ملفات وتقارير

هل تقارب الخرطوم مع موسكو لبعث رسالة لواشنطن؟

خبير: بعد أن اكتشف السودان عدم جدوى التقارب مع واشنطن تقارب مع موسكو- جيتي
خبير: بعد أن اكتشف السودان عدم جدوى التقارب مع واشنطن تقارب مع موسكو- جيتي

أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، أن الخرطوم وواشنطن اتفقتا على بدء المرحلة الثانية من الحوار، بهدف رفع السودان من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.

 

وفي التوقيت ذاته أيضا استقبلت الخرطوم نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وقال الرئيس السوداني عمر البشير حين استقبل بوغدانوف إنه يثمن الدور الروسي الداعم للسودان في المحافل الدولية.


التلويح بخيارات أخرى

 

وأثار هذا التباين السوداني في العلاقات مع روسيا وأمريكا، تساؤلات حول سبب تقلب الخرطوم في التحالفات بين واشنطن وموسكو، فهو في الوقت الذي يبحث عن تحالف مع واشنطن يتقرب من موسكو.

 

وفي رده على هذه التساؤلات، اعتبر عضو المكتب السياسي للحزب الحاكم في السودان، ربيع عبد العاطي، أن "هذه العلاقات المتباينة طبيعية"، مشيرا إلى أن "واشنطن نفسها لها علاقات مع موسكو، وبالتالي مسألة بناء أو قطع العلاقات يدخل ضمن الإرادة السياسية للدولة نفسها".

 

وقال في حديث لـ"عربي21": "برأيي في العلاقات الدولية ليس بالضرورة إذا كان هناك علاقة بدولة ما، أن يتم قطع العلاقة مع دولة أخرى، وبالتالي لا أجد في علاقة السودان مع روسيا وبين محاولتها لإزالة اسمها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب أي تناقض".

 

وحول ما إذا كانت الخرطوم تريد توجيه رسالة لواشنطن بأن لها خيارات أخرى، نفى عبد العاطي أن يكون هذا الأمر هو سبب التقارب السوداني الروسي، مستدركا بالقول: "ولكن يبدو أن السودان يبحث عن مخرج".


وأشار إلى أن "خشية السودان من العقوبات الأمريكية هو الذي أدى به لأن يبحث  عن مسار بديل، وهو يعلم جيدا أن أمريكا لا تريد تطوير علاقتها معه، فيذهب للجهات الأخرى بهدف البحث عن تحالفات تساهم في أن يوازن في علاقاته الدولية، سواء مع واشنطن أو موسكو، بالتالي السودان لم يلوح بخيار آخر لمجرد المناكفة أو إيصال رسالة ما".

 

من جهتها، قالت رئيسة وحدة الدراسات الأفريقية في مركز الأهرام، أماني الطويل، إن السودان "تسعى لأن يكون لها داعم دولي، وذلك لأنه في الوقت الذي راهن فيه على واشنطن، اتخذت الأخيرة قرارا برفع جزئي للعقوبات فقط ولم يكن شاملا".

 

وتابعت في حديث لـ"عربي21": "كان يعتمد التقارب الأمريكي السوداني في الأساس على اشتراط واشنطن تغييرا سلميا للسلطة وتنحي البشير، وحتى الآن ليس هناك بوادر سودانية لتحقيق الطموحات الأمريكية، وبعد أن اكتشف السودان عدم جدوى التقارب مع واشنطن تقارب مع موسكو".


وأوضحت أن "التقارب السوداني مع روسيا قد يكون تلويحا بخيار آخر، مستدركة بالقول: "لكن المشكلة الرئيسية تكمن في أن كثرة تنقل الدولة بين التحالفات الدولية والإقليمية ينعكس على الصورة الذهنية للدولة لدى الآخرين، يجعل الحلفاء دائما في قلق من مسألة استقرار تحالفهم مع السودان أو استمرار التعاون السياسي معه، بالتالي تفقد الدول الأخرى الرغبة بالتحالف معها".

 

بدوره، اعتبر المختص بالشأن الأفريقي، علي هندي، أن "التقارب التركي السوداني هو الذي مهد لتقارب الخرطوم مع موسكو.

 

وتابع في حديث لـ"عربي21": "وبرأيي هذا التقارب سببه رغبة السودان بإيصال رسالة لواشنطن مفادها أن له خيارات وبدائل أخرى، إذا ما قررت فرض عقوبات عليه".

 

التوازن

 

وحول كيف يستطيع السودان التوازن بين تقاربه مع روسيا وبين سعيه لرفع العقوبات الأمريكية عنه والتقارب مع واشنطن، أشارت أماني الطويل إلى أن معطيات السودان الجيوسياسية والجغرافية تساعده في ذلك.


وأضافت: "الإقليم المحيط بالسودان والعالم يحتاجون لأن يبقى السودان مستقرا، وهذا الأمر يدفع الأطراف المختلفة إلى محاولة التعاون مع السودان؛ لأن انفجاره يهدد الأمن الإقليمي والدولي، وبالتالي هذا الاحتياج العالمي للخرطوم ساعده في موازنة علاقاتها الدولية مع الأضداد".

التعليقات (0)