سياسة عربية

شهيد وعشرات الإصابات بغزة بمسيرات جمعة "شهداء القدس"

هيئة المسيرات قالت إن الفعاليات مستمرة حتى تحقيق الأهداف- جيتي
هيئة المسيرات قالت إن الفعاليات مستمرة حتى تحقيق الأهداف- جيتي

استشهد فلسطيني، وأصيب عدد من المواطنين في قطاع غزة، اليوم الجمعة، عقب انطلاق مسيرة "جمعة شهداء القدس"، بعد استهداف قوات الإحتلال للمتظاهرين على طول الخط الفاصل بالرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع.

 

وأعلنت وزارة الصحة في بيان لها، وصل "عربي21" نسخة عنه، استشهاد الشاب أحمد يحيى عطا الله ياغي "25 عاما"، وإصابة 220 فلسطيني بجراح مختلفة و اختناق بالغاز شرقي القطاع، منها 90 إصابة بالرصاص الحي.

 

وتواصل مسيرات العودة فعالياتها في قطاع غزة للجمعة التاسعة عشر على التوالي، في ظل تأكيد استمرارها حتى تحقق أهدافها في إسقاط مخططات تصفية القضية الفلسطينية، ورفع الحصار المطبق على غزة

ووفاء لشهداء مدينة القدس المحتلة، أطلقت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار، جمعة "الوفاء لشهداء القدس.. الشهيد محمد طارق يوسف"، وهو من سكان قرية كوبر شمال رام الله، حيث قام بتنفيذ عملية طعن في مستوطنة آدم الواقعة شمال شرق مدينة القدس الخميس الماضي، أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين.

واعتبرت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن دماء الشهيد يوسف (17عاما)، "جاءت لترد على إجرام المستوطنين، ولتعبر بمسيرات العودة وكسر الحصار محطة مهمة، تربك الاحتلال الذي يحاول الالتفاف على المسيرات، وإحباطها بتصعيد عسكري منظم استهدف مقدرات ومكونات شعبنا الفلسطيني المختلفة".

وأكدت الهيئة، أن الاحتلال الإسرائيلي "فشل في محاولاته الهادفة لإبعاد الفلسطينيين عن التمسك بحقهم في العودة إلى الديار والبلاد"، مؤكدة أن "مسيرات العودة مستمرة، ولن تتراجع وستواصل بإصرار على استكمال درب النضال الجماهيري السلمي حتى تحقيق أهداف هذه المسيرات؛ بكسر الحصار والعودة إلى الديار".

وأضافت: "لقد آن أوان الحرية وإنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة والقدس، وقرية الخان الأحمر وغيرها من قرى ومدن فلسطين المحتلة"، مؤكدة "فشل الاحتلال أيضا، في فرض معادلة التهدئة مقابل التهدئة".

ودعت الهيئة، جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة الواسعة في فعاليات اليوم "رفضا للحصار والإغلاق"، عصر اليوم في مخيمات العودة الخمس المنتشرة بالقرب من الخط العازل شرقي قطاع غزة.

 

اقرأ أيضا: شهيدان برصاص الاحتلال في جمعة "أطفالنا الشهداء" بغزة

وحول إمكانية تحصيل أكبر استفادة سياسية ممكنة من مسيرات العودة، شدد الخبير السياسي عبد الستار قاسم، على أهمية استمرار المسيرات وقال: "المسيرات يجب أن تتواصل؛ فهي تعمل على وضع لب قضية الشعب الفلسطيني أمام العالم؛ وهي قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين".

وأوضح في حديثة لـ"عربي21"، أن "المشكلة اليوم؛ ليست في إقامة دولة فلسطينية، وإنما في إعادة اللاجئين إلى بيوتهم وممتلكاتهم التي سلبها الاحتلال"، مضيفا: "العالم اليوم يحاول أن يلتف على هذه القضية، ويحاول ومعه السلطة الفلسطينية أن يلهينا بقضايا ثانوية من أجل أن ننسى حق العودة".

