سياسة عربية

بوادر أزمة بين بغداد و"الاتحاد الكردستاني" بسبب "علم"

أمر عبد المهدي، الأربعاء، بإنزال علم الإقليم من على مقرات حزبية في مدينة كركوك، المتنازع عليها- أ ف ب
أمر عبد المهدي، الأربعاء، بإنزال علم الإقليم من على مقرات حزبية في مدينة كركوك، المتنازع عليها- أ ف ب

تتجه الأمور لتصعيد سياسي بين الحكومة العراقية المركزية في بغداد، برئاسة عادل عبد المهدي، وبين الاتحاد الوطني الكردستاني، على خلفية إعادة رفع الأخير لأعلامه الحزبية فوق عدد من مقاره بمحافظة كركوك، المتنازع عليها والتي تعتبرها بغداد خارج حدود إقليم كردستان.

 

ورفض حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، اليوم الجمعة، الاستجابة لأمر رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، القاضي بإنزال علم إقليم الشمال من على مقراته في محافظة كركوك (شمال).

وأمر عبد المهدي، الأربعاء، بإنزال علم الإقليم من على مقرات حزبية في مدينة كركوك، المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وإقليم الشمال.

وقال الحزب، وهو أحد حزبين حاكمين في إقليم الشمال، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إنه سيبقي العلم مرفوعا فوق مقر المكتب السياسي للحزب في مدينة كركوك، فضلا عن مركز تنظيمات الحزب، والأخير بمثابة فرع الحزب في المحافظة.

وأضاف أن القرار يأتي "من أجل حماية السلم الاجتماعي والتوازن بين مكونات كركوك واستقرار الوضع".

وأشار الحزب، في بيان، أن رفع علم الإقليم من قبل أي طرف أو شخص في مكان آخر (غير كركوك وإقليم الشمال) سيكون مخالفا لقرار الحزب.

 

وقال بيان سابق لمكتب عبد المهدي إنه أجرى "اتصالات عاجلة برئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور والساهر على ضمان الالتزام به، وكذلك اتصل بالقيادات السياسية المختلفة ووجهها بإنزال العلم الكردستاني من السارية الرئيسية في مقرات حزبية في كركوك باعتبار هذا العمل مخالفا للدستور".

 

اقرأ أيضا :  بغداد توجه بإنزال علم "كردستان" من مقرات الأحزاب بكركوك


وأضاف أن "الأسلوب المناسب هو سؤال المحكمة الاتحادية العليا عن دستورية هذه الخطوة قبل تطبيقها إن أردنا احترام الدستور كما نطالب جميعا".

وذكر البيان أن "بعض السياسيين طرحوا أثناء الاتصالات التي أجراها رئيس الوزراء بأن كركوك منطقة متنازع عليها ولهم حق رفع علم الإقليم فيها، ولكن رئيس مجلس الوزراء أكد بأن كركوك منطقة متنازع عليها تقع خارج الحدود التي رسمها الدستور لإقليم كردستان".


وفرقت القوات الأمنية العراقية، مساء الثلاثاء الماضي، احتفالات لأنصار الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة كركوك بعد إعادة رفع علم الإقليم على مقر الحزب هناك. 

وكان محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري قد دعا الأربعاء، حكومة بغداد بإرسال تعزيزات عسكرية ردا على رفع علم إقليم كردستان في مقرات حزبية.

من جانبه، قال القيادي في الحزب محمد عثمان، في مؤتمر صحفي تابعته الأناضول، إن حزبه رفع دعوى إلى المحكمة الاتحادية (أعلى سلطة قضائية في العراق) لتفسير قضية رفع علم الإقليم في كركوك.

وأضاف عثمان: "سنعمل ضمن إطار المحكمة الاتحادية ونلتزم بما يصدر عنها من قرار".

وأعاد الحزب، رفع علم الإقليم على مقاره في كركوك، مساء الثلاثاء، بعد أكثر من عام على إنزاله من قبل قوات الحكومة الاتحادية.

وأنزلت الحكومة الاتحادية، علم الإقليم من فوق المقار الحكومية والحزبية في مدينة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، إثر استعادة السيطرة على تلك المناطق من قوات الإقليم "البيشمركة"، في تشرين الأول/ أكتوبر 2017.

وجاء تحرك القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها ردا على إجراء الإقليم استفتاء الانفصال.

وتعتبر المناطق المتنازع عليها وعلى رأسها كركوك من أبرز المشاكل العالقة بين بغداد والإقليم منذ سنوات طويلة.

التعليقات (0)