صحافة دولية

تسايت: كيف وقع لبنان رهينة الصراع السعودي الإيراني؟

تسايت: لبنان أصبح فعليا مسرحا للصراع السعودي الإيراني منذ الـ4 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري
تسايت: لبنان أصبح فعليا مسرحا للصراع السعودي الإيراني منذ الـ4 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري

نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن تحول لبنان لمسرح صراع بين المملكة العربية السعودية وإيران. وفي الأثناء، تواجه منطقة الشرق الأوسط عدة سيناريوهات خطيرة، لعل أشدها فظاعة اندلاع حرب كبرى في المنطقة.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن لبنان أصبح فعليا مسرحا للصراع السعودي الإيراني منذ 4 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أي إبان إعلان رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، عن استقالته من الأراضي السعودية بشكل مفاجئ. وبعد يومين، أعلنت المملكة العربية السعودية الحرب على لبنان، لتأمر في وقت لاحق رعاياها بمغادرة الأراضي اللبنانية.
 
وأكدت الصحيفة أن وقع استقالة الحريري كان رهيبا على اللبنانيين، الذين يرون أن هذه الخطوة المفاجئة جعلت بلادهم رهينة حكام السعودية. والجدير بالذكر أن لبنان لطالما كان مسرحا للصراعات بين الطائفتين السنية والشيعية.
 
وأوضحت الصحيفة أن حزب الله يتمتع بنفوذ واسع في لبنان، ويعدّ دولة داخل الدولة، كما يملك جهازه الاستخباراتي الخاص به وفيلقا من المليشيات المسلحة التي تفوق الجيش اللبناني قوة. علاوة على ذلك، يتلقى حزب الله دعما ماليا كبيرا من إيران.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من السياسيين اللبنانيين حاولوا التصدي للتدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل. ومن بين هؤلاء السياسيين، وزير المالية اللبناني الأسبق، محمد شطح، الذي لقي حتفه في شهر كانون الأول/ ديسمبر سنة 2013، إثر انفجار سيارة مفخخة. وتعزى عملية اغتياله للرسالة التي وجهها للرئيس الإيراني، حسن روحاني، والتي دعا من خلالها طهران للتوقف عن التدخل في الشأن اللبناني، وتجريد حزب الله من الأسلحة. والجدير بالذكر أن رسالة شطح تخفي في طياتها دعوة ضمنية لتخفيف حدة الصراع السعودي الإيراني.
 
وأوضحت الصحيفة أن لبنان كان في العديد من المناسبات مسرحا للصراع بين دول أخرى. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في سنة 1975، على خلفية المعارك بين المنظمات المسلحة الفلسطينية وإسرائيل. فضلا عن ذلك، ساهمت الثورة الإسلامية الإيرانية في تأجيج الحرب الأهلية اللبنانية، التي أصبحت حربا متعددة الأقطاب نتيجة التدخل السوري الإسرائيلي. ومن المثير للاهتمام أن حزب الله تأسس نتيجة الجهود الإيرانية لتجميع كافة الجماعات الشيعية اللبنانية تحت سقف واحد.
 
ومنذ تأسيس حزب الله، قامت إيران بدعم هذا التنظيم المسلح ماليا، في حين عمدت إلى تطويعه لخدمة أيديولوجيتها. في المقابل، يساند حزب الله إيران في كافة الحروب والصراعات، على غرار الحرب السورية. وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة طالبت في العديد من المناسبات بنزع سلاح حزب الله، إلا أن كافة هذه المطالب بقيت حبرا على ورق.
 
وأفادت الصحيفة بأن العديد من السياسيين اللبنانيين، الذين حاولوا الحد من نفوذ حزب الله في لبنان، ذهبوا ضحية عمليات اغتيال، على غرار رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، الذي لقي حتفه جراء انفجار سيارته في شهر شباط/ فبراير سنة 2005. وقد خلف مقتل الحريري موجة من الاحتجاجات، فضلا عن إحداث محكمة دولية خاصة بلبنان قضت بإدانة قيادات من حزب الله اللبناني غيابيا.
 