ورأى قاسم، أن مسيرات العودة بـ"الصورة الحالية لا تكفي؛ فالمشكلة ليست في أهل غزة ولا في الذين ينظمون تلك المسيرات الشعبية، وإنما في الغياب التام للضفة الغربية وإلى حد كبير مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا، كما أنهم في الأردن لا يتحركون مخافة من النظام".

وأضاف: "المفروض أن تتسع حركة المسيرات لتشمل الضفة والمخيمات الفلسطينية في مختلف أماكن اللجوء"، منوها إلى أن استمرار هذه المسيرات "يحتاج إلى الدعم (اللوجستي)، وغزة المحاصرة ليس لديها مال كي توفر نوعا من الراحة للمشاركين، ولكن للأسف من أين تأتي الأموال؟".

ولفت الخبير السياسي، إلى أن "حصار غزة شديد قوي ولا أظن أنه سيفك طالما أن هناك مقاومة في غزة؛ فالحصار موجه نحو التخلص من المقاومة".

 

اقرأ أيضا: أطباء بلا حدود: رصاص إسرائيل حوّل عظام غزييّن إلى رماد

 

 
من جهة أخرى، أكد موقع "i24" الإسرائيلي، أن "الجيش يستعد كما في كل أسبوع لنهاية أسبوع حافلة مع قطاع غزة.

وأضاف: "بينما التزمت إسرائيل بعدم اغتيال قادة حماس القادمين من الخارج المجتمعين في قطاع غزة، ومع قتل أول جندي اسرائيلي منذ الحرب الأخيرة، وقنص آخرين، فإن الجيش يؤكد أنه على أهبة الاستعداد لأي طارئ"، موضحا أن "وحدات معززة للجيش تنتشر في محيط قطاع غزة، خشية أي تطور".

ووصل عبر معبر رفح البري مساء أمس، وفد حركة "حماس" برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري، وضم الوفد؛ رئيس الحركة بالخارج ماهر صلاح، وأعضاء المكتب السياسي؛ موسى أبو مرزوق، حسام بدران، ماهر عبيد، عزت الرشق، زاهر جبارين، محمد نصر وموسى دودين.

ونوه الموقع، أن تقديرات أجهزة الأمن الاسرائيلية، "ترجح قيام أي فصيل فلسطيني بتنفيذ عملية عدائية؛ لن يتم قبيل اتخاذ القرار بشأن المصالحة، خصوصا في الوقت الذي تجتمع فيه قيادة حماس في القطاع لمناقشة آخر مقترحات اتفاقيات المصالحة وما جد في المفاوضات مع وفد حركة فتح في القاهرة؛ التي تستضيف المفاوضات العقيمة ".

وأكد أن الجيش الإسرائيلي "يستعد لأي سيناريو محتمل ومن بينها؛ احتمال تنفيذ عملية قنص كالتي أودت بحياة الجندي الاسرائيلي أفيف ليفي، وإصابة ضابط اسرائيلي آخر".


وأدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في مسيرات العودة، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 155 شهيدا، من بينهم 23 طفلا، كما ارتفع عدد الجرحى لأكثر من 17 ألف مصاب بجراح مختلفة؛ وفق إحصائية وزارة الصحة التي وصلت إلى "عربي21" نسخة عنها.

ويذكر أن إحصائية الصحة لا تشمل عدد 6 شهداء محتجزين لدى الاحتلال، زعم استشهادهم وما زالت "إسرائيل" تحتجز جثامينهم، وبذلك يرتفع عددهم إلى 161 شهيدا، مع التذكير أن هذه الإحصائية لا تشمل العديد من الشهداء الذين قضوا في قصف الاحتلال لمواقع للمقاومة الفلسطينية. 

وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس الماضي تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث تم إقامة خمسة مخيمات على مقربة من الخط العازل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

التعليقات (0)