سياسة عربية

هذه خيارات تركيا لإنهاء تواجد "العمال الكردستاني" بالعراق؟

قائمقام سنجار حمل سلطات بلاده مسؤولية التقصير تجاه تواجد العمال الكردستاني- جيتي
قائمقام سنجار حمل سلطات بلاده مسؤولية التقصير تجاه تواجد العمال الكردستاني- جيتي

أعادت الغارات الجوية التركية التي استهدفت قضائي سنجار ومخمور العراقيين، طرح ملف حزب العمال الكردستاني إلى الواجهة مجددا وانعكاسه على طبيعة العلاقات بين البلدين.


واستدعت الخارجية العراقية، الجمعة الماضي، السفير التركي ببغداد فاتح يلدز وسلّمته رسالة احتجاج جرّاء "الخروقات الجوية" المتكررة من جانب بلاده، مستنكرة "استهداف مواقع في منطقتي جبل سنجار ومخمور شمال العراق".


وفي حديث لـ"عربي21" قال قائمقام قضاء سنجار محما خليل، إن "الغارات الجوية التركية على قضاء سنجار ومخمور وإقليم كردستان، تعد خرقا للسيادة وفقا للدستور الذي يلزم كومة العراق بالحفاظ على سلامة سيادة وكرامة البلاد".


وفي المقابل، أكد خليل أن "الدستور ينص أيضا على عدم استخدام الأراضي العراقية ممرا ومنطلقا للهجمات على دول الجوار، لكن الحكومة العراقية لم تعمل بمستوى النصوص الدستورية والقانونية".

 

اقرأ أيضا: العراق يبلغ تركيا احتجاجه على قصف مواقع لـ"بي كاي كاي"

وأشار إلى أن "العراقيين في سنجار وغيرها من المناطق التي تتعرض للقصف، ليس لهم لا ناقة ولا جمل في المعارك بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، لأنها مشكلة داخلية بينهما".


وبخصوص تواجد حزب العمال الكردستاني في سنجار، قال خليل: "طالبنا مرارا وتكرارا حزب العمال الكردستاني ومن يواليه، بالخروج من سنجار وعدم إعطاء ذريعة للغارات التركية".


وحمّل قائمقام سنجار حكومة العراق المسؤولية على التقصير في هذه الأزمة، لافتا إلى أن "الحكومة ملزمة بموجب الدستور بعدم السماح لجماعات أن تشن هجمات على دول الجوار، وفي الوقت ذاته لا تسمح لدول الجوار بأن تهاجم أراضيها".


وأردف: "نحن كإدارة لقضاء سنجار طالبنا الحكومة العراقية بأنه ليس من مصلحتنا وجود قوات حزب العمال الكردستاني على أراضينا، ويحب أن يكون السلاح محصورا بيد الدولة في سنجار وجعلها منطقة محمية".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يلوح بعملية عسكرية في سنجار "إذا تطلب الأمر"

وتطرق خليل إلى اتفاقيات قديمة بين تركيا والعراق في عهد رئيس النظام الراحل صدام حسين، بأنها "تسمح للقوات التركية بالتوغل في العراق على عمق 40 كيلومترا، ونفس الشيء للعراق لملاحقة البيشمركة في وقتها".


وبين قائمقام قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى العراقي أن "الاتفاقات بين البلدين لا يمكن إلغاءها، إلا باتفاقية جديدة أو تعديلها، وذلك من واجب البرلمان العراقي".


ما خيارات تركيا؟


من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "بهتشة شهير" برهان كور أوغلو إنه "مطلوب من السلطات العراقية أن تنفذ هذه الغارات بنفسها، لأن هذه العناصر متواجدة داخل أراضيهم، لكنها ليست قادرة على ذلك ولم يرد هذا الشيء حتى الآن".


وأضاف كور أوغلو لـ"عربي21" أن "تواجدهم قرب تركيا يمثل تهديدا مباشرا لأمنها، فتعهدت تركيا أن تقوم بعمليات عسكرية بين الحين والآخر لمنع هذا التهديد كما يحصل مع عناصر حزب العمال الكردستاني في سوريا".


ولفت إلى أن "تركيا أعلنت سابقا أنها على أتم الاستعداد للتدخل المباشر في الأراضي العراقية والسورية بخصوص إنهاء تهديد حزب العمال الكردستاني الذي ينفذ عمليات عسكرية داخل أراضيها يذهب ضحيتها عدد من المواطنين".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يوجه دعوة لنظيره العراقي لزيارة تركيا

ورأى كور أوغلو أن "تركيا ليس لديها أي خيار غير العسكري، ومع ذلك فإنها مستمرة في مطالبها السياسية مع الحكومة العراقية وهناك تفاهم معها بهذا الخصوص، لكن الجانب العراقي ليس لديه الإرادة في إجراء تجاه حزب العمال الكردستاني".


وتوقع كور أوغلو أن "يطرح أردوغان ملف حزب العمال الكردستاني على نظيره العراقي برهم صالح إذا زار تركيا، لأنه يمثل العراق وعليه أن لا يسمح لأي عناصر بشن هجمات على جيرانه، ويجب أن يأخذ الأمر على عاتقه كرجل دولة".


ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس الماضي، دعوة لنظيره العراقي برهم صالح لزيارة تركيا، في رسالة سلمها له سفير أنقرة لدى بغداد فاتح يلدز.


يشار إلى أن مصادر عراقية كشفت في وقت سابق أن حزب العمال الكردستاني، لم ينسحب بشكل حقيقي من قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، على الرغم من إعلانه ذلك.

التعليقات (0)