سياسة عربية

"كارنيغي": هذه أسباب بقاء وصمود الإخوان رغم القمع

كارنيغي: الجماعة أثبتت أنها تمتلك قدرة كبيرة على الصمود والتكيف وأنها سبب تآكل شرعية نظام الانقلاب العسكري- الأناضول
كارنيغي: الجماعة أثبتت أنها تمتلك قدرة كبيرة على الصمود والتكيف وأنها سبب تآكل شرعية نظام الانقلاب العسكري- الأناضول

نشر معهد كارنيغي لدراسات السلام، دراسة حديثة سلطت الضوء على أسباب صمود جماعة الإخوان المسلمين في مواجهة القمع على مدار السنوات الخمس الماضية، وسر بقاء الإخوان طويلا، ودور الجماعة في تهديد استقرار نظام الانقلاب العسكري في مصر.


وقال المعهد في تغريده عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ربما كان أهم سبب لبقاء جماعة الإخوان طويلاً، هو حقيقة أن القياديين من ذوي الرتب العالية يمكنهم أن يعملوا بشكل مستقل لأنهم لُقّنوا أيديولوجيا التنظيم ودعوته، فضلاً عن البيعة، وهي إعلان الولاء والطاعة للمرشد العام بصفته رأس الجماعة".

 

 

 


وأكدت الدراسة التي أعدها الباحث باربرا زولنر، بالتزامن مع ذكرى تأسيس جماعة الإخوان الـ91، أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد حوالي خمس سنوات من القمع، أثبتت أنها تمتلك قدرة كبيرة على الصمود والتكيف، وأنها تؤدّي إلى تآكل شرعية النظام المصري وتهديد استقراره.


وقالت الدراسة: "منذ أن أطاح الجيش بالرئيس المصري آنذاك محمد مُرسي في تموز/ يوليو 2013، انخرط نظام عبد الفتاح السيسي في عمليات قمع منهجية لجماعة الإخوان المسلمين التي كان مُرسي عضواً قيادياً فيها. وقد أقدم النظام على ذلك من خلال تطبيق سياسات تُعتبر عموماً وسيلة فعالة لضرب عُنق المنظمات الهرمية، خاصة تلك الحائزة على قدرة كبيرة في مجال تعبئة دعم القواعد وتوليد التعاطف الشعبي معها".

 

اقرأ أيضا: الإخوان: حسن البنا أرسى معالم مشروع إسلامي عبقري

وأشارت إلى أن "الإجراءات التي اتخذها الجيش المصري لتقويض الإخوان، انطلقت من وجهة نظر تقول إن قوة الجماعة تكمن في كونها مركّزة في إطار نخبوي يتخذ القرارات الاستراتيجية ويمرّرها إلى التنظيم الأوسع، عبر تعليمات تتدفّق من القمة إلى القاعدة، وأن النظام المدعوم من الجيش افترض أنه إذا استُنزفت هذه البنية الهرمية، فستؤدي الضغوط إلى تحلّل الجماعة".


وأوضحت الدراسة أن الإخوان تغلبوا على التحديات الداخلية التي ترتبت على اعتقال قياداتها الهرمية، وحلّت مكان البنية القيادية العمودية للجماعة شبكات وخطوط اتصالات غير هرمية، وهو ما خلق فضاءات للشبان الأصغر سناً نسبياً كي يلعبوا دوراً حاسماً في إبقاء الجماعة على قيد الحياة. وبذلك، كشفت الجماعة عن قدرة مدهشة على مواصلة العمل، رغم جهود النظام لقطع دابرها".


وأضافت: "تكمن قدرة جماعة الإخوان على الحفاظ على البقاء طيلة آماد مديدة من القمع في طبيعة سمات وخصائص هيكليتها التنظيمية. كما أنها تنبع من توكيد رؤية اجتماعية وسياسية متّسقة. في أيام البلاء، تعزف هذه الرؤية على وتر الفكرة المتعلّقة بالنضال الديني المتواصل، والتي تشدّد على التحمّل الشخصي والجماعي للمؤمنين الخُلّص، في خضم صراعهم مع النظام. وهذا يعزّز عُروة الجماعة واستعداد أعضائها لمواصلة العمل".


وأردفت: "هناك أربعة أسباب بنيوية تفسّر ظاهرة بقاء جماعة الإخوان على قيد الحياة. الأول، أن هيكليتها التنظيمية الهرمية لم تكن نقطة ضعف رئيسية للجماعة كما افترض النظام، حيث انتقلت إدارة الأزمة واتخاذ القرارات التنفيذية إلى قادة موثوقين في المنفى، والثاني هو أن الكادر الأعلى للجماعة كبير، والسبب الثالث هو تنوّع عمليات الجماعة الإدارية التي دُعِّمت بشبكات الاتصال الموسّعة".


وأكدت الدراسة أن السبب الرابع والأهم هو "أن القياديين من ذوي الرتب العالية بالجماعة يمكنهم أن يعملوا بشكل مستقل لأنهم لُقّنوا أيديولوجيا التنظيم، وأهدافه، ودعوته، فضلاً عن البيعة، وهي إعلان الولاء والطاعة للمرشد العام بصفته رأس الجماعة".

