صحافة إسرائيلية

كيف يرى مستشرقون إسرائيليون مستقبل العلاقات مع العرب؟

قال مستشرق إسرائيلي إن التوجهات السياسية لحركتي فتح وحماس تبقى عقبة أمام التطبيع العربي- جيتي
قال مستشرق إسرائيلي إن التوجهات السياسية لحركتي فتح وحماس تبقى عقبة أمام التطبيع العربي- جيتي

قال الكاتب في صحيفة مكور ريشون اليمينية الإسرائيلية، آساف غيبور، إن "التوجه الإسرائيلي الحالي قائم على إنشاء مزيد من العلاقات الوثيقة مع الجيران العرب، من خلال البحث عن قواسم مشتركة، وحلول لمشاكل المنطقة سواء تسويق التكنولوجيا الإسرائيلية، أو مواجهة التهديد الإيراني معا".


وأضاف في تحقيق مطول ترجمته "عربي21" أنه "في ظل الرغبة الشرق أوسطية بالتقارب مع إسرائيل، فإن هذه الدول العربية قد تتجاوز القضية الفلسطينية، مع أن الكشف عن العلاقات العربية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة يمكن وصفها بأنها "سر علني"، ولم تكن تحتاج سوى بث صور بنيامين نتنياهو مع سلطان عمان، ثم وزير المخابرات يسرائيل كاتس، في حين كانت وزيرة الرياضة ميري ريغيف تذرف دموع الفرحة في أبو ظبي".


وأشار إلى أن هذا "التقارب العلني العربي الإسرائيلي يأتي على وقع وجود تحديات حقيقية تشغل دول المنطقة، في حين أن التهديد الإيراني يخيم على رؤوس دول الخليج، ويبدو أن جميعهم يدفعون بالقضية الفلسطينية إلى الزاوية، وباتوا أقل اهتماما بها، بما في ذلك العثور على حل الدولتين، حتى أن الشرط الذي ساد في العقود الماضية بأن أي تقارب عربي إسرائيلي مرهون بحل القضية الفلسطينية لم يعد قائما".


وأوضح أن "هذا التغيير في النظرة العربية للعلاقات مع إسرائيل لعله يحتاج إلى إجراء تغيير جدي في الاستراتيجية السياسية لإسرائيل، سواء تجاه الدول العربية أو الفلسطينيين".


الإخوان المسلمين


المستشرق الإسرائيلي بنحاس عنبري قال إن "إحدى أهم المشكلات القائمة في الشرق الأوسط أمام إسرائيل تكمن في القومية العربية التي يقودها بشار الأسد، والحراك الإسلامي بقيادة الإخوان المسلمين، وطالما أن هذين النموذجين قائمان فإن الأقليات بالشرق الأوسط لن يتم الاعتراف بوجودها، ومنها الأقلية اليهودية في إسرائيل".


وأضاف عنبري، الباحث في معهد القدس للشؤون العامة والدولة، أنه "رغم أجواء التقارب والسلام التي يتم تعميمها في الآونة الأخيرة بين العرب وإسرائيل، فإن العالم العربي لا يتقبلنا، طالما تسود في أنحائه الروح القومية والإسلامية، من خلال ما تبثه حركتا فتح وحماس بتوجهاتهما السياسية، وينظرون لدولة اليهود كما النظرة للأكراد والنصارى واليزيديين وباقي الأقليات، ملاحقين ومضطهدين"، بحسب تعبيره.

 

اقرأ أيضا: لماذا تجاهلت الرياض الرد على ترامب بشأن العلاقة بإسرائيل؟


وأوضح أن "الفلسطينيين لا يريدون دولة، ومن أقنعهم بهذه الفكرة هو اليسار الإسرائيلي، وهم يروجونها في المجتمع الدولي للحصول على المساعدات والتبرعات، لكنهم في دواخلهم يهدفون لطرد إسرائيل من المنطقة، والاندماج في دولة عربية أو إسلامية أوسع، هذا هو الـDNA الخاص بهم، ولذلك لا مستقبل للحل معهم".


البروفيسور موشيه شارون قال إنه "لا يؤمن بوجود إمكانية لنجاح حل للسلام في الشرق الأوسط، لأن القناعات السائدة في العالم العربي والإسلامي تتلخص في طرد دولة إسرائيل بالقوة مما يعتبرونها أرضا إسلامية، ويعتبرون نجاحهم في ذلك انتصارا لفكرتهم، ومقدمة للانتصار في سائر أنحاء العالم".


