سياسة عربية

هل تمضي غزة نحو تهدئة مع الاحتلال؟.. محللون يجيبون

حالة من التكتم على نتائج اجتماع الفصائل مع الوفد الأمني المصري- جيتي
حالة من التكتم على نتائج اجتماع الفصائل مع الوفد الأمني المصري- جيتي

تسود حالة من التكتم الشديد على تفاصيل لقاءات الوفد الأمني المصري بقيادة حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية بغزة والتي تكررت خلال الأيام القليلة الماضية، وسط توقعات بقرب إنجاز تثبيت اتفاق تهدئة مع الاحتلال رغم معارضة السلطة الفلسطينية.

وحاولت "عربي21" معرفة ما دار أمس في اجتماع الوفد المصري بحركة "حماس" والفصائل، واتصلت بعدد من القيادات الفلسطينية، إلا أنهم رفضوا الحديث عن التفاصيل لـ"حساسية الوضع"، لكن بعض تلميحاتهم كانت تشير إلى قرب إنجاز تثبيت التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، بما يضمن "حلحلة" الحصار المفروض على قطاع غزة.

من جهته أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، أن هناك العديد من المؤشرات التي تدلل على "تبلور اتفاق بشأن تثبيت تهدئة 2014 مع الاحتلال بالخطوط العريضة"، مستدركا: "لكن ما زالت هناك حاجة للتوصل لاتفاق على بعض التفاصيل".

ونوه في حديثه لـ"عربي21"، أن من بين تلك المؤشرات، "الزيارات المتتابعة للوفد المصري إلى قطاع غزة واجتماعه مع قيادة حماس، ومن ثم الفصائل الفلسطينية، وقرار المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) القاضي بسحب صلاحية إغلاق المعابر وتقليص مساحة الصيد في بحر غزة، من وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، والتي يقوم بتوظيفها للمزايدات السياسية التي تسبق معركة الانتخابات الإسرائيلية القادمة".

ومن بين تلك المؤشرات أيضا، سماح الاحتلال بإدخال الوقود القطري إلى غزة، وفق أبو عامر الذي توقع أن "يتم الاتفاق على تثبيت التهدئة رغم معارضة السلطة، لأن في ذلك مصلحة إسرائيلية إضافة لمصلحة فلسطينية في تفكيك الحصار المفروض ولو تدريجيا".

وحول مدى إمكانية إلزام الاحتلال بما يمكن الاتفاق عليه عبر الوسيط المصري، فقد قدر المختص، أن "ما يلزم إسرائيل بالاتفاق هو مصلحتها في المقام الأول إلى جانب التزام الفصائل الفلسطينية".

وأكد أن "قوة الصف الفلسطيني وتحقيق الوحدة والمصالحة وتطور أدوات وأساليب المقاومة، من شأن ذلك كله أن يساعد في إلزام الاحتلال بالاتفاق"، معتبرا أن "توازن الردع وغياب إمكانية الحسم العسكري من قبل الاحتلال وقرب موعد الانتخابات الإسرائيلية، عوامل تدفع الحكومة الإسرائيلية للبحث عن التهدئة".

في السياق ذاته اعتبر المختص بالشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أن جيش الاحتلال يريد "التخفيف عن غزة، لإبعاد شبح مواجهة في هذا التوقيت مع القطاع".

وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن "الجيش الإسرائيلي، لا يريد المواجهة لأسباب تتعلق بالاستراتيجية التي وضعها وفق خطة جدعون (تدريب الجيش وتأهيله للحرب القادمة)، إضافة إلى أن المبادرة اليوم أصبحت في يد المقاومة الفلسطينية ما يحرمه عنصر المفاجأة".

ولفت بشارات إلى أن "الجيش الإسرائيلي، قام بنشر بعض الوحدات الخفيفة على السياج الفاصل، إضافة لتخفيف أوامر إطلاق النار"، معتبرا هذا بمثابة "تراجع إسرائيلي أمام الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية بالقرب من السياج الفاصل".

 

اقرأ أيضا: الوفد الأمني المصري يغادر غزة بعد لقاء الفصائل الفلسطينية

ونوه إلى أن لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، برئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" نداف أرغمان في رام الله بالضفة الغربية الأسبوع الماضي، "يأتي ضمن الجهود الإسرائيلية للضغط على عباس لعدم ارتكاب مغامرة ضد غزة"، موضحا أن "تهديد أرغمان جاء عمليا عبر اقتحام مدن الضفة في وقت واحد أول أمس، وهي شكوى قدمها عباس لرئيس الشاباك خلال اللقاء".

وذكر المختص، أن "الحكومة الإسرائيلية بعد سلسلة حوادث مع غزة، أيقنت أن الوضع ذاهب لتصعيد ومواجهة قد تكون دامية، وليس هناك لدى أهل غزة ما يخسرونه"، منوها أن "إسرائيل تريد تهدئة الجبهة الجنوبية كي لا تشغلهم عن الجبهة الشمالية؛ سوريا ولبنان".

من جانبه، رأى الكاتب والباحث السياسي منصور أبو كريم، أن "الأمور تسير نحو إعلان تهدئة بين حماس وإسرائيل؛ على أساس أن تخفف الحركة من حدة المواجهة على السياج مقابل تسهيلات كبيرة مثل؛ إدخال السولار لمحطة التوليد ودفع رواتب الموظفين، مع إمكانية تنفيذ بعض المشاريع".

وقدر في حديثه لـ"عربي21"، أن "رفض السلطة الفلسطينية وحركة فتح قد يعيق هذا الاتفاق كما حدث في السابق"، مضيفا: "هناك شيء غير واضح حتى الآن يتم الاتفاق عليه".

وحول موقف رئيس السلطة في حال تم اتفاق التهدئة ودفعت رواتب الموظفين، ذكر أبو كريم، أن "عباس هدد أكثر من مرة، بأنه قد يتخذ إجراءات جديدة ضد حماس، منها حل المجلس التشريعي، وقف تمويل كل الخدمات التي تقدمها السلطة لغزة"، موضحا أن "هذا الأمر مرتبط بالوصول إلى اتفاق ومخرجات المجلس المركزي".

 

اقرأ أيضا: خبراء: إسرائيل تفضل الأمر الواقع بغزة بديلا عن الحرب أو التهدئة

وأشار الباحث، إلى أن الاحتلال يسعى "لتبريد جبهة غزة، كسبا للوقت حتى يتضح الموقف الأمريكي وينتهي من الجدار الذي يقيمه حول غزة"، مستبعدا أن تكون هناك "انفراجه كبيرة لوضع غزة، كما أنه لن تكون هناك حرب لأن الأطراف المعنية لا ترغب بها في هذا الوقت"، وفق تقديره.

يذكر أن طائرات جيش الاحتلال شنت الليلة الماضية، سلسلة غارات على العديد من الأهداف داخل قطاع غزة، بزعم أن هناك صاروخا أطلق من القطاع وسقط في منطقة مفتوحة ولم يتسبب بوقوع أضرار أو إصابات في صفوف الجانب الإسرائيلي.

التعليقات (0)

خبر عاجل