سياسة عربية

استقالات تعصف بحزب المرزوقي.. واتهامات بالخيانة للقيادات

قيادات منضوية في الحزب اتهمت المستقيلين بممارسة التضليل الإعلامي وخيانة المرزوقي- عربي21 (أرشيفية)
قيادات منضوية في الحزب اتهمت المستقيلين بممارسة التضليل الإعلامي وخيانة المرزوقي- عربي21 (أرشيفية)

كان إعلان 80 قياديا مركزيا وجهويا، الاستقالة من حزب "حراك تونس الإرادة" الذي يترأسه الرئيس السابق المنصف المرزوقي، بمثابة الزلزال السياسي الذي ضرب الحزب الذي أسس في 2014، فيما اتهمت قيادات منضوية في الحزب المستقيلين بممارسة التضليل الإعلامي وخيانة الحزب ورئيسه.


وكانت قيادات بارزة ومؤسسة للحزب، قد نشرت عبر صفحاتها الرسمية على "فيسبوك" بيان الاستقالة الذي حمل توقيع 80 عضوا، بينهم المستشاران السابقان للمنصف المرزوقي عدنان منصر وطارق الكحلاوي.

 

وعزا الموقعون على البيان قرارهم بالاستقالة إلى "استحالة إصلاح مسار الحزب سياسيا وتنظيميا".


واعتبروا أن تركيز رئيس الحزب المنصف المرزوقي على طموحاته الرئاسية أدى إلى إهمال الحزب، ليصبح حجر عثرة أمام الإصلاحات العميقة داخله.


واتهم المستقيلون المرزوقي بالمضي نحو "الاصطفافات الإقليمية القائمة على الانحياز لأنظمة وزعامات بعينها بشكل آلي، وليس على أساس المصالح التونسية العليا والسيادة الوطنية والدفاع عن الديمقراطية وقيم الحرية".. في إشارة ضمنية إلى المحور الإقليمي "تركيا وقطر".


ووجه الأعضاء الثمانون اتهامات للمرزوقي، بدفع الحزب نحو موالاة أحد أحزاب الائتلاف الحكومي، في إشارة إلى حركة النهضة، من أجل طموحات انتخابية، ومحاولة إعادة تجربة "الترويكا"، أي تحالف النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات.


وكان الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، قد أعلن عن حل حزبه السابق "المؤتمر من أجل الجمهورية" وتأسيس حزب " تونس الإرادة"، مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية التي خسرها لصالح الرئيس السبسي سنة 2014.


طموح رئاسي على حساب الحزب


واعتبر القيادي المستقيل من الحزب طارق الكحلاوي، في حديثه لـ"عربي21" أن الطموح الرئاسي للمرزوقي، بات يضر بالآفاق التشريعية للحزب ويقلص حظوظه في الفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة.


وتابع: "الكل يعلم أن القاعدة الانتخابية للمرزوقي هي قاعدة نهضوية بالأساس، ما يجعله حريصا على عدم الدخول في صدام مع الحركة وعدم انتقادها وهو ما نرفضه، لأن هذه القاعدة إن كانت ستصوت للمرزوقي في الانتخابات الرئاسية القادمة فهي ستصوت لحزبها في الانتخابات البرلمانية وليس للحراك".


الكحلاوي انتقد إصرار المرزوقي على اعتبار تجربة حكم "الترويكا" تجربة ناجحة وعدم أخذ مسافة نقدية منها رغم المؤاخذات التي تحيط بها، لاسيما هيمنة النهضة على دوائر الحكم فيها.


وأشار محدثنا إلى ما أسماه "الاصطفاف الآلي" للمرزوقي في القضايا الإقليمية مع طرف ضد طرف، مضيفا  أنه "ليس كل ما تقوم به تركيا و أردوغان هو أمر صائب والأمر ذاته مع السياسات القطرية في المنطقة".


مغالطات وتهويل للاستقالات


مقابل ذلك، اتهم عضو المكتب التنفيذي للحراك بشير النفزي في تصريح لـ"عربي21" المستقيلين من الحزب بممارسة التضليل والمغالطة من خلال الأسماء التي وردت في البيان.

وشدد على أن "الثمانين عضوا الذي ورد اسمهم في بيان الاستقالة، منهم من استقال منذ سنة، وآخرون تم طردهم من الحزب منذ أشهر على غرار رئيس مكتب فرنسا الذي صدر بحقه قرار طرد منذ أشهر لنجده ضمن أسماء المستقلين".


وتابع: "من المعيب والمخجل أن يسعى بعض المستقيلين لتضخيم عدد المغادرين للحزب وإظهار الأمر للرأي العام على أنه استقالة جماعية بأرقام مغلوطة ومبالغ فيها.. هناك شيء اسمه شرف الاستقالة".


وعبر النفزي عن استغرابه من تصريحات القيادات البارزة في الحزب عدنان منصر وطارق الكحلاوي واتهامهما للرئيس السابق بالاصطفاف إلى جانب تركيا وقطر.


وواصل: "عدنان منصر وطارق الكحلاوي سبق أن توليا مناصب في رئاسة الجمهورية خلال فترة حكم المرزوقي ومثلا رئاسة الجمهورية في اللقاءات الدبلوماسية في قطر وتركيا واليوم نراهما ينددان بالسياسات الخارجية التي كانا جزءا منها".


النفزي اتهم كلا من طارق الكحلاوي و عدنان منصر، بتلقي أموال من قطر وبتقربهما من عزمي بشارة بهدف السعي نحو تكوين مركز للدراسات الاستراتيجية في تونس.


وختم بالقول: "يشرفني كعضو في الحزب أن تكون لنا في تونس علاقات مع قطر وتركيا نظرا لدورهما البارز في دعم تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس".

التعليقات (0)