سياسة عربية

ماذا بعد قصف تركيا مواقع للوحدات الكردية شرقي الفرات؟

ترفض تركيا فرض الأمر الواقع في المنطقة - أ ف ب
ترفض تركيا فرض الأمر الواقع في المنطقة - أ ف ب
في إجراء تصعيدي غير مسبوق، قصف الجيش التركي بالمدفعية الثقيلة، الأحد، مواقع لوحدات الحماية الكردية في الضفة الشرقية لنهر الفرات، في منطقة زور مغار إلى الغرب من منطقة عين العرب (كوباني).

وفي حين أكدت وسائل إعلام تركية أن الهدف من عمليات القصف "منع الأعمال الإرهابية"، رجح مراقبون أن تكون عملية القصف هذه مقدمة لعمل عسكري يستهدف الوحدات الكردية شرقي نهر الفرات، لا سيما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد قبل أيام أن تركيز تركيا سيكون على مناطق شرق نهر الفرات، بدلا من الالتهاء بمنبج.

فما هي دلالات هذه العملية العسكرية، وهل تؤذن فعلا ببداية عملية عسكرية تركية ثالثة في الشمال السوري، بعد عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"؟

وفي تعليقه على ذلك، قال الكاتب الصحفي التركي عبد الله سليمان أوغلو، إن "تركيا تتحدث منذ مدة عن نواياها بتطهير مناطق شرقي نهر الفرات من العناصر الإرهابية التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" (بي كا كا)، وهذه العملية المحدودة تأتي في هذا الإطار".

وأضاف أوغلو في حديثه لـ"عربي21"، أن تركيا قامت بهذه العملية المحدودة لجس نبض ردود الفعال للأطراف المتواجدة في هذه المناطق والداعمة للوحدات الكردية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

وما يؤكد ذلك، من وجهة نظر الكاتب الصحفي التركي، هو أن العملية جاءت مباشرة بعد القمة الرباعية في إسطنبول، التي شهدت توافقا بين الدول الأربعة (تركيا، روسيا، فرنسا، ألمانيا) على مكافحة الإرهاب في سوريا.

وقال سليمان أوغلو، إن قيام تركيا بهذه العملية العسكرية يأتي تأكيدا لما تم التوافق عليه في القمة، من محاربة الإرهاب في سوريا.

وفي قراءته للقادم، لم يستبعد الكاتب التركي أن تشهد المنطقة تطورا أكبر من ذلك، مستدركا بقوله "تحقيق ذلك متعلق بردة فعل الولايات المتحدة على العملية الأخيرة".

الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني، قال إن الأتراك أعلنوا مرارا أن العملية العسكرية شرقي نهر الفرات قادمة، والجيش التركي كثف من تواجده في النقاط الحدودية المقابلة للمناطق شرقي الفرات، واستبدل الجيش بمعظم الدبابات المرابطة على الحدود، دبابات أكثر حداثة وتدريعا.

وأوضح لـ"عربي21" أن عمليات القصف التي حدثت أمس الأحد، التي استهدفت نقاطا عدة، كانت الأكثر كثافة قياسا بالمرات السابقة، وتأتي بعد يوم واحد من القمة الرباعية في إسطنبول التي أعطت دفعا للموقف التركي في سوريا.

ورأى تركماني أن التطورات على الأرض اليوم تشبه مرحلة ما قبل عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا ضد الوحدات الكردية في مدينة عفرين، وقال "ربما سنشهد عملية عسكرية موسعة يبدو أن أولى أهدافها مدينة تل أبيض في نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل".

يذكر أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أكد الأحد، أن بلاده "لن تسمح بأي خطوات أو أمر واقع يفرض في المنطقة رغماً عنها"، وذلك في إشارة إلى عمليات القصف الأخيرة.

من جانبها ردت "قوات سوريا الديمقراطية" على عمليات القصف التركية، على لسان أحد قيادييها المدعو حقي كوباني بتصريح، قال فيه إن "استهداف تركيا لمدينة كوباني هو بمثابة مد يد العون لتنظيم الدولة الذي بات يقترب من هزيمته النهائية بسبب الضربات القاسية التي يتلقاها من قبل قواتنا"، على حد زعمه.
التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 29-10-2018 09:42 م
هذا يؤكد أن الهجوم خير وسيلة للدفاع .