مقالات مختارة

هل ولدت صفقة القرن ميتة؟

موسى شتيوي
1300x600
1300x600

صفقة القرن الموعودة من قِبل ترامب، التي تم تأجيل الإعلان عنھا مراراً، وآخر سبب كان انتظار الانتخابات الإسرائيلية، قد تولد ميتة إن رأت النور.

وبالرغم من أن التفاصيل النھائية غير معروفة بعد، وبالرغم من التسريبات العديدة حولھا، إلا أنھا بدأت تثير الرعب لدى أصدقاء الولايات المتحدة، وأصبح ينظر إليھا وكأنھا كابوس سوف يحل على الناس في أحد الأيام.

لقد تنامت المعارضة لصفقة القرن قبل أن يراھا الناس، وذلك لأسباب رئيسية عديدة، أولھا أن مھندسي الصفقة مجموعة صغيرة مرتبطة بالرئيس، لم تأت من صلب المؤسسات الأميركية كوزارة الخارجية أو البيت الأبيض، وھي مجموعة لا تخفي انحيازھا لإسرائيل، لا بل لنتنياھو المتشدد تحديداً، واليمين الإسرائيلي عموماً.

ثانياً: الإجراءات الأحادية التي اتخذھا ترامب قبل الإعلان عن الصفقة، التي تؤشر إلى قضايا الحل النھائي، وبخاصة نقل السفارة الأميركية للقدس، والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، التي تعكس انحيازاً مبكراً ضد الفلسطينيين، لا سيما وأن القدس العربية، ھي أرض محتلة، ما يؤثر في الحل النھائي للقضية الفلسطينية، ويؤدي إلى تضييق الخيارات أمام السلطة الفلسطينية باتجاه أي حل يلبي أدنى طموحات الشعب الفلسطيني.

ثالثاً: أن الخطة تشكل تراجعاً أوخروجاً على القانون الدولي والاتفاقيات بين الفلسطينيين الإسرائيليين، التي تستند كلھا إلى مبدأ حل الدولتين، وما رشح عن خطة ترامب يبدو أنه لا يشمل ذلك.

ھذه النقطة تحديداً تشكل تحولاً كبيراً من الصعب قبوله من قبل أطراف دولية وأميركية، وبالتحديد عربية وفلسطينية.

رابعاً: إن التخوف من الصفقة، ھو أن يتم فرضھا على الدول والأطراف المعنية وبدون مفاوضات وعليه، تصبح احتمالية معارضتھا أعلى، وذلك بسبب عدم المقدرة على إحداث تغيير بھا.

نتائج الانتخابات الإسرائيلية، والتوجھ لتشكيل حكومة يمينية بقيادة نتنياھو، ومشاركة اليمين المتطرف ، زادت من منسوب القلق والمخاوف؛ لأن ھذا التحالف يرفض فكرة حل الدولتين، لا بل ھناك تخوف من البدء بعملية ضم أجزاء من الضفة الغربية أو كامل الضفة الغربية.

فوز نتنياھو ومخططاته بات يثير قلقاً لدى يھود أميركا، وبعض أعضاء الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، وفي أوروبا أيضاً.

وما يثير الاھتمام بالمعارضة لخطة نتنياھو، ھو المعارضة اليھودية داخل الولايات المتحدة لحل سياسي لا يقوم على مبدأ حل الدولتين.

ففي الأسبوع الماضي خاطبت أكثر من عشر مؤسسات دينية ومدنية يھودية، الحكومة الأميركية – ترامب – وعبرت عن احتجاجھا ورفضھا لضم إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية، معبرة عن رفضھا لأي حل لا يقوم على أساس حل الدولتين.

قد يكون السبب الرئيس لھذا الموقف ھو التمسك بحقوق الفلسطينيين (مع أنه وارد لدى البعض)، ولكن أيضاً لاعتقادھا بأن ذلك يؤثر سلباً في مصلحة إسرائيل لمخالفتھا القانون الدولي.

كذلك، فقد أبدى أعضاء من الحزب الديمقراطي معارضتھم لخطة ترامب رافضين التخلي عن مبدأ حل الدولتين.

إضافةً الى ذلك، فمن المتوقع أن تأخذ أوروبا موقفاً رافضاً للتخلي عن مبدأ حل الدولتين في الفترة المقبلة.

طبعاً الغائب عن المشھد ھي الدول العربية التي كان من المفروض أن تبلور موقفاً عربياً موحداً حيال القضايا التي تطرحھا الخطة، وتطوير مبادرة عربية وتقديم رؤية عربية نحو الصفقة، لا بل إنه توجد أطراف ربما تكون موافقة على الصفقة أو أنھا ساھمت في بعض بنودھا.

إن تنامي المعارضة للصفقة قبل الإعلان عنھا تطور مھم وإيجابي، ومن المتوقع في المرحلة المقبلة أن تشھد زيادة لأطراف المعارضة للصفقة التي ستضع أعباء كبيرة على أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة، الذين عليھم باستثمار ھذه المعارضة العالمية للصفقة، وإعادة التوازن لعملية سلمية لتحقيق طموحات الشعبين الفلسطيني والعربي.

 

عن صحيفة الغد الأردنية

2
التعليقات (2)
عبدالله
الخميس، 18-04-2019 08:18 م
اماني اليهود ومشتقاتهم من بني جلدتنا والمثبطين والمهزومين و الذين في قلوبهم مرض بلا حدود,لكن ما دام هناك ناس يقولون لا فلن ولن يفلحوا في اعمالهم لان الله سيحبطهم