وذكرت الصحيفة أن حادثة اغتيال الحريري غذت نفوذ حزب الله في لبنان. وفي الأثناء، لا يزال هذا التنظيم ينشط في شكل مجموعات من المليشيات المسلحة في اليمن، حيث تدرب وحدات من حزب الله الحوثيين. ومن الملاحظ أن الأنشطة المشبوهة، التي ما فتئ يقوم بها حزب الله، لعبت دورا في استقالة سعد الحريري انطلاقا من الرياض.
 
وبينت الصحيفة أن سعد الحريري يعدّ رجل السعودية في لبنان، تماما مثل والده رفيق الحريري. من هذا المنطلق، يكمن دور رئيس الوزراء اللبناني في الحد من نفوذ حزب الله في البلاد، خاصة أن هذا التنظيم يحدد الخطوط العريضة لسياسة الحكومة اللبنانية، باعتباره الطرف الأكثر نفوذا في مختلف الحكومات.
 
وذكرت الصحيفة أن الحكومة السعودية قررت التخلي عن بيدقها، سعد الحريري؛ نظرا لعجزه عن الحد من نفوذ حزب الله في صلب حكومته. وبالتالي، تحول لبنان إلى ساحة للصراع السعودي الإيراني، خاصة أن ولي العهد، محمد بن سلمان، ينتهج في الوقت الراهن سياسة ذات طابع عدائي وهجومي.
 
وتابعت الصحيفة بأن المملكة السعودية غير قادرة على مهاجمة إيران بشكل مباشر. على هذا الأساس، قررت السعودية تحويل لبنان إلى مسرح للحرب ضد إيران، وذلك عن طريق توظيف ورقة الاقتصاد اللبناني، الذي يشكو من الهشاشة.

 

وفي هذا الصدد، بادرت السعودية بسحب الودائع الخليجية من البنوك اللبنانية، وإغلاق المطارات الخليجية في وجه الطائرات اللبنانية، فضلا عن ترحيل الموظفين اللبنانيين من الدول الخليجية.
 
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن الصراع السعودي الإيراني مقبل على المزيد من التصعيد، على الرغم من أن الحريري أعرب عن استعداده للتراجع عن استقالته. ومن المحتمل أن يتخذ الصراع طابعا عسكريا، في ظل غياب المساعي الجدية للتهدئة وانسداد سبل الحوار.

التعليقات (1)
كاظم أنور دنون
الجمعة، 17-11-2017 09:33 ص
لقد تحدث جنرال صهيوني لقناة فضائية سعودية أمس عن دفأ العلاقات السعودية الصهيونية وأن السعودية لم تكن في يوما من الأيام عدو لما يسمى " إسرائيل"......بهذه العبارات المخزية نختصر تاريخ عائلة غارقة بالخيانة والفساد والدعارة لأخمس قدميها، بهذه العبارات نختصر المهزلة التي يروج لها آل سعود وكلابهم الماسونيين أن العدو هو إيران وليس الصهاينة.... وبهذه العبارات تسمو إيران وتعلو على خصومها الأعراب شذاذ الآفاق من آل سلول (سعود) وآل خريان ( زايد) وغيرهم ممن يتشدق تارة بالعروبة وتارة بالأسلام والله ورسوله منهم براء....لقد صمت رجال آل سعود الذين أستعبد بهم الناس ( رجال الدين العلماء) وهم بعشرات الألوف عن العلاقات السرية والعلنية مع العدو الصهيوني، وتنكروا لدينهم ومسرى رسولهم الأقصى ورموا كتاب الله وراء ظهورهم ليفوزوا برضى محمد بن سلمان، ماذا سوف تقولون لله الذي يقول في قرآنه الكريم " ومن يتولهم منكم فهو منهم"؟؟ ، ألا خسر البيع وخاب أملكم وعسى أن يحشركم الله مع كبيركم سلمان وأبنه في جهنم وبأس المهاد.