وأضاف الباحث في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بالجامعة العبرية أن "العرب يرون إسرائيل "الشيطان الأصغر"، ففي اللحظة التي يقضون فيها عليها تقترب مهمة القضاء على "الشيطان الأكبر"، ولعل اقتناع إسرائيل بتحقيق السلام مع العرب والفلسطينيين وهم منشغلون بالتحضير للقضاء عليها من الظواهر الفريدة من نوعها في العالم، لأنهم يواصلون تسلحهم، في حين يدعون للسلام، وينشرون بين حين وآخر مبادراتهم لذلك".


وأوضح أنه "حتى لو تم التوقيع على اتفاق سلام عربي إسرائيلي، فلن يصمد طويلا، كما حصل مع مصر لدى أنور السادات ومناحيم بيغن، حيث وقع الأول على ورقة، وسلم الثاني أرض سيناء، واليوم تعتبر مصر الدولة الأولى عربيا التي تنتشر فيها الدعاية المعادية لإسرائيل، وهو أحد خروقات اتفاق السلام بينهما، حتى الأردن الذي يعتبر قيامه وبقاؤه مرهون بحماية إسرائيل له، لا يلتزم بكل بنود اتفاقية السلام، ووسائل إعلامه المحلية تضخ أخبارا وتقارير معادية لإسرائيل".


عدو عدوي صديقي


إيدي كوهين قال إن "مفتاح الاستقرار الإقليمي يكمن في تقوية العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربي، وتحويلها علاقات طبيعية، إسرائيل مرتاحة اليوم من الوضع القائم مع الفلسطينيين لأن الصراع لم يعد عربيا-إسرائيليا، وإنما إسرائيليا-فلسطينيا فقط، والعرب لم يعودوا مهتمين بالفلسطينيين باستثناء التصريحات الإعلامية".


وأضاف كوهين، الباحث في مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار إيلان، أن "الدول العربية تمر بمرحلة إصلاحات سياسية داخلية تعتمد على التقارب مع الدول الغربية، وهم يعتقدون أن من يقاطع إسرائيل، فإنما يقاطع العالم، وهم لا يريدون ذلك".

 

اقرأ أيضا: كيف ينظر الفلسطينيون لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل؟


وأوضح أن "الأزمة المستمرة بين العرب وإيران تعتبر حجر الزاوية التي يمكن لإسرائيل التمركز خلفها لتقوية وضعها في الشرق الأوسط، في ظل القاعدة العربية السائدة "عدو عدوي صديقي"، ويجب استغلال ذلك، وتقوية العلاقات الإسرائيلية الخليجية، وإخراجها إلى العلن، وليس الاكتفاء بها وراء الكواليس".


الجنرال عوزي ديان قال إنه "في ظل غياب شريك للسلام، على إسرائيل الحفاظ على كنوزها الاستراتيجية، في منطقة تشهد حروبا إقليمية، ووجود كيان معاد في قطاع غزة"، مشيرا إلى أنه التقى عشرات الأشخاص من الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة ممن يتحدثون عن إسرائيل على أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تنعم بالاستقرار، والأقوى اقتصاديا.


ثلاثة تحديات


وأضاف ديان، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن "هناك تحديات ثلاثة كانت الدول العربية متأكدة أنها ستتفوق فيها على إسرائيل أولها: المياه حيث تحولت إسرائيل قوة عظمى في هذا المجال من خلال مشاريع تحلية المياه، في حين أن دولا أخرى في المنطقة كالأردن تعاني من نقصان المياه لعدة ساعات في اليوم، وإسرائيل تساعد الدول العربية في هذا المجال".


وأوضح أن "التحدي الثاني الموضوع الديموغرافي، فإسرائيل كسرت الرقم القياسي الذي يؤمن لها الحماية من خطر "إلقاء اليهود في البحر"، لأنها في 2048 سيصل عدد سكانها 20 مليون نسمة، منهم 15 مليون يهودي.

 

أما التحدي الثالث فهو الطاقة، حيث باتت إسرائيل دولة مستقلة فيها، حتى في الساحة الدولية الأمريكان يدعموننا، ومع الروس نتدبر أمورنا، أما جميع دول المنطقة حولنا فلديها مشكلات مستمرة وقائمة".

التعليقات (0)