".

وعلى صعيد التكهنات بوجود علم أمريكي وتنسيق يتعلق بحملة الاعتقالا بحق الأمراء قال الكبيسي: "قرارات السعودية التي تتعلق بالعائلة المالكة كانت المملكة لا تسمح بالتدخل بها فترة طويلة"، مضيفا: "لكن أعتقد أن هذه الحملة كانت بالتأكيد واشنطن بصورتها في الحد الأدنى قبل البدء بتنفيذها على أرض الواقع".

وأشار إلى أن مطبخ السياسة الأمريكية يدفع باتجاه صعود محمد بن سلمان ودعمه للعب دور في السعودية والخليج والشرق الأوسط عموما نظرا للمصالح التي يرى أن الرجل سيحققها لصالح الطرفين.


وشدد الكبيسي على أن الولايات المتحدة ليست بصدد أي تصعيد في المملكة خصوصا والمنطقة عموما على الرغم من وجود تباينات وتضارب في التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين في العديد من القضايا مثل الشأن العراقي والسوري وحتى كوريا الشمالية.

التعليقات (0)