صحافة دولية

لماذا تدعم "مصر السيسي" الجنرال الليبي خليفة حفتر؟

أصبح تهريب الأسلحة عذر السيسي ليبرر تدخله في شرق ليبيا- تويتر
أصبح تهريب الأسلحة عذر السيسي ليبرر تدخله في شرق ليبيا- تويتر

نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، تقريرا سلطت من خلاله الضوء على أبرز دوافع دعم مصر السيسي للجنرال خليفة حفتر.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن خليفة حفتر، الملقب "بالسيسي الليبي" من طرف معارضيه، يحظى بدعم زعيم النظام المصري منذ سنوات.

 

ويتشارك القائدان مفهوم السلطة العسكرية، ومعارضة الإخوان المسلمين، ومن جهته يدعو عبد الفتاح السيسي إلى استقرار البلد المجاور من أجل تعاون أوثق.

وأشارت المجلة إلى أن الجنود المصريين "يقاتلون على خط المواجهة في بلدة درنة القديمة شرق البلاد. ولا يُعرف ما إذا كان هؤلاء من أعضاء الجيش الرسمي أم من بين المرتزقة، لكن أزياءهم ولهجتهم تؤكدان أصولهم".

 

وفي الواقع، هذا ما عُرض في فيديو نشر يوم الثلاثاء 19 شباط/ فبراير، على مواقع التواصل الاجتماعي وتداولته المواقع الإخبارية الليبية فيما بعد، وقد أثارت هذه الصور جدلا واسعا.

وليست هذه المرة الأولى، التي يشارك فيها المصريون مباشرة في الصراع، لصالح الجيش الوطني الليبي الذي يشرف عليه خليفة حفتر في شرق البلاد.

 

وقد صرح النائب المصري في البرلمان الإفريقي، مصطفى الجندي، بأن "مصر تدعم الجنرال لأنها تساند الشخص الذي يعيد الاستقرار للبلاد، والذي يملك جيشا، فدولة دون جيش لا يمكنها الاستمرار".

وذكرت المجلة أنه في شهر شباط/ فبراير من سنة 2015، نشرت صحيفة "المصري اليوم" تقريرا بعنوان "حق الرد".

 

وأوضحت الصحيفة المصرية آنذاك أن مصر "تتدخل عسكريا في ليبيا بحجة الإعدام الوحشي لـ29 عاملا قبطيا مصريا".

 

اقرا أيضا : الاتحاد الأفريقي يدعو إلى مؤتمر دولي بشأن ليبيا

 

ويهدف هذا التدخل إلى ضرب تنظيم الدولة، وقد تكرر السيناريو ذاته سنة 2017. وأشارت الرئاسة الجزائرية إلى أن "الهجمات على ليبيا لن تحل المشاكل الأمنية التي تعيشها مصر".

ووفقا للصحفي المصري المختص في الشأن الليبي، خالد محمود، فإنه "منذ سقوط القذافي، كان للصراع الليبي عواقب وخيمة على الأمن الداخلي لمصر".

 

وخلافا لدول أخرى مشاركة في النزاع على غرار جولة الإمارات العربية المتحدة، الداعم الرئيسي لحفتر إلى جانب مصر، تشترك الدولتان المصرية والليبية حوالي 1100 كيلومتر من الحدود. وبناء على ذلك، يعتبر أمنها تحديا ذا أهمية قصوى بالنسبة للسيسي.

وأوردت المجلة أنه منذ سنة 2011، أصبحت منطقة شرق ليبيا ملاذا آمنا للعديد من الجماعات الإسلامية والجهادية التي تثير رعب القاهرة.

 

ويحلل الباحث الليبي عماد بادي، من معهد الشرق الأوسط، أنه "في حال كانت الجماعات الجهادية المتمركزة في ليبيا تشكل تهديدا حقيقيا لأمن مصر (وليبيا)، فإن الإسلاميين يشاركون أيضًا في الصراع الأيديولوجي الذي يشنه السيسي". 

في سياق متصل، أكد الصحفي المصري أن "تحالف السيسي مع حفتر يرجع في الأساس إلى معارضته لتنظيم الدولة والإسلام السياسي، عموما.

 

وقد ضعفت جماعة الإخوان المسلمين في كثير من بلدان المنطقة، باستثناء ليبيا، حيث يضم حزب العدالة والبناء حوالي خمسة عشر مقعدا في المجلس الأعلى للدولة".

وأفادت المجلة بأن المشير خليفة حفتر قبل شخصيا التعاون السياسي والعسكري مع مصر، في تصريح له مع الصحيفة المصرية المقربة من النظام المصري "الأهرام ويكلي".

 

وقد التقى حفتر بعبد الفتاح السيسي في عدة مناسبات، ولعب السيسي مؤخرا دورا رئيسيا في إقناع حفتر بحضور مؤتمر باليرمو.

وبينت المجلة أن الأمن ليس الشاغل الوحيد للسيسي، فحسب عماد بادي "نقلت العديد من الأسلحة المتطورة المستوردة من روسيا والتي كانت مخزنة من قبل القذافي إلى مصر.

 

وأصبح تهريب الأسلحة عذر السيسي ليبرر تدخله في شرق ليبيا، كما ساعده ذلك على تحويل الانتباه عن مشكلته الرئيسية والمتمثلة في سيناء".

وأوضحت المجلة أنه تربط بين البلدين علاقات اقتصادية متينة، إذ بلغت صادرات مصر إلى هذا البلد ما يقارب 1.5 مليار دولار سنة 2012، إلا أنها لم تحقق سوى 400 مليون فقط خلال سنة 2017.

 

كما كان حوالي 1.5 مليون عامل مصري يقيمون في ليبيا خلال فترة حكم الرئيس معمر القذافي، ولم لم يظل منهم سوى النصف خلال سنة 2015.

 

اقرأ أيضا :  "أخونة الدولة".. طريقة جديدة لتشويه جماعة الإخوان بليبيا


ووفقا لعماد بادي فإن "مصر تريد المشاركة في إعادة إعمار البلاد وإقامة تعاون استثماري مع رجال الأعمال الليبيين".

 

كما أن قضية الطاقة مركزية في العلاقات الثنائية بين البلدين؛ فمنذ سنة 2013 أصبحت مصر دولة مستوردة للنفط، وبالتالي يمكن لليبيا أن تمثل حلاً مناسبا بالنسبة إليها في تصدير النفط والغاز بسعر أقل وذلك بواسطة حلفائها على رأس الحكومة الليبية.

وفي الختام، أشارت المجلة إلى أن سبب انزعاج القاهرة من العملية العسكرية التي قادها الجنرال حفتر، يتمثل في الخشية من زعزعة الوضع الأمني في برقة.

 

وكتبت صحيفة "مدى مصر" أن "الحملة العسكرية للجيش الوطني الليبي ضد طرابلس ستكون خطأ فادحا".

التعليقات (0)