 

اقرأ أيضا: إخوان مصر تدعو لانتفاضة شاملة تزيح سلطة الانقلاب

التعليقات (4)
مصري
الأربعاء، 27-03-2019 03:44 م
سوف يفني السيسي جاسوس تل ابيب و عسكرة الأوباش عملاء الموساد و تبقي الجماعة صامدة شامخة كالجبال .
النصر للجماعة بإذن الله
الثلاثاء، 26-03-2019 07:11 م
ستخرج هذه الجماعة منتصرة بإذن الله تعالى. وكان ينبغي أن أكتفى بما قاله المحترم "مصري جداً" ولكن أحببت أن أؤيد ما قاله وأؤكد على عبارته الرائعة "الجماعة تمثل ثروة قومية لمصر والعروبة والإسلام". وهم حسب مبادئ الجماعة نفسها لا يعملون إلا من أجل كسب مرضاة الله ولرفع لواء الإسلام والمسلمين. ما رأيت في حياتي أصبر منهم على البلاء ولا أشد تحملاً للمشاق والتحديات التي تنوء بها أكتاف الشداد، ولا أصدق حديثاً ولا أكثر تضحية ولا أشد غيرة على الإسلام ولا أكثر استعانة بالصبر. 60 ألف معتقل من قيادات الجماعة من الصفين الأول والثاني، ومصادرة أموالهم وجمعياتهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومؤسساتهم والجماعة وهيئاتها تعمل وتسير ولا تتوقف. ومن ينظر إلى مواقعهم الإلكترونية العديدة مثل موقع الجماعة، ونافذة مصر، وموقع حزبهم الحرية والعدالة وقنواتهم وغيرها فإنه يجد أنها تسير إلى الأمام كما لو كانوا لا يواجهون محنة من أشد المحن. ولا أشك في أن صفها في مصر يحملون الدعوة بكل همة بصرف النظر عن المحنة القاسية واستشهاد وإصابة الآلاف المؤلفة منهم في أحداث الانقلاب الدموي الفاشي برئاسة الخسيسيس السفاح العميل المجرم، ورغم تشرد عشرات الآلاف من المطاردين داخل مصر تاركين أهليهم وراءهم دون عائل. وفي الواقع، لو اجتمعت عشرات الأحزاب والجماعة ما استطاعت فعل ذلك. فلأنهم يعملون لله تعالى يواصلون العمل بصرف النظر عن الثمن الباهظ الذي يدفعونه. وإنني كلي ثقة في أن هذه المحنة ستحدث التغيير المنشود داخل الجماعة بأن يتولى شبابها الذي قاد الثورة على الانقلاب الفاشي مقالبد الأمور داخل الجماعة فيتحقق الخير لمصر والعروبة والإسلام.
الصعيدي المصري
الثلاثاء، 26-03-2019 06:17 م
اعتقد ان تعداد جماعة الاخوان الرسمي .. وهم الاعضاء المسجلين في التنظيم .. وحنى اذا اضفنا لهم من قام بتسجيل عضويته في حزب الحرية والعدالة وهو الذراع السياسي للجماعة .ز هؤلاء جميعا لن يتجاوزا مليونين من الاعضاء .. اعتقد ان هذا الرقم يعتبر ضئيل جدا .. لو تمت مقارنته .. (نظريا) بالمتعاطقين والمؤمنين بمنهج الاخوان .. او على الاقل اعتبارهم الاكثر اخلاصا واقل فسادا من باقي الجماعات والاحزاب .. او بالمقارنة (عمليا) بالأعداد التي قامت بانتخاب الرئيس الشرعي كذلك الذبن قاموا بانتخاب البرلمان الشرعي .. وهم على استعداد لانتخابهم مرة ثانية وثالثة لو اتيحت الفرصة لانتخابات حقيقية ونزيهة .. وهو ما يعرفه اعداءهم قبل اصدقائهم .. لهذا السبب وغيره .. فإن قوة الاخوان .. هي اكبر بكثير من ان يتم محوها او تجاوزها .. مهما حاول اعداؤها النيل منها .. وهو ما اثبته التاريخ القريب والحاضر .. وما سيثبته المستقبل
مصري جدا
الثلاثاء، 26-03-2019 03:30 م
تقرير كارنيغي اهتم بالبعد التنظيمي الاداري دون سواه من الأبعاد الأكثر أهمية ،،،، ومنها البعد الايدلوجي العقائدي ،،، حين يكون الولاء لله سبحانه وانه سبب الارتباط بهذه الجماعة دون سواها من الجماعات في فهمها للاسلام رغم اخطاء وقصور التطبيق ،،،حيث يعتبر الفرد نفسه مؤسسة متحركة او جماعة متنقلة اوقات المحن والابتلاءات ،،، كذلك يعتبر الفرد نفسه مسؤلا وحارسا أمينا عن الفكرة حتى ولو ضعف التنظيم ،،، ومنها تجاوز الفرد أخطاء التنظيم وعدم الوقوف عندها حفاظا على الجماعة صاحبة الرسالة ،،، الافكار لا تموت والجماعة تعاني مشكلة حدود ومساحات لا مشكلة وجود وبقاءات ،،،، الجماعة تملك رصيدا ضخما في تجاوز الصعاب ،،،، وهذا لا ينفي وجود أخطاء كما انه يتطلب مراجعات ومناسبات وإعادة نظر في كثير من الوسائل والإجراءات وأهمها حاجة الجماعة لمنصة قيادة جديدة بمستوى الحدث ،،، الجماعة تمثل ثروة قومية لمصر والعروبة والإسلام ،د والحفاظ عليها واجب وطني حتى على المختلفين معها فكريا ،،، لأن حجم المشاركات كبير جدا مقارنة بحجم المختلف فيه ،،،