صحافة دولية

NPR: هكذا علق ظريف على زيارة ابن سلمان لأمريكا

ظريف: أعتقد أن السعودية مهووسة بإيران منذ أكثر من أربعين عاما- جيتي
ظريف: أعتقد أن السعودية مهووسة بإيران منذ أكثر من أربعين عاما- جيتي

نشر موقع الراديو الوطني العام "ناشونال ببلك راديو/ إن بي آر" تقريرا حول المقابلة التي أجراها ستيف إنسبيك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يقوم بزيارة إلى نيويورك.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ظريف عندما دخل في يوم السبت غرفة مزدحمة بالصحافيين في مدينة نيويورك، فإنه علق مازحا: "جيد.. ليس أفضل من ذلك الرجل الذي أنفق 250 مليونا على الرحلة". 

 

ويعلق إنسبيك قائلا إن ذلك كان إشارة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أنهى هذا الشهر جولة له، استمرت ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة.

 

ويذكر الموقع أن ابن سلمان تنقل من بوسطن إلى وادي السيلكون في كاليفورنيا، مستدركا بأنه رغم عدم معرفة كلفة الرحلة، إلا أنها كانت باذخة، واشتملت على مقابلات مع مليونيرات ومليارديرات؛ من أجل جذبهم للاستثمار في المملكة.

 

ويلفت التقرير إلى أنه في المقابل، فإن الدبلوماسيين الإيرانيين يحضرون لإمكانية فرض الولايات المتحدة قيودا تجارية على إيران، والخروج من الاتفاقية النووية، وإعادة فرض العقوبات، مشيرا إلى أنه في حال قررت أمريكا الخروج فإن إيران ستفعل ذلك على الأرجح، كما يقول ظريف.

 

ويبين الكاتب أنه من الناحية الرسمية، فإن ظريف في زيارة إلى نيويورك ليعقد جولة من اللقاءات في الأمم المتحدة، لافتا إلى أن المواجهة مع الولايات المتحدة من الأمور المثيرة للقلق.

 

ويقول الموقع إنه "بدا من خلال المقابلة أن التنافس مع السعودية عامل مهم في قرارات الإيرانيين، بما في ذلك مستقبل الاتفاقية النووية مع الولايات المتحدة والقوى الأخرى، وتعد إيران من أكثر الدول تعدادا للسكان في منطقة الخليج والسعودية الأغنى، وقبل الثورة الإسلامية عام 1979 كانت الدولتان بمثابة الحليفتين المهمتين للولايات المتحدة، وبعد معاداة إيران للولايات المتحدة ظلت العلاقات الأمريكية السعودية وثيقة, وإن اتسمت بالتعقيد".

 

وينقل التقرير عن ظريف، قوله: "أعتقد أن السعودية مهووسة بإيران منذ أكثر من أربعين عاما.. وحاولوا استبعادنا من المنطقة".

 

ويعلق إنسكيب قائلا إنه "لو كان هذا هدف السعودية فإنها قد فشلت؛ لأن إيران مؤثرة في لبنان وسوريا والعراق، ولها علاقة مع المتمردين الحوثيين في اليمن، ونفى ظريف أن تكون بلاده مهووسة بالسعودية، إلا أن تعليقاته والإيرانيين الآخرين تشير إلى غير ذلك، فالناس في الدولتين عادة ما يكون لديهما سجل فقير في حقوق الإنسان في وغياب للحرية في الدولة الأخرى".

 

ويورد الموقع نقلا عن ظريف، قوله: "نعتقد أن السعودية هي لاعب مهم في المنطقة، ويجب أن تكون مسؤولة في نهجها، لكن لا يمكن استبعاد لاعب مهم في المنطقة"، وأضاف: "أعتقد أنه لو توصل السعوديون للنتيجة ذاتها لكنا في حال أفضل".

 

وينوه التقرير إلى أن السعوديين والإيرانيين يقفون في مواجهة ضد بعضهما في عدد من النزاعات، والأوضح منها الحرب الدائرة في الجارة الجنوبية للسعودية، فبعد سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء عام 2014، أعلنت السعودية عن تحالف بقيادتها، وشنت حربا هناك، مشيرا إلى أن الغارات الجوية السعودية كانت سببا في وقوع عدد كبير من القتلى المدنيين، فيما أدى الحصار الاقتصادي إلى جوع وكارثة إنسانية، حيث قال ظريف: "يمكن للسعودية اتخاذ قرار اليوم بوقف هذه الحرب الدموية". 

 

ويستدرك الكاتب بأن السعوديين يقولون إنهم تدخلوا في اليمن لأن إيران دعمت الحوثيين، فيما يؤكد المسؤولون الأمريكيون والسعوديون أن الصواريخ التي تطلق بين فترة وأخرى باتجاه السعودية مصنوعة في إيران، لافتا إلى أن ظريف ينكر الاتهامات بأن إيران هي التي زودت الحوثيين بالصواريخ، لكنه لم يستبعد وقوع صواريخ إيرانية قديمة في يد الحوثيين. 

 

وبحسب الموقع، فإن الوزير الإيراني تحدث عن حقهم في المشاركة في السلطة في اليمن، قائلا: "لقد تحدثت إليهم وهم مستعدون لمفاوضات السلام.. ما نريده في اليمن هو حكومة شاملة تضم الجميع، بمن فيهم الحوثيون، ونحن مستعدون لاستخدام أي تأثير، فنحن لا نسيطر على أحد في اليمن، لكن لدينا تأثير ونحن مستعدون لاستخدامه".

 

ويجد التقرير أن السعودية لن تكون بعيدة عن القرارات التي ستواجهها إيران فيما يتعلق بالاتفاقية النووية، التي تدعو إيران للحد من نشاطاتها النووية، التي تقول القوى العالمية إنها ستؤدي لاكتساب إيران القنبلة النووية، منوها إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالب بتعديل الاتفاقية حتى تظل أمريكا جزءا منها، حيث أنه في حلول 12 أيار/ مايو يجب على الرئيس القرار إما تمديدها أو إعادة فرض العقوبات.

 

ويقول إنسكيب إن ظريف عبر عن عدم اهتمام بلاده بإعادة التفاوض، وقال إن "فتح هذه الرزمة من الاتفاقية مثل فتح صندوق المشكلات، ولن نكون قادرين على إغلاقه"، حيث رفضت إيران وضع حدود على برامجها في مجال الصواريخ الباليستية، ولا يرى ظريف أي معنى لتمديد الاتفاقية أو وضع محددات جديدة.

 

ويختم "ناشونال ببلك راديو" تقريره بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي تواصل فيه السعودية صفقات السلاح مع الولايات المتحدة، فإن الإيرانيين يرفضون قبول حدود على التسلح لا تنطبق على السعودية، فيما عبر السعوديون عن ترددهم، حيث قال الأمير محمد بن سلمان إن بلاده ستبدأ مشروعها النووي في حال واصل الإيرانيون برامجهم النووية.

التعليقات (0)