طب وصحة

كيف تؤثر القراءة بصوت عال على دماغ الطفل؟

القراءة بصوت عال تساعد على تحسين النطق لدى الأطفال - جيتي
القراءة بصوت عال تساعد على تحسين النطق لدى الأطفال - جيتي

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مزايا القراءة بصوة عال على دماغ الطفل، خاصة خلال مراحل مبكرة من العمر. وتعد هذه الوسيلة أهم مصدر لتحفيز الانتباه والتطور المعرفي لدى الصغار.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه رغم أهمية هذه التقنية، إلا أنه لا زال لم يحدد بعد السن التي يكون فيها دماغ الرضيع على استعداد للتفاعل مع هذه المحفزات. وفي دراسة نشرت في مجلة "شيلد ديفالوبمنت"، ثبت أن الطفل منذ سن مبكرة، وتقريبا في حدود الستة أشهر، يصبح قادرا على التمييز البصري وتذكر الأسماء، خاصة عند اختيار أسماء مختلف الأشخاص بدقة.

فعلى سبيل المثال، قد يكون اسم إحدى الشخصيات في القصة "القطة فلورا"، عوضا عن "القطة" فقط، وسيظل الطفل يتذكر هذا التفصيل. وفي نفس الوقت، تساعد مثل هذه الحيل على تطوير اللغة لدى الأطفال.

وذكرت الصحيفة أن الباحثة ليزا سكوت، هي التي أشرفت على إجراء هذه الدراسة، وقد قضت عقدا من الزمن تدرس كيفية التعامل مع مختلف أبعاد رعاية الأطفال. كما ركزت هذه الدراسة على تحليل ومراقبة نشاط دماغ الطفل، خلال سن الستة والتسعة أشهر. وتم اعتماد تقنيات تتبع العين وتخطيط أمواج الدماغ خلال هذا البحث.

وأفادت الصحيفة بأن الأولياء خلال هذه الدراسة قد واظبوا على قراءة القصص لأطفالهم الصغار، بمعدل 10 دقائق يوميا. وقسمت هذه المجموعة إلى ثلاث مجموعات فرعية؛ فعند قراءة القصص للأطفال، تم اعتماد إما "تسميات محددة" (أي الأسماء الحقيقية للشخصيات)، أو "تسميات حسب الفئات" مثل وصف الحيوانات، أو قراءة القصص دون تسميات.

وأوردت الصحيفة أن مجموعة الأطفال، الذين استمعوا إلى قراءة القصص يوميا مع اعتماد تسميات محددة، قد أظهرت نتائج أدمغتهم نشاطا أكثر عند التعرف على أبطال القصة عبر الصور، وخلال قراءة الأب أو الأم للقصة.

ونقلت الصحيفة عن الأخصائية في علم النفس، جارا أسين ريفيرا، أن "الدراسة أشارت إلى تأثير القراءة بصوت عال على تحسين النطق لدى الأطفال، وغيرها من المزايا الأخرى. لكن تجاهلت هذه الدراسة التأثيرات المباشرة للقراءة بصوت عال على تطور دماغ الطفل، وعلى وجه الخصوص التطور العاطفي، نظرا لأنه يسهل وينمي التطور المعرفي لدى الطفل. وبشكل عام، تعزز القراءة بصوت عال الانتباه والتركيز، وتعد من التقنيات المفيدة لتنمية شخصية الطفل".

كما ترى الخبيرة أن "قراءة القصص للأطفال مع محاولة شد انتباههم، والتركيز على التجويد في القراءة، والوقوف عند النقاط والفواصل، شأنها شأن استخدام الإيماءات التي ترافق القراءة، تمثل عاملا من شأنه أن يعزز تطور دماغ الطفل بشكل أكبر، على عكس القراءة السلبية".

وأوضحت الصحيفة أن القراءة "الإيجابية" والمعبرة تساهم في تطوير وتعزيز نمو نصفي الدماغ في نفس الوقت، حيث تنمي النصف الأيسر المسؤول عن القدرات المعرفية، والنصف الأيمن الذي يرتبط غالبا بالعاطفة. وأكدت الخبيرة أن "اعتماد تسميات تتناسب مع سن الأطفال، والتي ترتبط مع طريقة تفكيرهم، تساعد بشكل أفضل على تطوير القدرات المعرفية لديهم. فمثلا، يمكن تسمية إحدى الشخصيات "بيبيتو" عوض اعتماد اسم الكلب".

وذكرت الصحيفة أن قراءة نفس القصة لعدة أيام يعتبر من الوسائل الأخرى الناجعة والمنصوح بها بالنسبة للأولياء، لتنمية القدرات المعرفية لدى صغارهم. وعلى هذا النحو، سيتمكن الطفل من التركيز بشكل أكبر على الحكمة والرسالة التي تتضمنها القصة، والمخصصة لفئتهم العمرية.

ونقلت الصحيفة عن الأخصائي راكيل رودريغيز أن "الاستماع بشكل مكثف إلى القصص خلال مرحلة الطفولة، وسيلة من شأنها تنمية القدرة على التعبير بشكل أفضل، والتواصل، والاستماع بعناية إلى الطرف المقابل. ومن بين الفوائد الأخرى نذكر: تعلم الكتابة، والقراءة بسرعة أكبر، وتطوير ملكة الخيال والإبداع لدى الأطفال". كما أن "هذه الحيل يمكن أن تساعد الأطفال على حل المشاكل بشكل أكبر".

وفي الختام، أشارت الأخصائية النفسية إلى أنه "في حال اختار الأولياء القصص المصورة، فيجب أن تكون الصور معبرة ومناسبة لعمره، وذات صلة مع الصور التي يراها الطفل في حياته اليومية". ونصحت الآباء بشراء قصص من هذا النوع لأطفالهم، خاصة قبل سن الثلاث سنوات.

 

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم