سياسة عربية

رويترز تكشف أن الملك سلمان هو من أوقف طرح اكتتاب أرامكو

أضافت المصادر أن "الشخصيات التي حاورها الملك أبلغته أن الطرح الأولي لن يكون في صالح المملكة"- جيتي
أضافت المصادر أن "الشخصيات التي حاورها الملك أبلغته أن الطرح الأولي لن يكون في صالح المملكة"- جيتي

قال مسؤولون سعوديون مطلعون على تفاصيل الأمور في الحكومة الاثنين، إن "العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أوقف خطة طرح شركة أرامكو المملوكة للدولة في الاكتتاب العام"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.


وأشارت رويترز إلى أنه "كان من المنتظر أن يصبح إدراج أرامكو في البورصة الركيزة الأساسية في برنامج الإصلاح الاقتصادي الموعود في المملكة، إذ كان من المستهدف أن تبلغ حصيلته 100 مليار دولار، ويمثل أكبر طرح عام أولي من نوعه على الإطلاق".


وذكرت أن "الخطة من بنات أفكار الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) ولي عهد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، إلا أنه بعد أن واجه المشروع انتكاسات على مدار شهور تقرر إلغاء الشقين الدولي والمحلي من عملية الطرح العام الأولي للأسهم".


وأكدت أن "السبب وراء ذلك هو أن الملك سلمان والد الأمير الشاب تدخل لوقف الخطة، كما قالت ثلاثة مصادر على صلة بالمطلعين على بواطن الأمور في الحكومة".


وقال مصدر طلب الحفاظ على سرية هويته، إن "القرار جاء بعد أن التقى العاهل السعودي بأفراد في الأسرة الحاكمة ومصرفيين ومديرين كبار في قطاع النفط من بينهم رئيس تنفيذي سابق لشركة أرامكو، ودارت تلك المشاورات خلال شهر رمضان الذي انتهى في منتصف حزيران/يونيو".


وأضافت المصادر أن "الشخصيات التي حاورها الملك أبلغته أن الطرح الأولي لن يكون في صالح المملكة بل إنه قد يؤثر سلبا عليها"، مشيرة إلى أن "الهاجس الرئيسي لدى هذه الشخصيات تمثل في أن الطرح العام الأولي سيدفع أرامكو للإفصاح الكامل عن كل تفاصيلها المالية".

 

اقرأ أيضا: هل منحت الرياض شركة أرامكو امتيازا جديدا طويل الأجل؟


ونقلت رويترز عن مصادرها بالقول إنه "في أواخر حزيران/ يونيو بعث الملك رسالة إلى الديوان الملكي، يطلب فيها إلغاء خطة طرح أسهم أرامكو"، مؤكدة أنه "طالما قال لا، فلا رجوع عنها".


وبعد أن قالت رويترز في تقرير نشرته الأسبوع الماضي إنه "تم تجميد الصفقة، قال وزير الطاقة خالد الفالح إن الحكومة ملتزمة بتنفيذ الطرح العام الأولي مستقبلا وفق الظروف الملائمة، وفي الوقت المناسب الذي تختاره الحكومة".


وأحال مسؤول سعودي رفيع رويترز إلى هذا البيان وقال: "نحن مندهشون أن رويترز تصر رغم هذا البيان ورغم استمرار الحكومة في التخطيط بهمة للطرح العام الأولي على توجيه أسئلة تزعم فيها أن الخطط توقفت".


وأضاف المسؤول: "مالك أسهم أرامكو هو حكومة السعودية. وقد أوكل جلالة الملك سلمان إدارة عملية الطرح العام الأولي لصاحب السمو الملكي ولي العهد ولجنة تضم وزراء الطاقة والمالية والاقتصاد، ومن ثم فإن القرارات التي تتعلق بطبيعة الطرح وتوقيته، ستتخذها اللجنة على أن تعرض على الحكومة للموافقة عليها".


وفي السعودية جرت العادة أن يكون الملك هو صاحب الكلمة الأخيرة، غير أن هذا القرار ضربة قوية لبرنامج الإصلاح، رؤية المملكة 2030، الذي طرحه الأمير محمد ويهدف إلى إحداث تغيير جوهري في الاقتصاد السعودي، الذي تعد الدولة المحرك الرئيسي له ويعتمد اعتمادا أساسيا على النفط.


ويشير ذلك إلى أن الملك سلمان يعمل على تحجيم السلطات الانفرادية التي تمتع بها الأمير محمد، عقب تولي والده دفة الأمور في البلاد في كانون الثاني/يناير 2015.


ويقول بعض المستثمرين إن ذلك يثير أيضا الشكوك في إدارة الرياض لعملية الطرح العام الأولي للأسهم، والتزامها بقدر أكبر من الشفافية في إدارة الاقتصاد.


الإمساك بالزمام


على الرغم من أن الملك سلمان هو صاحب الكلمة الأخيرة في سياسة المملكة فقد منح ابنه سلطات واسعة.


فبعد تولي وزارة الدفاع ورئاسة الديوان الملكي في كانون الثاني/يناير 2015 بدأ الأمير محمد حربا في اليمن، واتبع نهجا أكثر تأكيدا لدور المملكة في مواجهة إيران وفرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية على قطر.


وأمسك الأمير أيضا بأعنة مجلس اقتصادي جديد ذي سلطات واسعة، وشرع في إحكام إنفاق الدولة وتنمية القطاع الخاص وجلب استثمارات أجنبية.


كما سمح الملك للأمير محمد بتنفيذ إصلاحات اجتماعية كبيرة، من بينها إنهاء العمل بالحظر على قيادة النساء للسيارات والسماح بفتح دور السينما.


كان الأمير محمد قد تولى في نيسان/أبريل 2015 منصب ولي ولي العهد بدلا من أحد أعمامه. وبعد عامين رُقي إلى منصب ولي العهد في انقلاب أبيض أسفر عن إزاحة ابن عمه الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية.


وجاءت أوقات تدخل فيها الملك سلمان، كان من أبرز تلك المرات ما حدث عندما أعطى الأمير محمد الانطباع في العام الماضي أن الرياض وافقت على خطة الإدارة الأمريكية غير واضحة المعالم لإحلال السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فقد صحح الملك ذلك على الملأ.

 

وفي القمة العربية التي عقدت في نيسان/ أبريل الماضي، أكد الملك سلمان من جديد التزام الرياض بالهوية العربية والإسلامية للقدس بعد الضجة التي ثارت في العالم الإسلامي.


وقال المصدر الثاني: "الملك تستحوذ عليه فكرة كيف سيحكم عليه التاريخ، فهل سيكون الملك الذي باع أرامكو وباع فلسطين؟".


مقدمات تجميد الخطة

 
ليس من الواضح على وجه التحديد أي الأفكار التي جعلت الملك يحسم أمر أرامكو من بين ما نوقش خلال شهر رمضان فيما يتعلق بالطرح الأولي.


غير أنه سبق أن قال خبراء ومصادر بصناعة النفط لرويترز إن وتيرة الاستعدادات تتباطأ منذ أشهر لسببين على الأقل، أولهما الشكوك فيما أعلنه الأمير محمد في 2016 من أن الطرح سيقدر قيمة أرامكو بمبلغ تريليوني دولار، والثاني هو القلق من المخاطر القانونية وشروط الإفصاح المشددة التي تقترن بإدراج أسهم الشركة في بورصة أجنبية.


وقالت ثلاثة مصادر لرويترز إن أرامكو توقفت بحلول نيسان/أبريل عن دفع الرسوم المستحقة لبعض البنوك مقابل عملها في تجهيز الصفقة، وامتنع مسؤول في شركة أرامكو عن التعليق.

 

وبينما كان الملك يجري مشاوراته في منتصف حزيران/ يونيو، تمت دعوة البنوك بما فيها جيه.بي مورجان ومورجان ستانلي لتقديم رؤيتها لمشروع مختلف.


وقال مصدر مصرفي إن البنوك تلقت طلبا لتقديم مقترحات لاستحواذ أرامكو على حصة في شركة البتروكيماويات العملاقة سابك من صندوق الثروة السيادية التابع للمملكة.


وأضافت المصادر أن تلك كانت علامة أولية على أن خطة طرح أسهم الشركة، بدأت تتعثر وأن الرياض تبحث عن تدبير المال من مصادر أخرى.


وقال المسؤول السعودي الرفيع، إن اهتمام أرامكو بالاستحواذ على حصة في سابك يتفق مع هدفها أن تكون الشركة الرائدة في العالم للطاقة والكيماويات المتكاملة، ولا يغير شيئا من نية إدراج أسهمها في البورصة.


وتابع: "سيخلق ذلك كيانا أقوى وأكثر توازنا، بالإضافة إلى التكامل الذي سيحققه مالك محتمل له أهمية استراتيجية وليس مجرد مستثمر يسعى وراء العوائد المالية بين عمليات التسويق والأبحاث والتطوير والتكنولوجيا والخدمات المشتركة التي تقدمها سابك".


وأوضح المسؤول أن صندوق الاستثمارات العامة يهدف إلى خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، "من خلال الاستثمار في كيانات جديدة تنمو لتصبح مؤسسات وطنية عملاقة. وكانت سابك، التي تعد الآن كيانا عالميا، في أيامها الأولى من مثل هذه الشركات".


وأضاف: "سيؤدي نقل ملكية سابك من صندوق الاستثمارات العامة إلى أرامكو السعودية إلى تمكين الصندوق من تعزيز الاستراتيجيات والحوكمة وتقوية محفظته الاستثمارية"، متابعا: "كما قال الرئيس التنفيذي، فإن مثل هذا الاستحواذ الاستراتيجي سيكون له بالضرورة أثر على الجدول الزمني للطرح العام الأولي لا على نية السير فيه".

 

وامتنعت متحدثتان باسم بنكي جيه.بي مورجان ومورجان ستانلي عن التعليق على ما إذا كان للمؤسستين دور في صفقة سابك.


لطمة للبرنامج


ما زال بوسع السعودية توليد سيولة من مصادر بديلة وتحقيق تقدم في الإصلاحات الأخرى، غير أن الأمير محمد وعد بأن طرح أسهم أرامكو سيسهم في خلق ثقافة انفتاح في المملكة المحافظة.


وبخلاف ما يثيره إلغاء خطة طرح الأسهم من مخاوف فيما يتعلق بالالتزام بالشفافية، فهو يعزز إحساسا بغياب القدرة على توقع الأحداث بعد احتجاز العشرات من كبار أفراد الأسرة الحاكمة والوزراء ورجال الأعمال في حملة على الفساد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.


وقالت المصادر، إنه رغم أن قرار الملك يعد لطمة لبرنامج الأمير محمد، فسيظل ولي العهد الابن الأثير لدى الملك وصاحب نفوذ كبير على السياسة في المملكة، غير أن الملك أراد أن يبين أنه سيظل صاحب القول الفصل في المستقبل المنظور.


وقال جيمس دورسي الباحث الزميل بمركز راجارتنام للدراسات الدولية في سنغافورة: "لست واثقا من أنني سأعتبر الأمر إضعافا لسلطة ولي العهد، بل هو على الأرجح ضمانة ألا يشط بعيدا".

التعليقات (1)
كاظم أنور دنون
الثلاثاء، 28-08-2018 10:08 ص
هو مره بيخلوه مخرفن ومش عارف أسم مرته، ومره بيخلوه حامي حمى الأسلام والمسلمين؟؟؟ شوفولكم حل بعيلة الشياطين هؤلاء!!! لقد قال وفعل التافه محمد بن سلمان ما هو أخطر على العالم الأسلامي ( تنازل عن القدس لليهود) وعلى حياة أهل الحجاز ( نثر المليارات تحت أقدام إيفانكا وترمب ولوحاته ونزواته وحروبه الفاشلة) ولم ينبس " المخرفن" ببنت شفة، ولكن لما طفت الخلافات على السطح وبات التذمر على النظام علني من الشعب عادوا هؤلاء للعب لعبة تبادل الأدوار، حسبي الله ونعم الوكيل .............. إذا كانت الدولة تدار بسياسة " الغيبوبة" حيث نجد ولد أرعن يتحكم بمقدرات دولة عظيمة ومخرفن كلما أفاق من الغيبوبة ألغى ما سبق من قرارات، فترقبوا ما هو أخطر وأبلى يا أهل الحرمين.