ملفات وتقارير

نشاط محموم لإسرائيل في آسيا لتغيير الصورة السلبية عنها

كوهين: الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الهند حظيت باهتمام إعلامي- جيتي
كوهين: الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الهند حظيت باهتمام إعلامي- جيتي

قال دبلوماسي إسرائيلي بصحيفة معاريف إن "الجهد الذي تبذله إسرائيل لتحسين صورتها في قارة آسيا، وتقوية علاقتها الاقتصادية معها، شكل انقلابا في الصورة الذهنية المأخوذة عنها في القارة الكبرى، وقد اتضح ذلك هذا الأسبوع حين شهدت تل أبيب انعقاد المؤتمر السنوي للعشرات من السفراء والقناصل الإسرائيليين حول العالم، وقدم المقيمون بالعواصم الآسيوية تقارير عديدة حول التحسن الذي طرأ على صورتها لدى الآسيويين".


وأضاف غلعاد كوهين، رئيس قسم آسيا والباسيفيك بوزارة الخارجية الإسرائيلية، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن "هناك مئات الملايين من الآسيويين من هانوي وجاكرتا ونيودلهي وطوكيو، مروا بتغيير جوهري وحيوي في نظرتهم لإسرائيل، وباتوا ينظرون إليها على أنها أمة صغيرة ذات قدرات خارقة في مجالات التطوير والتكنولوجيا والنمو الاقتصادي، تحتاجها هذه الدول الآسيوية، وتوفرها إسرائيل لها".

 

وأكد أننا "نسمع في كل لقاء ومحفل ومؤتمر يجمعنا مع زعماء آسيويين، من برلمانيين وأكاديميين ورجال أعمال ومستثمرين، أنهم يحاولون تعميق هذه الاتصالات مع إسرائيل في مجالات الاقتصاد والثقافة والأمن والسايبر والزراعة والمياه والطاقة والسياحة والعلوم والمعرفة".

 

وأشار إلى أن "الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الهند، وجولته المشتركة مع نظيره الهندي مودي بمركز التكنولوجيا الذي أقامته وكالة المساعدات التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، حظي بتغطية إعلامية غير مسبوقة، والكثير من الهنود باتوا على تماس مع التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة في مجال الزراعة، لأن أكثر من 600 مليون هندي يعيشون من الزراعة، وهذا القطاع يعد حيويا جدا للاقتصاد والسياسة الهندية".

 

أما في مجال الثقافة والفنون، فقال كوهين، إن "هناك أهمية فائقة للتعاون المشترك الإسرائيلي الآسيوي، فالقنصلية الإسرائيلية في بومباي نجحت في جعل إسرائيل الدولة الأساسية الحاضرة في المهرجانات السينمائية الهندية، كما تعمل وزارة الخارجية الإسرائيلية مع باقي الوزارات الحكومية لجلب صناعة السينما الهندية المعروفة باسم "بوليوود" لتصوير أفلامها داخل إسرائيل، ما جلب على صناعة السينما الإسرائيلية عوائد  لا تقدر بثمن".

 

وأوضح أن "الآونة الأخيرة شهدت فيها اليابان عرضا فنيا لإحياء مرور 70 عاما على إنشاء إسرائيل، كما أن السفارة الإسرائيلية في هانوي أرسلت لإسرائيل طاقما لتصوير برنامج اجتماعي مشهور في فيتنام، ووصلت ملكة جمال فيتنام لإسرائيل لأخذ صور تذكارية على خلفية المشاهد الطبيعية المتوفرة في إسرائيل، وشهدت هانوي عروضا موسيقية إسرائيلية، وأدى مئات الفيتناميين رقصات عليها، ما يعني أننا أمام انقلاب حقيقي في الصورة النمطية المأخوذة عن إسرائيل لدى الفيتناميين، حيث قام عدد من كبار مسؤوليها بزيارة إسرائيل".

 

كوهين تحدث عما اعتبره "تغير إيجابي تجاه إسرائيل بنظر الآسيويين الذين لا تقيم مع بلدانهم علاقات دبلوماسية، وثبت أن العلاقات السياحية ليست أقل أهمية، وربما أكثر أهمية، من العلاقات الدبلوماسية، بدليل أن عدد السياح الإندونيسيين الذين وصلوا إسرائيل هذا العام أكثر من أربعين ألفا، ولنا أن نتصور أعداد السياح القادمين من ماليزيا وباكستان، فيما ازدادت أعداد الرحلات الجوية المباشرة من آسيا إلى إسرائيل".


يتحدث الكاتب عن "دور زيادة الموازنة المالية التي منحتها الحكومة الإسرائيلية لوزارة الخارجية في تقوية العلاقات مع الصين، والهند، واليابان، ما مكن من استقدام عشرات الوفود من الزعماء الشباب من تلك الدول الآسيوية، ممن يعملون في مجالات الاقتصاد، والسياسة، والثقافة، والتكنولوجيا، والإعلام، وهؤلاء سيقودون بلدانهم في المستقبل، ويعني استثمارا إسرائيليا على المدى البعيد".

 

وختم بالقول إن "مجال الغاز يعدّ ملائما للجهد الإسرائيلي في استجلاب استثمارات آسيوية، وفي مجال الاقتصاد تعمل إسرائيل على إحضار مزيد من الصفقات التجارية مع الدول الآسيوية، وزيادة الصادرات الإسرائيلية إلى القارة الآسيوية".

التعليقات (1)
محمد القدسي
الخميس، 20-12-2018 02:35 م
إن عبر هذا عن شيء فهو يعبر عن النكسة التي قام بها أبو مازن وناصر القدوة لاحقاً لإستشهاد أبو عمار ضد السلك الدبلوماسي الفلسطيني، ذلك السلك من السفراء المناضلين الذين حققوا إنتصار دولي غير مسبوق في عزل إسرائيل دولياً وإعتراف معظم دول العالم بحقوق الشعب الفلسطيني، هؤلاء المناضلين الذين عزلهم وإستبدلهم الثنائي أبو مازن وناصر بسفراء غالبيتهم يفتقدون للخبرة والنضال ومجرد موظفين وساعي بريد كل ما يجيدونه هو حضور الحفلات الدبلوماسية. هناك "سفير" لا يجيد سوى الهزل والضحك والسفر في عرض قارة وطولها والإجتماع المتواصل مع سفير إسرائيل ونائبه. فقد أقام فور وصوله للبلد علاقات عمل مع السفارة الإسرائيلية واللوبي الإسرائيلي، لذلك لا عجب أن يمتدحه قادة هذا اللوبي ويصفونه بالشخص "الذي نستطيع العمل معه"!! ورغم أن رائحته تزكم الأنفس، وله في البلد أكثر من 12 سنة متخطياً الفترة المحددة في القانون الدبلوماسي الفلسطيني لخدمته والمحددة بأربع سنوات، إلاَّ أن وزيره رياض المالكي يغض النظر عنه وعن فساده كونهم كانا رفيقين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل أن تطردهم الجبهة لفسادهم السياسي. هذه هي الأسباب الرئيسية وراء نجاح الدبلوماسية الإسرائيلية وإنتكاسة الدبلوماسية الفلسطينية.