سياسة عربية

لأول مرة منذ الثورة.. طنطاوي وجها لوجه مع أبناء مبارك (صور)

تكرر مؤخرا ظهور علاء وجمال مبارك، في مناسبات اجتماعية ورياضية وفنية عديدة - اليوم السابع
تكرر مؤخرا ظهور علاء وجمال مبارك، في مناسبات اجتماعية ورياضية وفنية عديدة - اليوم السابع

أثارت مجموعة من الصور نشرتها صحيفة "اليوم السابع" المحلية من فرح نجل مدرب منتخب مصر السابق شوقي غريب، التساؤلات حول دلالاتها وتوقيتها.
 
وجمع فرح نجل غريب، رئيس المجلس العسكري السابق ووزير دفاع مصر الأسبق المشير حسين طنطاوي، ونجلي الرئيس المخلوع مبارك علاء وجمال، في اللقاء الأول لهما خارج القصر الجمهوري ومنذ ثورة يناير 2011.
 
وبدا طنطاوي، الداعم الأكبر لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بإحدى الصور منحنيا أمام نجلي مبارك، رافعا سبابته فوق فمه وكأنه يحاول إقناعهما بأمر ما أو توضيح شيء، وفي صورة أخرى يبدو طنطاوي قابضا على يد الشقيقين.
 
وتكرر مؤخرا ظهور علاء وجمال مبارك، في مناسبات اجتماعية ورياضية وفنية عديدة، إلى جانب تعليقات لعلاء مبارك عبر صفحته بتويتر بينها انتقاد أطراف أزمة اللاعب محمد صلاح، ما أثار التساؤلات حول سر هذا الظهور وهذه المرة بصحبة المشير طنطاوي.

 

اقرأ أيضانجل مبارك ينتقد أبو الغيط .. لماذا؟

صراع مصالح لا صراع وجود
وفي رؤيته حول دلالات الصور، قال رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، عمرو عادل، إن "المشهد كاشف أكثر منه يحمل رسالة جديدة" مضيفا "ولابد للجميع أن يعرف أن كل الطبقة الحاكمة حتى لو بدت متصارعة إلا أنها بالنهاية تدرك أن صراعهم له ضوابط وقواعد متفق عليها. ومهما حدث فهم جميعا في النهاية بمساحة واحدة".

وبحديثه لـ"عربي21"، أوضح، أنه يجب "ألا ننخدع بمظاهر صراعهم ونتوهم أنهم بصراع وجودي؛ ولكنه دائما صراع مصالح، وسيعانقون بعضهم البعض بالنهاية". مضيفا "وسأذكركم قريبا بعناق السيسي، والفريق سامي عنان (معتقل حاليا)، بلحظة ما مستقبلية ربما لن تكون بعيدة".

وحول احتمالات أن تكون الصور مؤشرا على فتح الطريق أمام جمال مبارك، للعمل السياسي والترشح لانتخابات 2022، قال السياسي المصري، "كتبت مقالا بـ"عربي21"، قبل انتخابات 2018، وذكرت خطورة استمرارنا بالتعلق أو حتى الكلام على موضوع انتخابات 2022، وتوقعت أن يبدأ الكلام عنها سريعا وصناعة مسارات زائفة لها؛ فهي وهم كبير مثل 2018"، مضيفا "والحقيقة أن أي حديث عنها أو انشغال بها ستكون حالة جنون، ولا أحب أن أتلبس تلك الحالة الآن ولاحقا".

متذمرون من السيسي
وفي تعليقه، قال الكاتب والمحلل السياسي، سيد أمين، إن "ظهور طنطاوي وابني مبارك، يعني أن هناك بين أعضاء المجلس العسكري متذمرون من السيسي وسياساته"، موضحا أنها "بادرة غير سارة إطلاقا للأخير".

أمين، أضاف لـ"عربي21"، أن "السيسي نكل بكل من عنان وأحمد شفيق؛ فقط لأنهما ينتميان للجبهة التي تمثل مبارك، فما بالك بظهور جمال نفسه بالمشهد مجددا"، مؤكدا أن "الثأر الحقيقي هو بين مبارك وأسرته والحزب الوطني وجهاز أمن الدولة سابقا من جهة، وبين المخابرات الحربية والمجلس العسكري وطنطاوي والسيسي من جهة أخرى".

