ملفات وتقارير

"WP": من هو مولر الشخصية الغامضة في مدينة تعشق الأضواء؟

روبرت مولر.. الشخص الأبرز في الولايات المتحدة حاليا - (أ ف ب)
روبرت مولر.. الشخص الأبرز في الولايات المتحدة حاليا - (أ ف ب)

في كل مكان تسمع اسم مولر، وفي أي لحظة وساعة من اليوم يتردد اسمه. واعتبرته مجلة "تايم" الأمريكية رقم 3 ضمن قائمة شخصية عام 2018 بعد الصحافيين وترامب.

وتقول روكسين روبرت في تحليل بصحيفة "واشنطن بوست" ترجمته "عربي21"، إن المحقق الخاص روبرت سوين مولر هو ثاني أشهر رجل في واشنطن بعد الرئيس. "ومن المستحيل أن تقضي يوما في هذه المدينة بدون أن تسمع أو تقرأ اسم مولر، وهو سيدخل التاريخ للأحسن أو للأسوأ كأهم شخصية في عصر ترامب".

وتضيف أن كل هذا الحديث يدور حول رجل من النادر أن يتحدث أو يُرى، فهو كلي الحضور والغياب ولا يمكن الفرار منه، ولكنه مراوغ. وهو النور غير المرئي "ينغ"، للظلام "ين" المرصع بالذهب، وهو ترامب.

 

إقرأ أيضا: محامي ترامب: مولر لن يحقق مع الرئيس إلا على جثتي


وكتبت مجلة "تايم" أن "صمت مولر استدعى عددا من التكهنات الحزبية من الحزبيين".  فهو بالنسبة للنقاد من اليمين محقق مفرط في الحماسة أسكرته السلطة ويتحرك أبعد من صلاحياته لإسقاط ترامب. وبالنسبة لليبراليين؛ فهو بطل صاحب مهمة، ولن يهدأ حتى يقدم الرئيس للعدالة. أما الرواية العامة عن مولر فقد وصفته عادة بالأسطورة أكثر من كونه رجلا. وتعلق بأن هذا التوصيف هو طبيعة لواشنطن وهي أن رجلا قويا ابتعد عن الأضواء أصبح موضوعا للسحر. وكل ذلك باعتباره من النخبة البيضاء البروتستانتية التي تعف عن المقابلات أو الصور لدرجة شاهد فيها الأمريكيون الممثل روبرت دي نيرو يقلد المحقق الخاص في برامج السبت أكثر من رؤيتهم للشخص الحقيقي.

ويقول روبرت غراف، مؤلف كتاب " تهديد الماتريكس: في داخل مكتب التحقيقات الفدرالي لروبرت مولر والحرب الدولية على الإرهاب": "دائما ما مزحت أن روبرت مولر رفض إجراء مقابلات في حياته العملية أكثر من ما يحصل عليه الناس في واشنطن". ويضيف: "وخلافا لما يقوله الرئيس اليوم في كل تغريداته؛ فمولر كان دائما الرجل الوحيد غير السياسي وغير المتحزب في المدينة. ويعمل كل شيء لتجنب الأضواء وأي شيء يشبه السياسة". فهو راض بأن يكون معروفا ضمن دائرة مغلقة من الزملاء والأصدقاء، وهذا أمر نادر في مدينة حافلة بالأشخاص من أصحاب الأنا العالية والكافية لأن تعوّم بارجة حربية؛ حسب السيناتور السابق ألان سيمبسون.

ويحب السياسيون الكاميرات والرد على التغريدات وإنستغرام، إلا أن بيان مولر الوحيد هو ذلك الذي أصدره في17 أيار (مايو) 2017 وقبل فيه مهمة المحقق بقوله: "أقبل هذه المسؤولية وسأنهيها بأفضل ما لدي من قدرة". وأكثر  من هذا فقد أصبح مولر في كل كلمة لم يقلها "ميم"، وشخصية كارتونية وبطلا خارقا وشريرا خارقا في كل كلمة لم يقلها.

 

إقرأ أيضا: دور سعودي إماراتي إسرائيلي بانتخاب ترامب


وبقول ويليام ويبستر، وهو الشخص الوحيد الذي أدار "أف بي آي"، و"سي آي إيه": "مثل كل مدراء "أف بي آي" الذين عرفتهم بمن فيهم نفسي، لم يحاول امتحان تحقيقه أو وضع أدلته من خلال محكمة الرأي العام".

وأضاف: "لا يعمل "أف بي آي" بهذه الطريقة التي قد تكون جيدة للمشاهدات التلفزيونية، ولكنها تترك الكثير من سوء الفهم وتخلق برأيي مناخ سيرك حول القضايا المهمة".

ولكن كينث ستار الذي قام بالتحقيق مع الرئيس بيل كلينتون كان لديه مدخل مختلف، فقد ظل يتحدث مع الصحافيين على أمل توعية الأمريكيين بأسباب التحقيق. وقال إن العلاقات بين المحققين والإعلام معقدة وحساسة. كما أن "المحقق الفدرالي يتمتع بسلطات عالية ويجب أن يكون محل محاسبة من الأمريكيين، وهذا يعني توفير المعلومات بدون تجاوز الحدود، خاصة حماية سرية المحلفين".

ويرى ستار أن مولر ربما تعلم من تجربة مدير "أف بي آي" السابق جيمس كومي وطريقته غير المناسبة في العلاقات العامة. و"لهذا  يريد للوثائق أن تتحدث بنفسها، وأعتقد أنه اتبع استراتيجية حكيمة، وإن كانت على حساب فهم الرأي العام لطبيعة عمله".

ويرى ليون بانيتا، مدير المخابرات الأمريكية السابق، أن السبب في صمت مولر هو أنه لا يريد منح ترامب ذخيرة لمهاجمته، مضيفا: "كما أنه يعتقد بوجوب حماية نزاهة التحقيق وعدم السماح للرئيس بتقويضها".

وقال بانيتا الذي يعرف مولر منذ سنوات إن هذا لا يحب اللعبة السياسية ولا يحب الشهادة أمام الكونغرس مع أنه يعتقد بالحاجة لعمل ذلك.

0
التعليقات (0)