ملفات وتقارير

هل طلب "حفتر" من روسيا إقامة قاعدة عسكرية؟ وأين؟

مستشار حفتر السياسي السابق: جفتر لا يريد أن يعرف الناس أنه يتوسل من يأتى بقوات لحمايته- أرشيفية
مستشار حفتر السياسي السابق: جفتر لا يريد أن يعرف الناس أنه يتوسل من يأتى بقوات لحمايته- أرشيفية

كشف رئيس لجنة الاتصال الروسية المعنية بتسوية أزمة ليبيا، ليف دينغوف، عن "طلب قدمه اللواء الليبي خليفة حفتر لروسيا؛ من أجل إقامة قاعدة عسكرية روسية شرق ليبيا".

وأكد دينغوف أنه "لا يزال من غير الممكن معرفة إذا ما كان سيتم الموافقة على هذا الطلب أم لا؟ مشيرا إلى أن "روسيا مستعدة لدعم ليبيا في محاربة الإرهاب، بناء على طلب الدولة الليبية أو الأمم المتحدة"، وفق حواره مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية.

تعزيز عسكري

في المقابل، نفى أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، "صحة هذا الطلب من قبل "الجيش"، مضيفا: "لم تتم مناقشة الموضوع بين الجانبين، وأنه "لا قواعد عسكرية روسية في ليبيا، سواء مؤقتة أو دائمة"، بحسب تصريحات صحفية.

لكن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، فلاديمير شامانوف، أكد في تصريحات سابقة أن "روسيا ستعزز وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط، الذي لم تكن موجودة فيه منذ زمن طويل، وستضع خططها هناك انطلاقا من المصالح الوطنية"، وفق قوله.

وطرحت هذه التصريحات من قبل المسؤول الروسي، وعدم نفيها من قبله، عدة تساؤلات حول: صحة هذا الطلب من قبل حفتر، ولماذا كشفه الروس الآن؟ وهل تخلت روسيا عن مشروع حفتر؟

"تسول الحماية"

من جهته، أكد مستشار حفتر السياسي السابق، محمد بويصير، أن "روسيا تريد بهذا الكشف أن تقول: لن نأخذ ما عرضه حفتر علينا، وهم لا يكذبون، لكننا تعودنا أن الكذب سمة الأطراف العربية".

وبخصوص نفي المسماري، قال بويصير لـ"عربي21": "المسماري عبد مأمور، وينفذ ما يملى عليه فقط. أما حفتر، فيتصور أن التنصل مما سبق أن قاله ووعد به هو تكتيك سياسي نابه، ولا أعرف من أفهمه هذا، وهذه ليست أول مرة يستعمل فيها هكذا التكتيك"، وفق كلامه.

وبسؤاله عن قيام روسيا بنشر طلب حفتر لإحراجه، أوضح: "هم لا يحتاجون لذلك؛ لأنهم ليسوا في محكمة، ولكن لماذا يكذبون أصلا؟ لكن حفتر كذب؛ لأنه لا يريد أن يعرف الناس أنه يتوسل من يأتي بقوات لحمايته".

"عين حمراء للغرب"

لكن الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، رأى من جانبه أن "الإعلان من قبل روسيا هو رسالة للخارج وليس للداخل، ولا يراد بها إحراج المشير حفتر، بقدر ما يراد بها تنبيه الدول العظمى التي تتحكم في الملف الليبي، وتتقاطع مصالحها مع التواجد الروسي في شرق ليبيا".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الجانب الروسي يرسل تنبيها بالإفصاح عن طلب إقامة قاعدة عسكرية شرق البلاد، وهذا التصريح لا يكون اعتباطيا من قبل موسكو، بل يقصد به تنبيه مهم، وإن جاء على شكل تصريح إعلامي"، وفق قوله.

"استنساخ تجربة بشار"

وأشار الخبير العسكري والضابط الليبي، عادل عبد الكافي، إلى أن "حفتر كان قد حدد قاعدة "الخروبة" جنوب بنغازي لتكون مقر القاعدة العسكرية الروسية حال إنشائها، مقابل دعم الروس له للسيطرة على المنطقة الشرقية والجنوبية".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "حفتر استغل الدعم الأمريكي لقوات "البنيان المرصوص" لتمرير طلبه من الروس، فهو يستغل التنافس الروسي – الأمريكي، ولم يكن طلب إقامة قواعد من روسيا فقط، بل طلب من فرنسا أيضا أن تنشئ قاعدة في الشرق"، حسب معلوماته.

وحول الهدف من القاعدة، قال الضابط الليبي: "حفتر يتصور أن الثقل الروسي قد يحدث معه فرقا كما حدث مع نظام بشار الأسد، والكشف الروسي لهذا الأمر الآن هو بمثابة رفض مقنع لطلبه"، وفق تقديره.

مخاوف

ورأى الصحفي الليبي، محمد عبدالسميع، أن "هناك محاولات عدة من قبل المشير خليفة حفتر لتكون روسيا في صفّه لمواصلة عملياته العسكرية، ليظل مسيطرا ورقما صعبا في ليبيا، لكن موسكو لا تعير ليبيا تلك الأهمية الكبرى، وهي تدعم التسوية السياسية عبر جهود الأمم المتحدة".

وتابع: "النفي السريع من قبل "القيادة العامة" (قوات حفتر) يأتي في سياق مخاوف من تأليب الذين ناصروا المشير في رفضه تطبيق التعاون الإيطالي الليبي المشترك غرب البلاد، لكن لا ننسى أن روسيا تعترف بحكومة الوفاق كجسم شرعي"، حسب  كلامه.

 

اقرأ أيضا: غضب ليبي من قوات عسكرية إيطالية.. لماذا؟

1
التعليقات (1)
طارق غازي
الثلاثاء، 20-02-2018 09:49 ص
الجنرال حفتر مواطن أمريكي يحمل الجنسية الأمريكية و مهمته تنفيذ تعليمات بلاده. أن يطلب من الروس إنشاء قاعدة في ليبيا معناه أنه حصل على أمر من أسياده في واشنطن . لعبة أمريكا في سوريا "بواجهتها الروسية" تتكرر في ليبيا . إذن ،سقط النقاب عن الوجوه الغادرة و حقيقة الشيطان باتت سافرة. إصحو يا عرب قبل فوات الأوان.