صحافة دولية

كيف تراجع الاهتمام بقضية فلسطين لدى العالم الإسلامي؟

تأسست منظمة  التعاون الإسلامي عام 1969 على خلفية احتلال القدس خلال حرب الأيام الستة عام 1967- الأناضول
تأسست منظمة التعاون الإسلامي عام 1969 على خلفية احتلال القدس خلال حرب الأيام الستة عام 1967- الأناضول

نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ " الألمانية، تقريرا  تحدثت فيه عن انقسام موقف العالم الإسلامي حيال قضية القدس. واستغربت الصحيفة مما كشفت عنه قمة منظمة التعاون الإسلامي، بكون بعض الدول الإسلامية ترفض الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين، مما يوحي بأن القضية الفلسطينية لم تعد في صلب دائرة اهتمام العالم الإسلامي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قمة منظمة التعاون الإسلامي، التي انعقدت الأربعاء بمدينة إسطنبول، أزاحت الستار عن الانقسام الذي يشوب العالم الإسلامي إزاء القضية الفلسطينية. وقد انعقدت هذه القمة بمبادرة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي دعا العالم الإسلامي إلى اتخاذ موقف موحد بشأن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

والجدير بالذكر أن منظمة التعاون الإسلامي تتكون من 56 دولة إسلامية، أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن مصالح حوالي 1.8 مليار مسلم في كامل أنحاء العالم. وقد تأسست هذه المنظمة  في سنة 1969، على خلفية احتلال القدس خلال حرب الأيام الستة في سنة 1967، وفي ذلك الوقت، كان تحرير المسجد الأقصى من أبرز أهداف هذه المنظمة.

 

اقرأ أيضا: هل سيتوحد العالم الإسلامي لإنقاذ القدس سياسيا وعسكريا؟


وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية كانت خلال الستينات ملتزمة بتحرير المسجد الأقصى، والأمر سيان بالنسبة لإيران على الرغم من أن طهران كانت في عهد الشاه من بين أصدقاء إسرائيل. وفي عهد الملك السابق، الحسين بن طلال، والرئيس الأسبق، جمال عبد الناصر، كانت كل من الأردن ومصر تعملان على الدفاع عن المسجد الأقصى. وفي وقت لاحق، أبرمت كل من الأردن ومصر اتفاقية سلام مثيرة للجدل مع إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن تمثيل كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كان ضعيفا خلال قمة إسطنبول، نظرا لأن عدوهما الأزلي، إيران، قد حضر القمة بدوره. فضلا عن ذلك، ترغب كلتا الدولتين في الحفاظ على العلاقة الجيدة التي تجمعهما بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. في الوقت نفسه، تتعامل كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل على اعتبارها دولة صديقة.

 

اقرأ أيضا: 13 قمة سابقة لمنظمة التعاون الإسلامي.. كيف خدمت القدس؟

وأضافت الصحيفة أن كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى جانب مصر وبعض الدول العربية الأخرى، يضمرون العداء لجماعة الإخوان المسلمين نظرا لأنها تشكل تهديدا على أنظمتهم الحاكمة. في المقابل، يدعم كل من أردوغان وقطر الإسلاميين. ولعل الأمر المثير للاهتمام يتمثل في أن أردوغان يريد من خلال تنظيم قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، الظهور في ثوب زعيم العالم الإسلامي، على أمل أن يتمكن من استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية.

وذكرت الصحيفة أن أكبر مستفيد من انقسام العالم الإسلامي يعد، في الواقع، إيران وحليفها حزب الله، حيث ستبرز إيران على اعتبارها المدافع الفعلي عن الفلسطينيين، متفوقة بذلك على الطائفة السنية التي تتسم بازدواجية الخطاب. وعلى الرغم من أن إيران ليست في أوج قوتها، إلا أنها ستظل مصدر تهديد بالنسبة للعديد من الأنظمة العربية.

 

اقرأ أيضا: فيسك: لهذا تعد منظمة المؤتمر الإسلامي عاجزة ولا قيمة لها

وبينت الصحيفة أن قمة منظمة التعاون الإسلامي قد أماطت اللثام عن زيف ادعاءات العديد من الدول العربية، التي ما فتئت تردد أن القضية الفلسطينية في صدارة أولوياتها.

التعليقات (1)
تعرية النفوس
الخميس، 14-12-2017 09:51 م
تظاهر المغرب للقدس وملكها أبو التعايش غاب عن قمة القدس،والمظاهرة كانت تقول شعبا وملكا.