ملفات وتقارير

غموض يلف مصير اتفاق السويد حول اليمن وتساؤلات عن مآلاته

محادثات السويد- جيتي
محادثات السويد- جيتي

يلف الغموض مصير اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة بين طرفي النزاع باليمن، بعدما باءت جهود ترجمته على الواقع بالفشل، منذ ما يزيد عن شهرين ونصف على إعلانه في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018، وسط تساؤلات عدة، حول مآلاته.


ويتفق متابعون للشأن اليمني، أن الاتفاق فشل، وبقي الإعلان عن ذلك فقط، في ظل مواقف جماعة الحوثي المتكررة لتنفيذه خاصة "انسحابهم من مدينة الحديدة وموانئها الرئيسية".


وأواخر شباط/فبراير المنصرم، تعثرت خطة جزئية لانسحاب الحوثيين من مينائي الصليف ورأس عيسى في المدينة الواقعة على البحر الأحمر، يعقبه الانسحاب من مينائها الاستراتيجي، الذي يحمل اسم المدينة ذاتها.


تطورات عدة، أعقبت تراجع الحوثيين عن سحب مقاتليهم من الصليف ورأس عيسى، حيث شنت المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام في الأيام القليلة الماضية، هجوما غير مسبوق، على مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، قائلا: كما يبدو لنا ليس مبعوثا لهيئة الأمم المتحدة وإنما مبعوثا إنجليزيا يمثل بريطانيا.


"بقي إعلان فشله"

 

 وفي هذا السياق، يرى الكاتب والباحث السياسي اليمني، عدنان هاشم أنه "من الواضح أن اتفاق ستوكهولم يترنح على الأقل أو أنه قد فشل بالفعل، وبقي الإعلان عن هذا الفشل".
وقال في حديثه لـ"عربي21" إن "الحوثيين لا يريدون التخلي عن الحديدة لسلطات2014، ولا يبدو أن الحكومة الشرعية ستتراجع عن موقفها".


وأشار هاشم إلى أنه عندما  "يتعرض الحوثيون للانتقاد يهاجمون المجتمع الدولي والمبعوث "غريفيث" من أجل إجباره على التراجع وممارسة المزيد من الضغط ضد الحكومة، وهي طريقة نجحت مراراً مع المبعوث نفسه".


وحول مآلات اتفاق السويد، توقع هاشم سيناريوهين الأول"حربا شاملة- كما قال هنت- ستبدأ"، و"الثاني جمود أطول لعملية السلام، مع بقاء توازن القوى، كما يعتقده الحوثيون.


"موت سريري"


من جهته، قال رئيس تحرير موقع "اليمن الجمهوري" كمال السلامي إن "اتفاق السويد يمر حاليا بمرحلة موت سريري".


وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن اتفاق ستوكهولم بمثابة مخرج للجماعة من مأزق عسكري حقيقي، كون القوات المشتركة - موالية للحكومة الشرعية ومدعومة من التحالف بقيادة المملكة - وصلت إلى مشارف الميناء الرئيسي"، مشيرا إلى أنه "لو لم تتدخل الأمم المتحدة وبعض القوى الدولية، لربما كانت الحديدة قد تحررت بغض النظر عن الكلفة البشرية والمادية لذلك".


وأكد الصحفي اليمني أنه "يستحيل أن ينجح، ذلك أن بعض البنود غير القطعية التي وردت فيه، تجعل كل طرف يفسره كما يحلوا له".


وتوقع السلامي أن "الأمور ستراوح مكانها، وقد نشهد تكرار سيناريو تعز في الحديدة، أي أن تظل القوات المشتركة مرابطة في الأطراف، وفي الأحياء الجنوبية والشرقية، بينما يرابط الحوثيون في الموانئ الثلاثة وفي الأجزاء الشمالية والغربية الساحلية، وتقتصر المواجهات على التبادل اليومي لإطلاق النار، مع توقف نية الحسم".


وأشار إلى أن "الضغوط التي تمارس على الحكومة والتحالف كبيرة، وبريطانيا "عرابة الاتفاق الأخير"، تتحدث عن سلطة محايدة، وهو ما أثار استغراب الحكومة، والحوثيون يرفضون الانسحاب وفق الرؤية الحكومية، وبالتالي فالأمور ستراوح محلها طويلا، أي لا حرب ولا سلام في المدينة، حتى وإن وصلت بعثة أممية إليها".


"صاحبة الحق"

 
بموازاة ذلك، أعلنت الحكومة اليمنية، أن الحديث عن تسليم مدينة الحديدة إلى جهة محايدة، يخالف اتفاق السويد.


وقالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان لها الثلاثاء، ردا على تصريحات وزير خارجية بريطانيا "جيرمي هنت"، إن "الحكومة صاحبة الحق الحصري في إدارة مدينة وموانئ الحديدة، التي يجب أن تخضع للدولة اليمنية وقوانينها النافذة".


وتابع البيان إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية البريطاني "هنت" لقناة "سكاي نيوز عربية" "تختلف عما تم الاتفاق عليه بينها والحوثيين في ستوكهولم".


وكان الوزير البريطاني "هنت" صرح للقناة الإماراتية أنه يجب الإسراع في تسليم مدينة الحديدة لجهة محايدة، قبل أن ينهار اتفاق السويد، وتفجر الأوضاع في حرب شاملة.


وحسب الخارجية اليمنية فإن تلك التصريحات "تختلف مع ما دار من نقاشات بين وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، وهنت، في زيارته الأخيرة للمنطقة".


وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون؛ إثر مشاورات بالعاصمة السويدية ستوكهولم، إلى اتفاق يتعلق بحل الوضع بمحافظة الحديدة، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، الذين يزيد عددهم عن 15 ألفا.


التعليقات (0)