صحافة دولية

واشنطن بوست: لهذا السبب تنطلي علينا الأخبار الزائفة

وظفت فيسبوك أشخاصا مهمتهم محاربة الأخبار الزائفة - أرشيفية CC0
وظفت فيسبوك أشخاصا مهمتهم محاربة الأخبار الزائفة - أرشيفية CC0

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا كشفت فيه خفايا الأخبار المضللة، والطرق الاحترافية التي يتم اتباعها في عملية تزييفها، فضلا عن أسباب نشرها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بات من السهل اليوم وقوع أي شخص ضحية الأخبار المضللة التي تنشر على منصات التواصل الاجتماعي، نظرا للحرفية التي يتم بها تزييف هذه الأخبار؛ وهو ما يجعل مهمة كشفها وتجنبها أمرا صعبا للغاية. 


وذكرت الصحيفة أن شركة فيسبوك تبذل جهودا كبيرة لمكافحة انتشار الأخبار المضللة التي يقوم المستخدمون بنشرها على الموقع.

 

فخلال هذه السنة، قامت الشركة بزيادة عدد الموظفين المكلفين بالتحقق من صحة الأخبار المنشورة، إلى جانب اعتماد بعض التقنيات الجديدة والبرامج.

ومع ذلك، فنحن لسنا في مأمن من السقوط في فخ الأخبار الزائفة، حيث باتت هذه الظاهرة جزءا من اقتصاد مبني على تحقيق الأرباح من عدد نقرات الإعجاب وعدد المشاركات والمشاهدات التي يحظى بها المحتوى المنشور. وبناء على ذلك، فنحن نحتاج إلى أن نكون على اطلاع على ما يحدث، وأن تكون لدينا القدرة الكافية للتمييز بين الأخبار الصحيحة والزائفة.

وأشارت الصحيفة إلى مقطع فيديو نُشر مؤخرا على موقع فيسبوك، تضمن صور طائرة تكافح بصعوبة خلال عاصفة قوية للهبوط بأمان وإنقاذ جميع ركابها من موت محتم. لكن تبين في نهاية الأمر أن خبر هذه الحادثة كان مفبركا، حيث احتوى الفيديو على لقطات من تقارير إخبارية نُشرت في وقت سابق على موقع يوتيوب. وقد تم التلاعب بهذه اللقطات من خلال استخدام برامج إنشاء وتعديل الصور على غرار تقنية الفوتوشوب، لتبدو الأحداث حقيقية والمشاهد أكثر مصداقية.

وأوضحت الصحيفة أنه من بين الدوافع التي تجعل بعض الأشخاص يقومون بتزييف ونشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي هو السعي وراء جني المال، حيث تحتوي هذه المواد على معلومات وأسماء شخصيات وأماكن يمكن أن تجعل المتلقي يصدقها بسهولة. كما أنه يمكن أن تتضمن هذه المقالات ومقاطع الفيديو إعلانات وبرامج تجسس تهدف إلى اختراق خصوصية مستخدمي الشبكة العنكبوتية.

وذكرت الصحيفة أنه من الضروري المساهمة في عدم انتشار هذه الأخبار المضللة في حال تم اكتشافها. فعلى سبيل المثال، قد يكون وضع تعليقات تفيد بأن مقطع فيديو مفبرك أو أن مقالا ما يتضمن أخبارا لا أساس لها من الصحة مفيد جد في عملية دحض الأخبار المضللة. وتحتوي منصات التواصل الاجتماعي على برامج من شأنها التحقق من مصداقية الأخبار التي تُنشر على مواقعها. وفي حال تحققت من فبركة هذه الأخبار، فإنها تقوم بحذفها أو إرسال تحذير للمستخدمين لتنبههم بضرورة توخي الحذر من بعض المحتوى الذي يقع نشره.

وأوردت الصحيفة أن قلة الخبرة والافتقار إلى المهارات المتعلقة بالتكنولوجيات المستخدمة في هذا المجال تساهم بشكل فعال في الانتشار السريع للقصص والأخبار المضللة. لذلك من المهم جدا أن يتم توعية مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بهذه المخاطر. وفي هذا الصدد، قامت شركة فيسبوك وشركات أخرى بإصدار مناشير توعوية تهتم بطرق اكتشاف الأخبار المضللة، أطلقت عليها اسم "نصائح للكشف عن الأخبار الزائفة".

ونوهت الصحيفة بأنه على الرغم من وجود خدع وصعوبة التمييز بين الأخبار الصحيحة والمضللة، إلا أنه من الصعب تغيير استجابة الأشخاص الذين اعتادوا استسقاء أخبار ما يحدث حولهم وفي أنحاء العالم عامة، من وسائل التواصل الاجتماعي. ومن المحتمل أن يتطلب الأمر بعض الوقت لاستيعاب حقيقة وجود مثل هذه الأخبار، فضلا عن اكتساب المهارات الكافية لانتقاء الأخبار الصحيحة. وربما سنتعلم في نهاية الأمر ألا نثق في كل مصادر الأخبار المتوفرة على المواقع الإلكترونية. 

التعليقات (0)