حقوق وحريات

أخبار اليوم المغربية: أجهزة تجسس بمقر الجريدة وترهيب الصحفيين

توفيق بوعشرين مدير نشر أخبار اليوم المغربية ـ أرشيفية
توفيق بوعشرين مدير نشر أخبار اليوم المغربية ـ أرشيفية

قالت جريدة "أخبار اليوم" المغربية إنها تملك مؤشرات خطيرة ومخاوف من وجود حملة مدبرة لكسر الخط التحريري للجريدة وضرب مصداقية مدير نشرها، انطلقت فصولها قبل شهور من عملية المداهمة، كما تحدثت عن تعرض الصحافيات "للترهيب" أثناء التحقيق.


عدد الجريدة صدر ساعة قبل أن يوجه النائب العام لمدير نشر جريدة أخبار اليوم واليوم 24 توفيق بوعشرين، تهما ثقيلة مساء الاثنين، تتراوح بين الاتجار بالبشر، والاغتصاب وتصوير عمليات جنسية، بعد اعتقاله مساء الجمعة في الاسبوع الماضي.


اقرأ أيضا: النائب العام بالمغرب يتهم مدير صحيفة بالاغتصاب وتجارة البشر

 
"أخبار اليوم" تتهم

 
وقالت "أخبار اليوم" في عدد الثلاثاء، "كشفت الـ24 ساعة الأخيرة عن تطورات ومعطيات مثيرة في قضية مداهمة مقر جريدة (أخبار اليوم) واعتقال مديرها مساء يوم الجمعة الماضي". 


وأضافت "المعطيات التي حصلت عليها (أخبار اليوم) في نهاية فترة الحراسة النظرية ورفع السرية عن البحث، تتضمن مؤشرات خطيرة المعطيات التي تقاطعت في تأكيدها مصادر الجريدة، تنتهي إلى مخاوف من تحول هذا الهجوم إلى فضيحة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للمغرب". 


وزادت "هذه المخاوف تنطلق من احتمال إخضاع مقر أخبار اليوم، لمراقبة سرية غير مشروعة عبر كاميرات مدسوسة، وتنتهي بمخاوف أكبر حول طريقة تحول الملف من شكاية واحدة منسوبة إلى إحدى مستخدمات الجريدة التي كانت إدارتها على وشك إنهاء مسطرة طردها لمخالفات مهنية، إلى شكايات جديدة منسوبة إلى سيدات تم استدعاؤهن بشكل مفاجئ يومي نهاية الأسبوع الماضي".

أشرطة فيديو

 
وأفادت "أشرطة فيديو مجهولة المصدر تم التقاطها داخل مكتب هيئة تحرير الجريدة، تم عرضها على جميع من تم الاستماع إليهم، باعتبارها تتضمن (شبهة) الاعتداء الجنسي".

 

وقالت الجريدة إن "الصحافي توفيق بوعشرين وبعدما اعترض نحو 15 شخصا بزي مدني طريقه وهو يهم بمغادرة مقر الجريدة مساء الجمعة الماضي، وطالبوه بالعودة إلى مكتب الجريدة برفقتهم، فوجئ بعد اقتيادهم إياه في جولة في قاعة التحرير وعودته إلى مكتبه، بوجود جهاز غريب وقد نُصبه داخله بالقرب من جهاز التلفزيون". 


وزادت إن "كل المعطيات أكدت أن المعدات لم تكن يوما من ممتلكات المؤسسة ولا سبق نصبها داخل مكاتبها. وهو ما شدد عليه بوعشرين الذي نفى فورا أمام معتقليه أن تلك المعدات لم تكن داخل مكتبه إلى غاية مغادرته له وهبوطه من الطابق 17 للعمارة التي يوجد بها مقر الجريدة". 


اقرأ أيضا: السلطات المغربية تحقق مع "بوعشرين" بسبب "اعتداءات جنسية"


جهاز DVR

 
وأوضحت أن "مصدرا من إدارة الجريدة قام بوعشرين باستدعائه فورا إلى مكتبه بحضور عناصر الشرطة، فوجئ بدوره بالجهاز. العناصر الأمنية سألت المستخدم عن طبيعة الجهاز، فقام بفحصه ثم أخبرهم أنه جهاز DVR، لكنه لم يطلب يوما اقتنائه ضمن معدات الجريدة ولا شاهده ولا قام بتثبيته داخل مقر الجريدة". 


ومضت الجريدة تقول إن "الجهاز هو شبيه شكلا بمستقبلات القنوات الفضائية وعمليا بـ(قرص صلب)، حيث يقوم بتخزين الصور والأشرطة التي تلتقطها كاميرات ترتبط به بطريقة لا سلكية". 


وسجلت أنها "قامت بالتدقيق في هذا العنصر، فأكدت لها جميع المصادر الإدارية والتقنية والمكلفة بالنظافة، أن الجهاز غريب عن المؤسسة ولم يكن يوما في حوزتها". 


ونقلت احتمالين بحسب تفسير مصادرها الأول: "إما أن هناك من دسه قبيل دخول العناصر الأمنية رفقة بوعشرين إلى مكتبه، والثاني، أنه كان مدسوسا قبل ذلك في مكان خفي، لتسجيل وتخزين صور تلتقطها كاميرات سرية".


ترهيب الصحافيين

 
وكشفت الجريدة، إن المستخدمات والصحافيات اللواتي تم الاستماع إليهن، تم عرض تلك الأشرطة عليهن، باعتبارها متضمنة لمشاهد توحي بشبهة التحرش بهن. 


وزادت نسبة إلى المصادر المطلعة على تفاصيل الملف، أجمعت في حديثها الجريدة على تأكيد مخاوفها الكبيرة من احتمال تعرض مستخدمات وصحافيات (أخبار اليوم) لضغوط وابتزازات بهدف تحويلهن إلى مشتكيات. 


"فشريط فيديو عاد يمكن تعديله بسهولة وإرفاقه بعبارات مشينة وحملة مكثفة ليصبح فضيحة تنسف حياة سيدة مغربية في السياق الاجتماعي الذي يعرفه الجميع".


وأشارت الجريدة، إلى انطلاق حملة اتصالات وضغوط مكثفة شملت مستخدمين وصحافيين داخل أخبار اليوم. 


وتابعت "إحدى المستخدمات التي يرجّح أنها صاحبة الشكاية الأولى التي تم الاستناد إليها لتنفيذ عملية المداهمة والاعتقال؛ قامت بالاتصال ببعض زميلاتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي يومي نهاية الأسبوع، متسائلة: (هل تم استدعاءك أم ليس بعد؟)، في تأكيد لفرضية مشاركتها في نصب الكمين الذي يراد له أن يتحول إلى فضيحة". 


وزادت إن أطرافا أخرى لها انتماءات سياسية ونقابية في الجسم الصحافي، أجرت خلال اليومين الماضيين اتصالات مكثفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية، مع جلّ الأصوات الإعلامية والمؤثرة التي أعلنت تضامنها مع "أخبار اليوم" ومديرها الصحافي توفيق بوعشرين، محاولة ثنيها عن الاستمرار في حملة التضامن بدعوى الحرص على المصلحة الشخصية وحماية الأسرة.

 

اقرأ أيضاغضب بالوسط الإعلامي والحقوقي بعد اعتقال مدير صحيفة مغربية



التعليقات (0)