سياسة عربية

25 عاما على مجزرة حرم الخليل والضحايا يدفعون الثمن

فلسطينيون أمام دماء الشهداء عقب المجزرة عام 1994- أرشيفية
فلسطينيون أمام دماء الشهداء عقب المجزرة عام 1994- أرشيفية

على الرغم من مرور 25 عاما على مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، إلا أن سكان المدينة لا يزالون يعانون من تداعياتها حتى اليوم، وهم يرون حقوقهم تتآكل، وبات مركز المدينة المزدحم في السابق، يتحول لمنطقة أشباح.

وروى عدد من سكان الخليل لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، وترجمتها "عربي21" كيف طرأت تغيرات على المدينة بفعل الاحتلال، منذ وقوع المجزرة التي نفذها المستوطن المتطرف، باروخ غولدشتاين عام 1994.

وقال جمال فاخوري أحد سكان المدينة: "منذ وقوع المجزرة، تغير كل شيء"، مضيفا "كل يوم هو حياة صعبة في الخليل".

وكان غولدشتاين المتطرف، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، أطلق النار على المصلين في صلاة فجر يوم الـ 25 من شباط/ فبراير عام 1994، فأوقع 29 شهيدا في لحظتها، وأصاب أكثر من 100 آخرين، قبل أن يتمكن البقية من قتله، لتعقبها مواجهات مع قوات الاحتلال، استشهد على إثرها 6 آخرون.

وقال الناشط عزت كركي من الخليل: "مستوطن جاء من الولايات المتحدة، وقتل الفلسطينيين، وبعد ذلك يعاقبوننا نحن الضحايا".

وتركت المجزرة والإجراءات التي قام بها الاحتلال، من استيلاء على عدد من المناطق، وتقسيم المسجد الإبراهيمي، والسماح لليهود بحرية الدخول إليه، مقابل التضييق على المسلمين، آثارا عميقة، على أجيال مدينة الخليل.

 

إقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية: هذه تبعات وقف عمل القوة الدولية بالخليل


وعلى امتداد كيلومترين من المدينة، تحول شارع الشهداء إلى منطقة أشباح، بعد أن كان يمتلئ بالمتاجر، وهو الطريق المؤدي إلى المسجد الإبراهيمي، ويعد قلب البلدة القديمة.

وقال منير أحد أصحاب المتاجر في شارع الشهداء: إن "المنطقة كانت مفعمة بالحياة"، لافتا إلى أنه "كان يوظف أربعة أشخاص في متجره سابقا، لكنه اليوم يقول "أنا وحيد، وأعتني بمتجرين أيضا لجيراني".

وقام الاحتلال عقب المجزرة، بإغلاق المسجد الإبراهيمي لمدة 6 أشهر، بالإضافة لشارع الشهداء، وفرض حظر تجوال، قام خلاله ببناء نقاط تفتيش عسكرية، بقيت حتى يومنا هذا.

وقال منير: إن الفلسطينيين "لم يعد مسموحا لهم بقيادة السيارات في المنطقة، وزاد عدد الجنود الإسرائيليين والكاميرات، حول المسجد الإبراهيمي بشكل كبير".

ووفقا لاتفاق أبرمته السلطة الفلسطينية مع الاحتلال عام 1997، فإن المنطقة القديمة من الخليل، قسمت إلى قسمين الأولى H1 تسيطر عليها السلطة، والثانية  H2تحت سيطرة جيش الاحتلال.

ويعيش في النصف الثاني الذي يمثل 20 بالمئة من مساحة المدينة، قرابة 40 ألف مواطن فلسطيني يخضعون للقانون العسكري الإسرائيلي، في حين يقطنه 800 مستوطن.

وقال الناشط كركي: "الحيوانات هنا لها حقوق أكثر منا.. أي قطة أو كلب بمقدوره الذهاب إلى شارع الشهداء، لكن نحن لا نستطيع، لماذا هل نحن لسنا بشرا على الإطلاق".

في أعقاب اتفاق الخليل، تم إغلاق المتاجر بشكل دائم في المنطقة H2، وتم طرد العديد من الفلسطينيين من منازلهم، وكثير منهم "بأمر عسكري" .

 








التعليقات (0)