صحافة دولية

الغارديان: هكذا سيكون عام 2019 "ساعة الحساب" لترامب

ترامب أمريكا البيت الأبيض - جيتي
ترامب أمريكا البيت الأبيض - جيتي

تحت عنوان "عام الحساب" تحدثت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها عن وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2019.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي ترجمتها "عربي21": إن النظرة الأولى، قد تشي بثبات رئاسة دونالد ترامب، لأن الناس في النهاية سيألفون أي شيء. فقد كان انتخابه قبل عامين صدمة كبيرة للنظام الأمريكي. وأقنع الكثيرون أنفسهم بعد ذلك أن النظام سيجد طرقا للعمل معه وتجاوز تهديده. وكان هناك حديث طويل حول "الكبار في الغرفة" الذين سيحمون القيم والمصالح والتحالفات الأمريكية من شخص دخيل. وراهنت الأسواق المالية في وول ستريت على نفس الشيء، إذ توصل مدراؤها إلى أن الرئيس مهما كان متهورا، فلن يُسمح له باتخاذ قرارات قد تؤثر على أسعار الأسهم وأرباح الشركات.

وتتابع الصحيفة قائل إنه بعد عامين يبدو من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن هذه الآراء كانت قاصرة. ففي البيت الأبيض خرج الرجال الراشدون من الباب، وكان آخرهم وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي استقال هذا الشهر بسبب قرار الرئيس الفردي بالخروج من سوريا وسحب الجنود من هناك.

 

إقرأ أيضا: حان الوقت ليبدأ الحزب الجمهوري بتهديد ترامب بالطرد


وأصبح من الواضح الآن أن الأسواق أخطأت في رهانها على ترامب. فقد هاجم البيت الأبيض ولأيام مدير بنك الاحتياطي الفدرالي بسبب سعر الفائدة. وعندما انخفضت الأسعار سارع البيت الأبيض إلى إرسال رسائل طمأنة، وهي أن مدير الاحتياطي  جيروم باول آمن في منصبه. واستمر الصخب حتى الخميس.  فرغم ارتفاع مؤشر وول ستريت بألف نقطة بعد انخفاض مؤشر داو جونز بـ 600 نقطة عشية عيد الميلاد. إلا أن المؤشر لا يزال منخفضا بأكثر من 3.000 نقطة هذا الشهر وسط حالة من الفوضى والتشوش.

وتقول الصحيفة إن من مقتوا ترامب دائما يحق لهم التذكير بما حذروا منه طوال الوقت. ولكننا أمام لحظة صدمة منه. فالأمر المهم الراهن في أمريكا هو أن من ظلوا يتفرجون؛ يخرجون عن صمتهم. وحتى المراقبين الحذرين للمشهد الأمريكي يعتقدون أن مشكلة ترامب تكبر، ولا تفيد معها الحلول التلفيقية أو البحث عن مخارج حولها.

 

اقرأ أيضا: ترامب وزوجته في العراق بزيارة مفاجئة لـ"شكر القوات الأمريكية"

وتشير الصحيفة إلى ما كتبه المعلق الأمريكي توماس فريدمان في "نيويورك تايمز"، حيث قال: "كان الأسبوع الماضي لحظة فاصلة بالنسبة لي". ونشر مقالته يوم الاثنين وسط الهجمات على مدير الخزانة باول، وقال إن "ما قدمه لنا ترامب في كل المرات هو دمار وحرف للأنظار وذلٌ وجهلٌ محض".

وقالت الصحيفة إن مناسبتين حدثتا هذا الأسبوع تقرآن من خلال هذا السياق؛ الأولى زيارة متعالية لترامب كرئيس إلى العراق (حيث رفض مقابلة القيادة العراقية أو مغادرة القاعدة العسكرية)، والتي كانت مهانة كلاسيكية توّجها بكذبة عن زيادة رواتب الجنود. وتحدث بدون خجل عن أن الأمريكيين الذين غزوا العراق بقرار فردي لم يعودوا المعتدين. أما الثانية، فهي أزمة الميزانية مع الكونغرس التي قادت إلى إغلاق جزئي للحكومة الفدرالية الأسبوع الماضي، والتي تعتبر صورة كلاسيكية عن حالة الإرباك التي يمارسها ترامب. وكل ما قاله عنها كذب وغير صحيح.

وتعلق الصحيفة على ذلك بالقول إن ما صوّت لصالحه الناخبون من رئيس مربك وجهّزوا أنفسهم للتعايش معه لم يعد قائما، فهم أمام مرحلة جديدة ومختلفة من عهد ترامب حيث الرهانات عالية. ويواجه ترامب اليوم ذورة التحقيق الذي يجريه روبرت مولر حول التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة عام  2016، إلى جانب سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب. وكلاهما سيضعان الرئيس تحت طائلة مطالبات ودعاوى قانونية لا تنتهي.

وتختم الصحيفة بالقول إن "العدوانية المنحرفة لترامب ليست ببساطة مظهرا لعدم صلاحيته للرئاسة، ولكنها سلوك من الرئيس الذي يواجه التهديدات تلاحقه وقد يحاول في حالته غير المستقرة أن يهدم المعبد معه".

التعليقات (0)