ملفات وتقارير

أيام حاسمة ومواجهة محدودة.. هذا ما توقعه مختصون بشأن غزة

حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد و الاعتداءات- جيتي
حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد و الاعتداءات- جيتي

أكد مختصون فلسطينيون، في أحاديث منفصلة مع "عربي21"، أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، في ظل تدحرج حالة التوتر المتصاعد بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، والتي قد تصل لمواجهة محدودة، ربما تفضي لتحقيق معادلة تهدئة جديدة.

واستهدف جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية، العديد من المواقع التابعة للمقاومة الفلسطينية بغزة، وأدى قصفة لموقع رصد للمقاومة أمس وسط قطاع غزة، إلى استشهاد محمود النباهين أحد عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، وذلك بعيد إعلان الاحتلال عن إصابة جندي بنيران قناص من غزة.

وحملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، "العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد و الاعتداءات المتتالية التي تستهدف أبناء شعبنا ومقاومته".

 

وأكدت في بيان لها وصل "عربي21"، نسخة عنه، أن "المقاومة لن تسمح باستخدام دماء شعبنا وقودا لحملات الاحتلال الانتخابية، وهي تملك الإرادة والوسائل لحماية دماء ومصالح أبناء شعبنا العظيم".

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "الأحداث الأخيرة تعبر عن حالة من التوتر والشك المتنامي بين الطرفين، لذلك فإن تسخين الأجواء محتمل في كل لحظة، وبمجرد وقوع أحداث لا علاقة بينها وبين توافقات تثبيت التهدئة".

ولفت في حديثه لـ"عربي21"، أن "عدوان الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين المتظاهرين قرب السياج الفاصل، كان مبالغا فيه بدرجة كبيرة، وهذا عدوان فاضح لا يمكن للمقاومة أن تسكت عليه".

 

اقرأ أيضا :  غارة إسرائيلية على موقع لـ"حماس" شمالي قطاع غزة


وقال أبو عامر: "يبدو أن المقاومة ردت على العدوان الإسرائيلي المتواصل، عبر قنص ضابط إسرائيلي"، مؤكدا أن "الاحتلال تجاوز الخطوط الحمر، عندما استهدف موقعا للرصد تابعا للمقاومة بغزة، ما أدى إلى استشهاد أحد عناصرها وإصابة آخرين".

وحول قنص ضابط إسرائيلي على حدود غزة، ذكر أن جيش الاحتلال يعتبر هذا الأمر "حدثا خطيرا، ورغم أن الضابط الإسرائيلي قد نجا من موت محقق بسبب الخوذة التي كان يضعها على رأسه، إلا أن جيش الاحتلال ينظر إلى الأمر من زاوية النوايا وليس من زاوية النتائج، وهذا يعني أن القنص كان بهدف القتل، وهو ما يمكن أن يكون له تبعات عنيفة في استمرار العدوان الإسرائيلي وتشديد الحصار على قطاع غزة".

أيام حاسمة

ونوه المختص، أن "الحادث سيشكل اختبارا لسلوك رئيس الأركان الجديد أفيف كوخافي، وقياسا لمدى ردة فعله؛ هل سيقوم باحتواء الموقف ويعمل على منع تصعيد الموقف، أم سيصعد؟"، مرجحا عدم ذهاب كوخافي نحو التصعيد وسيكون الرد "موجها ضد مقدرات المقاومة دون استهداف عناصرها تجنبا لمواجهة قد تندلع في أي لحظة".

وبين أن قرار نتنياهو بمنع دخول الأموال القطرية، "هو خطوة مرتبطة بالأجواء الانتخابية، من المتوقع أن يتراجع عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد أن تهدأ المنطقة، وهو الموقف الذي يتوافق مع الحاجة الإسرائيلية لمنع تصعيد الموقف في الجنوب، مع تصاعد التوتر في الشمال".

من جانبه، لفت أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، إلى أن "نتنياهو الذي تعصف به العديد من قضايا الفساد، يحاول أن يثبت للناخب الإسرائيلي أنه قادر على ردع حماس، وها هو يقرر منع دخول الأموال القطرية ويصعب الأمور على غزة وأهلها"، مرجحا في حديث مقتضب لـ"عربي21" حدوث "تصعيد محدود محكوم بضبط النفس".

وأكد الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن "الأيام المقبلة ستكون حاسمة"، معتبرا أن "ما لا تأخذه المقاومة قبل الانتخابات الإسرائيلية لن تأخذه بعد إجراء تلك الانتخابات".

ورجح في حديثه لـ"عربي21"، أن تشهد الفترة المقبلة "أيام تصعيد ومواجهات وهي فرصة للمقاومة، من أجل تحقيق معادلة تهدئة جديدة تختلف عن سابقتها".

وشدد أبو شمالة، على ضرورة "وضع حد للمسخرة والعبث السياسي؛ المتمثل بتلاعب الاحتلال بأموال المساعدات القطرية، وهي لعبة في تقديري لن تطول"، مضيفا: "يبدو أننا أقرب إلى مواجهة عسكرية أطول زمنا من المواجهة الأخيرة التي حسمت في يومين".

التعليقات (0)