وأوضح أن "لقاء طنطاوي بابني مبارك يعني احتمالين إما دعوة للتصالح معهما والإطاحة بالسيسي، أو إقناعهم بالتصالح مع السيسي"، مضيفا أن "الثانية قد لا يقبلها الطرف الأول".

معبرة عن المؤامرة
وأكد رئيس جمعية وسط الخير بفرنسا، محمد الديب، أن "صورة الثعلب العجوز طنطاوي مع أبناء المخلوع معبرة عن المؤامرة التي أحكمها العسكر على أبناء يناير، ومدى الخديعة التي وقع فيها الجميع".

عضو حزب الوسط المعارض، أضاف لـ"عربي21"، أن ترشح جمال مبارك للرئاسة مرة أخرى من المستحيلات؛ لأن  الانقلاب الناعم الذي وقع على مبارك بسبب طموح جمال بميراث أبيه، وأن العسكر لن يقبلوا  برئاسة مدني أيا كان، إلا إذا قامت ثورة حقيقية غيرت الوضع القائم لآخر جديد يبعد العسكر فيه عن الحكم، ويعملون بمكانهم الطبيعي بحماية الحدود، والدفاع عن مقدرات البلاد".

مشاهد عبثية متوقعة
ووصف المحلل السياسي إبراهيم فايد، الصور بأنها "مشاهد عبثية؛ ولكنها متوقعة منذ 2011"، مضيفا لـ"عربي21"، وإن "دلت فإنما تدل على تلك المسرحية الساخرة التي أعدها جنرالات المحروسة لخداع ثوار 25 يناير، والالتفاف على مطالبهم".

 

اقرأ أيضاعلاء مبارك يدافع عن والده بتغريدة .. ماذا قال؟

وأضاف أنه "بلا شك، فإن تلك اللقطات ستنتشر تدريجيا حتى تترسخ بأذهان المصريين مما يمهد لعودة جمال مبارك مرة أخرى للعمل السياسي العام؛ ولكنها مسألة وقت ليس إلا".

لا تحمل دلالة سياسية
من جانبه، يرى الباحث السياسي خالد الأصور، أن الموضوع لا يستدعي أي أهمية؛ وهي فقط مشاركة ومجاملة اجتماعية جمعتهم. ولا أرى أنها تحمل أية دلالة سياسية من قريب أو بعيد".

وحول ما أثير حول وضع طنطاوي، أمام جمال مبارك ورفعه السبابة على فمه، وهل تعني شيئا من الاعتذار أو التبرير لهما، قال الأصور لـ"عربي21"، "لا أعتقد. والصور مجرد لحظات تصوير ولقطات يتم تحميلها مالا تحتمل"، موضحا أنه "لو أنها تحمل أية دلالة سياسية فلن تجدهما بمناسبة اجتماعية وسيكونا بمكان آخر".

الثعبان لم يندم
ونفى الناشط وجدي رافائييل، أحد أنصار مبارك ومؤيدي الفريق أحمد شفيق، أن تكون صورة طنطاوي علامة على ندم المشير على حبس عائلة مبارك، واصفا طنطاوي بـ"الثعبان"، وقال متهكما: "صورة طنطاوي يقسم كذبا لجمال وعلاء أنه لم ينقلب على أبيهم حتى لا يورثهم الحكم لأنهم ليسوا من العسكر".

ورفض في حديثه لـ"عربي21"، اعتبار أن تكون الصورة ضوءا أخضر لجمال مبارك للعودة للعمل السياسي والترشح لانتخابات 2022، قائلا: "هل مازال هناك من يعيش وهم أن السيسي سيكتفي بالمدتين الرئاسيتين حسب الدستور؟".

 

 

التعليقات (1)
مَواطن عادي
الإثنين، 15-02-2021 10:45 م
لا يبدو أن المشير طنطاوي ينحني ولا حاجه لة ينحني. فقط علامات تقدم السن