سياسة عربية

ذكرى عرفات.. مناسبة للتصالح والمسامحة في غزة

يصادف يوم السبت القادم الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاستشهاد "أبو عمار"- جيتي
يصادف يوم السبت القادم الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاستشهاد "أبو عمار"- جيتي

مع قرب حلول ذكرى استشهاد الرمز الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار"، تستعد اللجنة الوطنية العليا للمصالحة المجتمعية "تكافل"، للاحتفال بإنجاز ملفات العشرات من ضحايا أحداث الاقتتال الداخلي الذي وقع عام 2007 في قطاع غزة.

 
رافعة المصالحة


وأكد القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أسامة الفرا، أن "هذا المهرجان الذي يأتي في ذكرى استشهاد أبو عمار، وتشارك فيه معظم الفصائل يعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني".
 
وأوضح لـ"عربي21"، أن "الرمز أبو عمار كان دائما ينادي بالوحدة الوطنية، فأردنا أن يكون هذا المهرجان هو ترجمة عملية وحقيقة لوصيته، وأن تكون هناك ممارسة حية للوحدة الفلسطينية عبر معالجة 100 ملف من ملفات شهداء الوطن (شهداء الاقتتال الداخلي)".

وأكد الفرا المقرب من القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، أن "هذا العمل الذي يأتي تحت إطار المصالحة المجتمعية، هو دعامة ورافعة أساسية لإنجاز المصالحة الفلسطينية، وهذا المهرجان ترجمة لكل ذلك".
 
وأشار إلى أن المهرجان، هو أيضا إحياء لذكرى الشهيد أبو عمار الـ 13، وقال: "الشهيدان أبو عمار والشيخ أحمد ياسين، أعطيا بشكل واضح وصريح كيف يمكن لهذه الوحدة أن تترجم على أرض الواقع".
 
وحول محاولات التشويش على المهرجان، لفت القيادي في حركة "فتح"، إلى أن "أبو عمار هو ملك الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، وليس ملكا لحركة فتح، وهو زعيم لكل الفلسطينيين، وبالتالي من حق كل الفصائل الفلسطينية أن تشارك وأن تحتفل بذكرى استشهاد هذا الرمز الوطني".
 
مواقف نبيلة


وأوضح أن الحضور الكبير، "يعبر بشكل صادق وواضح عن رغبته في إنجاز الوحدة الوطنية"، مؤكدا أن "نجاح هذا المهرجان واستكمال المصالحة المجتمعية، هو رسالة شعبية فلسطينية وتأكيد منها على أهمية إتمام المصالحة الوطنية".
 
من جانبه، أوضح القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعضو لجنة المصالحة المجتمعية، زكريا معمر، أن "اللجنة أمامها عمل طويل، وهي تجد دعما شعبيا وفصائليا كبيرا لما لهذا الملف من أهمية كبيرة في لم الشمل الفلسطيني وتحقيق مصالحة مجتمعية حقيقية".
 
وشدد في حديثه لـ"عربي21"، على "عزم حركته ومعها فصائل العمل الوطني، على المضي قدما حتى إتمام ملف المصالحة المجتمعية ومعالجة كافة ملفات ضحايا الاقتتال الداخلي"، موضحا أنه بإنهاء ملفات شهداء اليوم، "تكون اللجنة قد أنجزت خلال الفترة الماضية من عملها ملفات 140 شهيدا؛ من إجمالي  500  ملف تقريبا، على مستوى كافة محافظات قطاع غزة".
 
وأشاد أبو معمر، بـ"المواقف الوطنية النبيلة من قبل عائلات الضحايا، في العفو والتسامح من أجل فلسطين والوحدة الوطنية، تمهيدا لمصالحة وطنية شاملة وإنهاء الانقسام"، متفقا مع القيادي الفرا، على أهمية "إنجاز وترسيخ المصالحة المجتمعية تمهيدا لمصالحة فلسطينية داخلية شاملة".
 
الرابح الأول


من جانبه، أكد الكاتب والمحلل الفلسطيني فايز أبو شمالة، أن "الرابح الأول من تحقيق المصالحة المجتمعية هو الشعب الفلسطيني"، محذرا من خطورة أي "تأخير في إغلاق تام لهذا الملف، لأن أي إعاقة أو تأخير لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني التواق للوحدة وإنهاء هذا الوجع".
 
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن "أفضل هدية يمكن أن تقدم للشعب الفلسطيني في ذكرى الشهيد أبو عمار، هي السير قدما في إنجاز المصالحة المجتمعية"، مؤكدا أن "أبو عمار كان حريصا على لملمة شمل المجتمع الفلسطيني، ووحدة الصف".
 
وأضاف: "المصالحة المجتمعية؛ هي رسالة الشهداء إلى الشعب الفلسطيني".
 
وحول حق الشعب الفلسطيني في معرفة "قاتل" عرفات، نوه أبو شمالة، أنه "حتى لو كان لدى البعض معرفة أو معلومة فلن يجرؤ على نشرها اليوم، لأنه سيكون متهما من الشعب بإخفاء الحقيقة سنوات، والكذب على الأموات والأحياء"، معتبرا أن "الحقيقة ماتت مع أبو عمار، ولن تسمح إسرائيل بالكشف عن لغز قتلته، إلا بعد عشرين سنة حين تفتح الخزائن السرية"، وفق قوله.
 
ومن الجير ذكره،  أن لغز استشهاد الرئيس الفلسطيني السابق عرفات، الذي قتل وفق التحقيقات بمادة شديدة السمية لا تزال غامضة، ولا تزال لجنة التحقيق الفلسطينية ترفض الكشف عن مجريات التحقيق أو المتسبب في وفاة أبو عمار.
 
ويصادف يوم السبت القادم الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاستشهاد "أبو عمار"، المولود في 4 آب/ أغسطس عام 1929، والرحل في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، بعد تدهور حالته الصحية بعد حصاره من قبل "إسرائيل" في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

التعليقات (0)